جوتيريش: الأمم المتحدة ثمار التزام قادة العالم بالتعاون الدولى

الإثنين، 21 سبتمبر 2020 10:00 م
جوتيريش: الأمم المتحدة ثمار التزام قادة العالم بالتعاون الدولى انطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة
كتبت - هند المغربي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، إن المُثل التى تستند إليها الأمم المتحدة هى "السلام، والعدل، والمساواة والكرامة"، وهى منارات لعالم أفضل، مؤكدا أن المنظمة التى نحتفل بها اليوم خرجت إلى النور فقط بعد معاناة هائلة ولقد استغرق الأمر حربين وموت الملايين وفظاعات الهولوكوست إلى أن التزم قادة العالم بالتعاون الدولى وسيادة القانون، وجاء ثمار هذا اللالتزام فى تفادى نشوب حرب عالمية ثالثة وهو ما كان يخشاه الكثيرون. 

وأضاف جوتيريش: "لم يحدث فى التاريخ الحديث أن مر الكثير والكثير من السنوات هكذا من دون مواجهة عسكرية بين القوى العظمى. وهذا إنجاز عظيم للدول الأعضاء أن تفخر به، ولا بد لنا جميعا أن نكافح للحفاظ عليه، جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية فى فعاليات انطلاق الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال جوتيريش: "على مر العقود كانت هناك إنجازات تاريخية أخرى، بما فى ذلك: اتفاقيات السلام وحفظ السلام وإنهاء الاستعمار و معايير حقوق الإنسان، وآليات صونها والانتصار على الفصل العنصرى والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للملايين من ضحايا النزاعات والكوارث والقضاء على الأمراض والخفض المستمر للجوع والتطور التقدمى للقانون الدولى، والاتفاقات الرائدة لحماية البيئة وكوكبنا ومؤخرا، كان الدعم بالإجماع لأهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس حول تغير المناخ بمثابة رؤية ملهمة للقرن الحادى والعشرين"، لافتا إلى أنه لا يزال الكثير والكثير لعمله.

وأشار جوتيريش: "من بين 850 مندوبا لمؤتمر سان فرنسيسكو، كان لدينا فقط 8 نساء، وبعد مرور 25 عاما على منهاج عمل بيجين، ما زالت المساواة بين الجنسين تمثل أكبر تحد منفرد لحقوق الإنسان حول العالم"، مشيرا إلى أنه تلوح فى الأفق كارثة مناخية والتنوع الحيوى ينهار والفقر يتزايد من جديد، والكراهية تنتشر، فيما تبقى الأسلحة النووية فى حالة تأهب قصوى، مضيفا: "لقد أتاحت التكنولوجيات التحويلية فرصا جديدة، لكنها تُعرضنا لتهديدات جديدة".

وقال جوتيريش: "كشفت جائحة كوفيد-19 بوضوح عن أوجه الهشاشة فى العالم، فقط يُمكننا التصدى لتلك (التحديات) معا، اليوم لدينا فائض من التحديات وعجز من الحلول متعددة الأطراف".

ورحب جوتيريش بإعلان الجمعية العامة فى الذكرى السنوية الخامسة والسبعين والالتزام بتنشيط تعددية الأطراف، مضيفا: "لقد دعوتمونى لأقيم كيفية دفع أجندتنا المشتركة، ولسوف أعود إليكم بالتحليل والتوصيات مؤكدا " ستكون هذه عملية مهمة وشاملة من التأمل العميق ونحن نعرف بالفعل أننا بحاجة للمزيد والمزيد من تعددية الأطراف الفعالة، المغلفة بالرؤية والطموح والتأثير"

ولفت جوتيريش إلى أن السيادة الوطنية – وهى أحد أعمدة الأمم المتحدة – تمضى يدا بيد مع تعزيز التعاون الدولى المستند إلى القيم المشتركة والمسؤولية المتبادلة سعيا وراء التقدم للجميع. قائلا: "لا أحد يريد حكومة عالمية، وإنما نحن بحاجة إلى أن نعمل معا لتحسين حوكمة العالم".

وأضاف: "فى عالم متداخل، نحتاج إلى تعددية أطراف متشابكة، تعمل فى ظلها أسرة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الإقليمية والتكتلات التجارية وغيرها معا على نحو وثيق وأكثر فعالية، كما نحتاج إلى تعددية أطراف شاملة، استنادا إلى المجتمع المدنى والمدن والشركات والسلطات المحلية والمزيد من الشباب.

وقال جوتيريش: "احتفلت الأمانة العامة بهذه الذكرى السنوية بحوار عالمى وصل لما يزيد على مليون شخص حول العالم، مع تركيز خاص على أصوات الشباب، ولقد شاركونا مخاوفهم وآمالهم إزاء المستقبل، قالوا إن التعاون الدولى حيوى للتعامل مع تحديات اليوم".

وأضاف: "أوضحوا أن كوفيد-19 جعل مثل هذا التضامن أكثر إلحاحا. وشددوا على أن العالم بحاجة إلى أنظمة صحية وخدمات أساسية للجميع"، وقال: "الناس خائفون من أزمة المناخ، والفقر وعدم المساواة والفساد والتمييز المتأصل على أساس العرق أو النوع الاجتماعى، وهم يرون الأمم المتحدة كأداة لجعل العالم مكانا أفضل ويعولون علينا لنكون على قدر تحديات اليوم، إن هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع الدول الأعضاء"، مضيفا: "أسست الدول الأعضاء الأمم المتحدة ويقع عليهم التزام بدعمها، ورعايتها ومدها بالأدوات لتصنع فرقا".

وقال جوتيريش: "نحن مدينون لحفظة السلام، والدبلوماسيين، والموظفين فى المجال الإنسانى، وغيرهم ممن ضحوا بأرواحهم من أجل تعزيز قيمنا المشتركة".

وتوجه بالتحية إلى جميع الموظفين السابقين والحاليين، لتفانيهم فى سبيل إحياء مُثل الأمم المتحدة قائلا: "بدأ مؤسسو منظمتنا عملهم فى خضم صراع محتدم والآن يقع على عاتقنا أن نرسم لنا مخرجا من الخطر"، وأنهى كلمته "كما ينص ميثاقنا، دعونا نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض كأمم متحدة".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة