شاء الحظ أن تكون مباراة التتويج بالدورى للأهلى أمام المقاصة، بمثابة بداية الانتقال إلى مرحلة أخرى من المنافسات.. وتأتى المباراة فى مستوياتها وقدرات المنافس وطريقة لعبه كأولى اللقاءات الاستعدادية الفعلية لمواجهة الوداد فى نصف نهائى دورى أبطال أفريقيا، وتكون درسا عمليا فى تجاوز الأسباب العائقة عن الانتصار، والوصول لحالة الجاهزية المطلوبة.
المقاصة اختلف عن باقى الفرق الأخرى التى واجهت الأهلى فى المباريات الماضية، إذ خاض إيهاب جلال المباراة مهاجما الفريق الأحمر، ساعيا إلى الفوز، دون اللجوء للدفاعات المعتادة من أى منافس يواجه الأهلى، ورغم استكمال المباراة وقت طويل بـ10 لاعبين ظهرت الخطورة على المرمى الأحمر فى أكثر من فرصة للفريق الفيومى لم يستغلها لاعبوه، وظهرت الخطورة على المرمى الأحمر فى أكثر من كرة للفريق الفيومى كان من الممكن أن تترجم لأهداف لولا تألق الشناوى المتواصل الذى ساهم فى الخروج بنقطة التعادل، وهو ما يمثل جرس إنذار أمام الأهلى فى مباريات أفريقيا، لاسيما وأن المنافس القارى سيلعب على الفوز ليس إلا من أجل التأهل للنهائى.
يتهيأ لى أن تشكيل الأهلى أمام المقاصة وطريقة اللعب هى التى سيعتمد عليها فايلر فى دورى الأبطال مع بعض الرتوش النهائية، بعد مرحلة طويلة من التجارب فى التشكيل والتوظيف مع تغيير طريقة اللعب فى أكثر من مباراة سابقة بالدورى، ومن الأفضل للخواجة السويسرى أن يواصل الاعتماد على نفس الطريقة مستقبلا باعتبارها الأفضل والأنسب للأهلى مع بعض الإصلاحات البسيطة لعدد من السلبيات تحتاج علاج عاجل لتحقيق الهدف منها.
أبرز الديفوهات فى تعادل الأهلى أمام المقاصة، تمثل فى غلب النزعة الفردية على اللاعبين وهو ما يعاكس سياسة فايلر القائمة على اللعب الجماعى. وبالتالى فالأمر يحتاج تنظيما أكثر داخل الملعب يتطلب معه ضرورة الحفاظ على المساحات بين الخطوط والتى من شأنها خلق ثغرات فى صفوف الفريق يتغلل منها المنافس لتسجيل الأهداف.
خط دفاع الأهلى يعانى من ترهل كبير نظرا لسوء تمركز اللاعبين خاصة عندما يلعب الفريق بطريقة الدفاع المتقدم ومعها يفقد البعض منهم حساسية المكان المتواجد فيها، ونجد حالة سرحان تؤثر على التناغم المفروض بين قلبى الدفاع، وكذلك ظهيرى الجنب، ومعها يجد المنافس فرصة للوصول إلى المرمى بسهولة مثلما حدث كثيرا من المقاصة، كذلك بدا أن اللعب على الأوفسايد لا يناسب الأهلى فى الوقت الحالي، خاصة أن لاعبيه لا يجيدون تنفيذها تماما.
وعلى الشق الهجومى، يحتاج الأهلى زيادة الشراسة الهجومية فى ظل حالة الهبوط التهديفى التى بدأت تسيطر على الفريق وصيامه عن التسجيل للمباراة الثانية على التوالي، وهو ما يحدث لأول مرة منذ تولى فايلر قيادة الفريق الأحمر.. حقيقة أصبح واضحا وضوح الشمش أن الأهلى يعانى تماما فى الخط الأمامى لافتقاده المهاجم الفذ القادر على التسجيل من أنصاف الفرص، خصوصا أنه فى المباريات الأفريقية الاقصائية قد لا تواتيك الفرص كثيرا، حتى بادجى الوافد الجديد خروجه على الدوام من منطقة جزاء المنافس تعدم خطورته وتقف حائلا أمام اصطياد أى كرات من أخطاء المنافسين، وأما مروان فحدث ولا حرج.
عامة ما زال متبقيا قرابة شهر على المعركة الأفريقية أمام الوداد المغربى .. وهو وقت مناسب لتجهيز الأهلى بالشكل الأفضل، وسط أريحية وتفرغ تام عقب حسم الدورى.. مطلوب استغلاله فى ضخ دماء جديدة ومفيدة للتشكيل الأساسى من اللاعبين الغائبين الفترة الماضية مثل حسين الشحات وكهربا أصحاب الخبرات واللذين يمثلان قوة ضاربة لا يستهان بها، وغير ذلك من الأمور مثل منح الفرصة للبدلاء من أجل الوصول بالفورمة المطلوبة للجميع تحسبا للاحتياج لأى لاعب حال حدوث ظروف اضطرارية، مع خلق دوافع جديدة للاعبين وتحفيزهم نفسيا لتحقيق التتويج القارى بعد التتويج المحلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة