وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء، إن الصلاحيات الجديدة والتي يجب أن تحصل على موافقة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر ثم الرئيس دونالد ترامب، لا تعني بالضرورة أن الولايات المتحدة ستبدأ في شن هجمات بطائرات بدون طيار في كينيا، ولكنها تمنح القيادة الإفريقية الإذن في ظل ظروف معينة لتوسيع نطاق حرب مكافحة الإرهاب بدون طيار إلى دولة أخرى.

ونقلت عن المسؤولين، قولهم إن السبب وراء ضغط أفريكوم من أجل توسيع صلاحياتها يعود إلى هجوم الشباب في يناير الماضي استهدف قاعدة عسكرية في كينيا كانت تؤوي قوات أمريكية.. وأسفر الهجوم على مطار ماندا باي عن مقتل ثلاثة أمريكيين وتسبب في أضرار بملايين الدولارات.
وأضاف المسؤولون أن القادة الأمريكيين سارعوا على الفور بعد هذا الهجوم بتعقب وقتل المجموعة من حركة الشباب التي تسللت إلى القاعدة من الصومال، وحصلوا على إذن سريع لتنفيذ غارة بطائرة بدون طيار في الأراضي الكينية، بيد أن قوات أفريكوم لم تهاجم أبدًا لأن المتشددين تمكنوا من الهروب بالانسحاب إلى الأراضي الصومالية.

وأفادت "نيويورك تايمز" بأنه في الوقت الذي واجه فيه القادة الأمريكيون تداعيات الكارثة، أدرك المسؤولون أنهم يفتقرون إلى المبادئ التوجيهية لشن غارات بطائرات بدون طيار في كينيا في حالة هجوم الشباب هناك مرة أخرى، لافتة إلى أن البنتاجون قاد حملة مشتركة لصياغة قواعد لأي ضربات مستقبلية في كينيا بموجب قيود أكثر مرونة تمكن أفريكوم من شن ضربات بطائرات بدون طيار، لتحل محل الإجراءات الأكثر صرامة من عهد أوباما.
ورفض الكولونيل كريستوفر كارنز المتحدث باسم القيادة العسكرية في أفريقيا التعليق على السلطات الجديدة.. وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني: "إن أفريكوم تدرك بالتأكيد الحاجة إلى ممارسة ضغوط دولية متسقة على الشباب ومراقبة نشاطهم ووجودهم ومواجهتهم بنشاط لمنع انتشارهم.. ويمكن أن يتخذ هذا عدة أشكال".

وفي السياق نفسه، أضاف أنطون تي. سيميلروث المتحدث باسم البنتاجون في رسالة بالبريد الإلكتروني: أن "الجيش الأمريكي سيدافع عن الولايات المتحدة بأفرادها ومواطنيها عند الضرورة في أي مكان في العالم"، لكنه لم يتطرق إلى المبادئ التوجيهية الجديدة.

ووفقا للمسؤولين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فإن مسودة المبادئ التوجيهية ستسمح نظريا ليس فقط بضربات الطائرات بدون طيار للدفاع عن النفس للقوات الأمريكية أو الدفاع الجماعي عن النفس للقوات الكينية الشريكة، ولكن أيضا تسمح لأفريكوم بشن ضربات هجومية تهدف إلى استباق تهديد مشتبه به ، على سبيل المثال إذا كشف مسؤولون عن معلومات استخبارية حول الاستعدادات في مجمع لتجميع سيارة مفخخة.

ومع ذلك، أشار العديد من المسؤولين إلى أن كينيا لديها حكومة مستقرة وقوات أمن قوية.. ونتيجة لذلك، لم يتوقع المسؤولون أن تسمح السلطات الجديدة للولايات المتحدة بشن ضربات متكررة بطائرات بدون طيار هناك، إن وجدت.. ومع ذلك، قالوا إن بإمكانهم تصور أن يكون هناك موقف يستدعي أن تكون الطائرة بدون طيار هي الخيار الواقعي الوحيد لمحاولة استباق عملية إرهابية.


وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مشروع الخطة يحتوي على قيود.. وأوضح مسؤولان أمريكيان أن من بين هذه القيود أن لا يسمح للجيش الأمريكي سوى بشن ضربات في جزء فقط من كينيا.. وحدد أحدهما على وجه التحديد منطقة الضربة المحتملة في غاريسا ولامو حيث يوجد معسكر المهبط الجوي في ماندا والمنطقة الحدودية القريبة مع الصومال.


وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه يتعين الحصول على موافقة الحكومة الكينية على أي ضربة ، وهو اختلاف كبير عن الصومال، الذي منحت حكومته المؤقتة الولايات المتحدة إذنًا شاملاً لتنفيذ ضربات عندما ترى ذلك مناسبا.. علاوة على ذلك، سيتعين على الجيش الأمريكي أيضا التشاور مع السفير الأمريكي في كينيا.
ونسبت إلى مسؤول أمريكي بارز القول إنه بالإضافة إلى رغبة الجيش الأمريكي في توسيع صلاحياته، طلب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا من ترامب - خلال زيارة للبيت الأبيض فبراير الماضي - الحصول على مساعدة إضافية لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك "الدعم الجوي المسلح" للمساعدة في مكافحة حركة الشباب.
ولم ترد السفارة الكينية في واشنطن على الفور على طلب تعليق على التقرير.


وقال مسؤولون إن وزير الدفاع إسبر - الذي كان يدرس خفض القوات الأمريكية في القارة الإفريقية في إطار تعديل عالمي للقوات لمواجهة التهديدات الجديدة من الصين وروسيا - أعرب في البداية عن تردده في الموافقة على الصلاحيات الجديدة. ولكن المسؤولين قالوا إنه رضخ للمبادئ التوجيهية الجديدة بدلاً من أن يُنظر إليه على أنه يرفض إجراءً مهمًا لحماية القوات الأمريكية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن حركة الشباب أكبر وأنشط فرع عالمي لتنظيم القاعدة، أصدرت تهديدات جديدة محددة خلال الأشهر الأخيرة ضد الأمريكيين في شرق إفريقيا وحتى ضد الولايات المتحدة.