أكرم القصاص - علا الشافعي

كولونيل أنطوان دولا باردونى قائد القوة البرية بالجيش الفرنسى ضمن "مهمة الصداقة" فى حوار خاص لـ"اليوم السابع": باريس دعمت شعب لبنان بـ3700 طن مساعدات عقب وقوع انفجار المرفأ.. والجيش الفرنسى مسؤول عن توصيل أغلبها

الخميس، 24 سبتمبر 2020 01:05 م
كولونيل أنطوان دولا باردونى قائد القوة البرية بالجيش الفرنسى ضمن "مهمة الصداقة" فى حوار خاص لـ"اليوم السابع": باريس دعمت شعب لبنان بـ3700 طن مساعدات عقب وقوع انفجار المرفأ.. والجيش الفرنسى مسؤول عن توصيل أغلبها باردوني مع مراسلة اليوم السابع فى بيروت
حاورته فى بيروت - إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- مصر بلد كبير وقديم وأتمنى زيارته.. وعلاقات قوية تجمع القاهرة وباريس وتعاون وثيق بين الجيشين 

 
 

- عملنا على مساعدة الجيش اللبنانى فى إزالة آثار انفجار مرفأ بيروت.. وسنغادر لبنان نهاية سبتمبر.. فرنسا أرسلت البارجة "تونير" وفريق غواصين للمساهمة فى اكتشاف حطام القوارب أو المركبات الغارقة تحت الماء.. ولن نشارك فى إعادة الإعمار 

 
 
دور محورى لعبته فرنسا فى لبنان، ليس فقط على صعيد محاولات رأب الصدع السياسى عبر مبادرة «الفرصة الأخيرة»، لإحياء الدولة اللبنانية، ولكن على الصعيد الإنسانى والميدانى أيضا قدمت فرنسا أكبر حجم من المساعدات للبنان عقب انفجار الرابع من أغسطس، بإجمالى حوالى  3700 طن مساعدات غذائية وطبية للبنانيين، وسارعت بمد يد العون منذ اللحظات الأولى لوقوع الانفجار، فبعد 24 ساعة من وقوع الكارثة قرر الرئيس الفرنسى زيارة بيروت للوقوف على احتياجات لبنان من المساعدات. 
 
 
وكان فى مقدمة قرارات الرئيس إيمانويل ماكرون، إيفاد فريق مختص من الجيش الفرنسى لمعاونة الجيش اللبنانى فى رفع الأنقاض الضخمة فى مرفأ بيروت التى خلفها انفجار الرابع من أغسطس.
 
 
وأكد الكولونيل أنطوان دولا باردونى، قائد القوة البرية بالجيش الفرنسى ضمن مهمة الصداقة من أجل لبنان، فى حوار خاص، لـ«اليوم السابع»، من داخل المرفأ، أن مهمة الفريق الفرنسى كانت المساهمة فى مساعدة الجيش اللبنانى لرفع الأنقاض التى خلفها الانفجار بداخل المرفأ وبالمستشفيات والمدارس، كما دعم الجيش الفرنسى لبنان بـ1200طن مساعدات إنسانية وطبية ومواد بناء، وساهمنا أيضا فى نقل 3700 طن إجمالى المساعدات الفرنسية من المرفأ إلى منظمات المجتمع المدنى فى بيروت. 
 
 
وأكد أنطوان، أن تلك المهمة لم تكن سهلة وواجه الفريق تحديات كبيرة، ولكن لم يكن بالإمكان التخلى عن الشعب اللبنانى فى محنته، فهناك علاقات متجذرة تجمع الفرنسيين باللبنانيين.
 
 
وأضاف أن فرنسا أرسلت أيضا البارجة «تونير» وفريقا من الغواصين للمساهمة فى اكتشاف حطام القوارب أو المركبات الغارقة تحت الماء.. وتطرق إلى تحديات العمل والعلاقات التى تجمع الجيشين الفرنسى واللبنانى..وإلى نص الحوار

 

متى بدأت مهمتكم فى بيروت؟

وصلنا هنا 14 أغسطس، وكان الفريق الفرنسى مكونا من 750 عنصرا بين جنود بالجيش الفرنسى وقباطنة، وكانت مهمتنا الأولى العمل بداخل ميناء بيروت البحرى وإزالة الردم ورفع الأنقاض والعمل على استعادة الحياة وحركة التجارة فى المرفأ.

وكانت التحركات لمساعدة اللبنانيين فورية عقب الانفجار، حيث أُبلغنا من القيادة فى الخامس من أغسطس الماضى، وتركنا مقرنا فى فرنسا  6 أغسطس، وفى الثامن من أغسطس كنا على متن البواخر  للاتجاه إلى بيروت.

