تبدأ فرنسا اليوم محاكمة عدد من الإرهابيين المتورطين فى أحد أكبر الهجمات الإرهابية التى نالت فرنسا والمعروفة إعلاميا بهجمات باريس والتى وقعت فى عام 2015، وشنها متطرفون على الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلى ايبدو، ومتجر هايبر كاشير اليهودى.
وبدأت محكمة الجنايات الخاصة فى باريس اليوم الأربعاء، جلسات محاكمة المتهمين باعتداءات يناير 2015 الإرهابية فى فرنسا، بعد أكثر من خمس سنوات على الاعتداءات الدموية التى استهدفت صحيفة "شارلى ايبدو" الساخرة ورجال شرطة ومتاجر يهودى لبيع الأطعمة (هايبر كاشير) وأسفرت عن سقوط 17 قتيلا خلال ثلاثة أيام.
ويلاحق فى هذا الملف 14 متهما بينهم ثلاثة سيحاكمون غيابيا، ويشتبه بتورطهم بدرجات متفاوتة بتقديم دعم لوجستى للأخوين سعيد وشريف كواشى وأميدى كوليبالى منفذى الاعتداءات الإرهابية، والذين خططوا ونفذوا سلسلة من الهجمات الإرهابية غير المسبوقة فى البلاد.
ومن المقرر أن تستمر هذه المحاكمة التى تجرى وسط إجراءات أمنية مشددة، حتى العاشر من نوفمبر 2020.
وفى السياق ذاته، قالت قناة فرانس24، أن المحاكمة فى غاية الأهمية بالنسبة لذوى الضحايا بالدرجة الأولى وقصر العدل فى باريس.
وأضافت القناة الفرنسية ذاتها "هناك مجموعة من المتورطين وعددهم أربعة عشر بينهم ثلاثة غائبون وأبرزهم حياة بومدين زوجة أميدى كوليبالى السابقة، والتى يقال إنها لا تزال على قيد الحياة وأنها متواجدة على الأراضى السورية".
وعن هجمات يناير 2015 فى فرنسا، فهى سلسلة هجمات وقعت بين يومى 7 و9 يناير 2015، وهى مكونة من خمسة أحداث إرهابية فى أرجاء منطقة إيل دو فرانس، وخاصة فى العاصمة باريس.
وأسفرت الأحداث الدموية عن مقتل 17 شخصا، بالإضافة إلى الجناة الثلاثة، وجرح 22 آخرين، ولم يسفر الهجوم الخامس بالرصاص عن وقوع وفيات.
وأعلن تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجمات وقال إن الهجوم كان مخططا لتنفيذه فى سنوات قادمة.
وعن التفاصيل فقد بدأت الهجمات فى 7 يناير عندما شن اثنين مسلحين هجومًا على صحيفة شارلى إبدو، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 12 آخرين، ولاذ المسلحين بالفرار، وعلى الفور تتبعت الشرطة المهاجمين فى 9 يناير لمنطقة صناعية فى دامارتان أون جويل، حيث احتجزوا عدة رهائن.
كما أطلق مسلح آخر النار على ضابط شرطة فى 8 يناير واحتجز رهائن فى اليوم التالى فى سوبر ماركت يهودى بالقرب من بورت دو فينسين وهو ما يطلق عليه هايبر كاشير.
وأجرت وحدات شرطية وعسكرية مختلفة مداهمات فى وقت متزامن فى دامارتان وفى بورت دو فينسين، وقتل ثلاثة إرهابيين، بالإضافة إلى أربعة رهائن لقوا حتفهم فى سوبر ماركت قبل تدخل الشرطة، وأصيب بعض الرهائن الأخرين.
وكان المتهم الرابع لا يزال هاربًا، فى ذلك الوقت، وكانت الهجمات هى أكثر الأعمال الإرهابية فى فرنسا دموية، منذ تفجير قطار فيترى لو فرانسوا فى 1961 من قبل منظمة الجيش السرى (OAS).
وفى كلمة له رفض الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أدانة أفعال شارلى إيبدو، مدافعا مرة أخرى "الحق فى التجديف" فى فرنسا حول إعادة نشر من قبل تشارلى ابدو لرسوم كاريكاتورية للنبى محمد، وذلك خلال مؤتمر صحفى عقده فى بيروت امس الثلاثاء.
وأضاف ماكرون ليلة بدء المحاكمة فى الهجوم الأكثر دموية فى فرنسا، "غدًا سنفكر جميعًا فى إطلاق النار الجبان على النساء والرجال" خلال هجوم شارلى إبدو فى يناير 2015، والذى قضى على هيئة تحرير المجلة الساخرة.
وتابع، "فى فرنسا هناك أيضا حرية التجديف، وعليه ومن حيث أقف، يتوجب على حماية كل هذه الحريات، وعليه لا أعلق على خيار صحفى، على أن أقول فقط أن الشخص فى فرنسا بإمكانه انتقاد من يحكم وآخر يمكنه التجديف".