ما المساعدات التى قدمتوها فى لبنان منذ وصولكم؟

نحن نعمل بتعاون وثيق مع الجيش اللبنانى فى إطار «مهمة الصداقة» AMITIE، ومهمتنا الأولى كانت تنظيف العنابر وفرز المعادن ورفع الأنقاض بداخل مرفأ بيروت حتى يتمكن من معاودة نشاطه مرة أخرى ولو جزئيا، أيضا ضمن المواقع التى ساهمنا فى تنظيفها محطة شارل الحلو للنقل البرى.

 

ومهمتنا لتنظيف المرفأ اشتملت تنظيف البقع أو المساحات التى لا تدخل ضمن نطاق «المنطقة الحمراء»، وهى التى وقع فيها الانفجار مباشرة، وهى مغلقة لإجراء التحقيقات وغير مسموح لأحد أن يدخلها.
مراسلة اليوم السابع داخل مرفأ بيروت
مراسلة اليوم السابع داخل مرفأ بيروت
 
ونحن كفرق من الجيش عملنا أيضا خارج المرفأ بقلب مدينة بيروت فى المستشفيات والمدارس التى تدمرت جزئيا جراء  الانفجار، عملنا على إصلاح النوافذ والأسقف وإزالة الآيل للسقوط منها التى كانت تشكل خطرا على حياة الطلاب وذلك لضمان سلامتهم. 
 
والجيش الفرنسى كان مسؤولا أيضا بشكل مباشر عن إيصال 1200طن مساعدات غذائية وأدوية تم إرسالها على ثلاث مراحل، بعضها تم عبر الطائرات وآخر عبر البارجة «تونير»، وتم توزيعها عبر المنظمات غير الحكومية، وبشكل عام كان هناك أكثر من 8 رحلات جوية تمت بين فرنسا ولبنان لنقل الجنود الفرنسيين والمساعدات الإنسانية أيضا.
 
وساهم فريق الجيش الفرنسى المتواجد بلبنان فى نقل حوالى 3700 طن مساعدات فرنسية من المرفأ إلى المنظمات اللبنانية غير الحكومية والتى بدورها قامت بتوزيعها على الشعب اللبنانى المتضرر جراء الانفجار.

هل استعنتوا بمعدات الجيش اللبنانى أم جلبتوا معكم معدات خاصة؟ 

جلبنا أكثر من 150 آلية للأشغال وشاحنات لرفع الركام والأنقاض، وإجمالا فإن آلياتنا تعمل جنبا إلى جنب مع آليات الجيش الفرنسى بشكل متكامل ووثيق. 
تبلغ مساحة المرفأ الإجمالية مليونا و400 ألف متر مربع، وبلغت المساحة التى تم تنظيفها حتى الآن من مخلفات الانفجار مليون متر مربع داخل المرفأ. 

هل شاركتوا فى عمليات البحث عن المفقودين؟

لا، لأنه بوقت وصولنا كان الجيش اللبنانى قد أخذ على عاتقه هذه المهمة خلال الفترة من 4 إلى 14 أغسطس، بالتعاون مع الصليب الأحمر.
 
 

وهل لك أن تحدثنا أيضا عن حجم مساهمة القوات البحرية الفرنسية؟

 
لقد فعلوا الكثير، على سبيل المثال، البارجة «تونير» التى ترسو حاليا على المرفأ، قد جاءت عقب الانفجار مع فريق من الغواصين والهيدروغرافيا بقيادة أرنو ترانشان، وكان عملهم الأول هو التأكد من البيئة المائية لقاع المرفأ، وقد قام الغطاسون فى البحرية الفرنسية بالتعاون مع البحرية اللبنانية، بعمليات البحث فى أعماق المياه، وبرسم خارطة كاملة لقاع البحر فى الميناء، لتمييز وتحديد مكان الحطام الغارق والحطام فى المياه مثل الشاحنات أو الناقلات أو المركبات أو القوارب، والتأكد من أن أحواض المرفأ صالحة للملاحة.
مراسلة اليوم السابع مع مسئول الجيش الفرنسي
مراسلة اليوم السابع مع مسئول الجيش الفرنسي
ويستخدم الفريق البحرى الروبوتات والسونارات الخاصة لاكتشاف حطام القوارب أو المركبات الغارقة تحت الماء، إنهم يساعدون القاعدة البحرية اللبنانية لإعادة بناء منشآتهم وقاموا ببعض الإصلاحات الميكانيكية، وساهموا فى إصلاح محطة مياه الميناء، وعملوا على تقديم الدعم الفنى والتقنى لإعادة أنشطة المرفأ كاملة.

ما حجم الركام والأنقاض التى تم استخراجها من المرفأ حتى الآن؟

أزالنا حتى الآن ما يقارب الـ17000 طن حديد وردميات، ونقوم أولًا باستخراج الأنقاض ثم يتم تقسيمها إلى مجموعات منها المواد التى سيعاد إنتاجها، ومنها مخلفات لا يمكن الاستفادة منها.

 

ما أبرز التحديات التى واجهتوها أثناء قيامكم بتلك المهمة؟

من أبرز الصعوبات ضخامة أحجام مخلفات الحديد التى كان ينبغى علينا إزالتها، ولذلك كنا أولا نقوم بتقطيعها ثم نقلها وهذا اقتضى كثيرا من الوقت وكثيرا من الخطورة.

 

كنا نقوم بعملية التقطيع ليلا لتجنب حرارة الشمس وما قد يمثله التعاطى مع الحديد من خطورة مع الحرارة خاصة فى ظل وجود مواد خطيرة بالمرفأ.
 
والشىء الجميل فى هذه التجربة أننا تعاوننا عن قرب مع جنود الجيش اللبنانى كنا جنبا إلى جنب لتنظيف المرفأ وتوطدت علاقاتنا أكثر.. أشعر بالتعاطف مع اللبنانيين وأقدر عمق الجرح بداخلهم الذى تسبب فيه الانفجار الكارثى وكنا سعداء بتقديم مساهمة متواضعة من بلادنا من أجل دعم الشعب اللبنانى.

حسب تقديراتك.. متى سيعود المرفأ كما كان بكامل طاقته؟

الجزء الشرقى من المرفأ يعمل بشكل طبيعى واندهشت لقدرة اللبنانيين على ذلك، أما بالنسبة للجزء الذى وقع فيه الانفجار فيصعب معه تحديد وقت معين ليرجع كما كان، وفى تقديرى يحتاج هذا الجزء وقتا حتى يعود للعمل بشكل كامل، وقد قمنا بتنظيف الأرض هنا من مخلفات الانفجار حتى يمكن وضع الكونتينرات وتعود الحياة تدريجيا لتلك البقعة. 

 

بيروت (1)

هل ستشاركون فى مرحلة إعادة الإعمار؟

مهمتنا كانت مهمة طوارئ وسوف تنتهى فى نهاية سبتمبر الجارى، وجميع العناصر ستعود إلى فرنسا، وبرأيى أن إعادة الإعمار ليست مهمة جنود لكنها تحتاج طواقم بشرية أخرى مثل منظمات المجتمع المدنى وشركات خاصة بالإعمار، وهم الأقدر على الضلوع بتلك العملية وأكثر خبرة ودراية بها.


زار الرئيس الفرنسى بيروت مرتين وحرص على لقائكم بالمرفأ.. كيف ترى أهمية الزيارات التى قام بها ماكرون لبيروت؟

كانت الزيارة الأولى بعد يومين فقط من وقوع الانفجار وكانت بهدف تقييم الوضع والوقوف على المساعدات التى يحتاجها لبنان من قبل فرنسا، ثم جاء فى 31 أغسطس، وحرص على زيارة المرفأ لمتابعة ما وصل إليه عمل الفريق الفرنسى، وأكد خلال زيارته على رسالة مفادها أن فرنسا ستظل مساندة للبنان وبالوقت نفسه لبنان عليه بذل الجهد لإصلاح الأخطاء التى حدثت وأدت إلى تدهور الأوضاع. 

لفرنسا علاقات جيدة بالعديد من الدول من بينها مصر.. حدثنا عن تلك العلاقات وهل سبق أن زرت مصر؟ 

نعم، هناك علاقات قوية بين القاهرة وباريس وتعاون بين جيشى الدولتين وتدريبات بحرية مشتركة بين فرنسا ومصر تقوم بها القوات البحرية بمياه البحر المتوسط، وفى إطار تدعيم ركائز التعاون بين القوات المسلحة الفرنسية والمصرية قامت القوات البحرية للدولتين فى يوليو الماضى، بتدريب مشترك بهدف تبادل الخبرات بين الدولتين الصديقتين باشتراك الفرقاطة الفرنسية «ACONIT والفرقاطة المصرية «تحيا مصر»، وفى عام 2019 تشاركت الدولتان فى فعاليات التدريب البحرى المشترك «كليوباترا جايبان» بالمياه الإقليمية الفرنسية قبالة سواحل طولون.

 
ولدى البلدان أيضا أنواع متشابهة من الفرقاطات البحرية، لكن أنا شخصيا لم يسبق لى التعامل بشكل مباشر مع الجيش المصرى لكنى أعلم عن تلك العلاقات التى تربطهما. 
 
ولم أزر مصر لكن أعرف أنها بلد كبير جدا وقديم وله حضارة كبيرة، وبلد حلو للغاية وأتمنى أن أزورها ذات يوم.
 

 
بيروت (2)
 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة