وفقا لشكاوي الزوجات المتقدمات لطلب الطلاق والخلع، رصدت مكاتب التسوية أن كثيرا منهن تعرضن للعنف الجسدي واللفظي والجنسي، وعددت الزوجات عدة أسباب للخلافات التي نشبت بينهما من أبرزها، تعاطي الأزواج للعقاقير المنشطة والمواد المخدرة، وبخل الإنفاق، والطمع راتب الزوجة، وتدخل أهل الزوج فى الحياة الزوجية، مما يترتب عليه تصرفات تؤدى إلى تعرضهن للإيذاء، كما اشتكت الزوجات اللاتي أقمن دعاوى طلاق وخلع وأقيم فى حقهن دعاوى نشوز وطاعة تعرضهن للابتزاز للتنازل عن حقوقهن الشرعية.
وهناك آلاف النساء يخرجن من زيجاتهن يحملن علامات بأجسادهن، عقابا لهن على خطئهن فى الاختيار، وهو ما جسدته الكثير من الزوجات بمحاكم الأسرة، اليوم السابع رصد بعض القصص من داخل محاكم الأسرة بالقاهرة والجيزة لزوجات ومطلقات عانوا من عنف الأزواج الحاليين أو السابقين، والموقف القانوني من العنف الواقع عليهن .
ووفقا لتصريحات المحامى أيمن سمير المختص بشئون قانون الأحوال الشخصية، أكد أنه تم تحديد أنواع الضرر الذى يصيب الزوجة ويستوجب العقاب وطلبها للطلاق، واستثنى منها، حق الزوج الشرعى فى تأديب زوجته، سواء بالقول أو الفعل، بشرط ألا يهين بذلك كرامتها ويجرح كبريائها مثلها ممن هو فى نفس بيئتها وثقافتها ووسطها الاجتماعى أو يصيبها بأضرار مادية بجسدها .
وتابع: يتمثل الإيذاء بالفعل فى كل فعل يوقع بجسد زوجته وسلامته أو يوقعها على أموالها، أو يقوم بإتلاف منقولاتها عمدا مما يستوجب العقاب فى ضوء قانون العقوبات المصرى، وإتيان الزوجة فى غير موضع الحرث، وإجبارها على مجالسة الرجال أو تحريضها على الفسق والدعارة، والاستيلاء على أموال الزوجة ومنقولاتها ومصاغها.
وأضاف: العقوبات الرادعة التى تقع على الزوج حال الإساءة لزوجته، منها عقوبة الجرح والإيذاء والضرب الذى ينتج عنه عاهة مستديمة، فإن استطاعت الزوجة الذى وقع عليها من عنف من جانب زوجها إثبات الواقعة وفق تقارير طبية وشهود تستطيع وفقا للمادة 240 من قانون العقوبات، أن تصل بالعقوبة ضد الزوج بالسجن سنتين إلى 5 سنوات، أما إذا كان الضرب أو الجرح صادرًا عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص، فيحكم بالإشغال الشاقة من 3 إلى 10 سنوات .
وتابع:"كما لم يفرق القانون بين جريمة السب والقذف بين الأشخاص العادية، وبين الأزواج سواء كان سب وقذف عن طريق الصحف أو عن طريق الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي، فيسري القانون بمجرد وقوع الجريمة بتوافر أركانها".
واستطرد: كما أن إجبار الزوجة على تسليمه مرتبها أو قيام زوجها بصرفه وامتناعه عن تسليمه لها يصنف على أنه فعل يوضح عدم أمانته عليها، بالإضافة إلى أن أى تصرف للزوج يبين منه أنه يقصد به الكيد والانتقام ضد زوجته، يعرضه للمساءلة.
أصابها بعاهة إرضاء لعشيقته
"زوجى قام بتشويه وجهي وجسدي وتدمير مستقبلي إرضاء لعشيقته".. بهذه الكلمات بدأت "س.ن.أ"، سرد مأساتها أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، للحصول على الطلاق للضرر، لتؤكد الزوجة البالغة من العمر 29 عام والتى تعمل مدرسة بأحدي المدارس الخاصة: " قضيت 6 شهور بمنزل الزوجية أنفق على زوجي وأعيش مهددة بفقدان حياتي بسبب عنفه، ولكني صبرت بسبب رفض أهلى الطلاق، بعد اكتشافي حملى، ولكن القدر كان له كلمة أخرى بعد أن فقدت حملى على يد زوجي بعد حفلة تعذيب أقامها ضدي إرضاء لعشيقته".
وتكمل:" دفعت ثمن العنف الزوجي غالى بعد أن أصبت بعاهة ستلازمني طوال حياتي، بسبب زوجي الذي باع ضميره وقبل أن ينهي مستقبلي، بسبب نصحي له بالابتعاد عن المواد المخدرة، والعلاقات المشبوهة ".
وأضافت الزوجة:" يوم الحادثة نشب بيني وبينه شجار بسبب عشيقته، وفوجئت به يهجم على ويلحق بى بسكينه، ويقدم علي ضرب رأسي بالأرض، ويتركني غريقة بالدماء لولا تدخل الجيران والذهاب معي للمستشفي".
سلك الكهرباء
معاناة أخري كشفت عنها الزوجة "ه.ن.أ"، البالغة العمر 33 عام، قصتها أمام محكمة إمبابة بعد أن تعرضت للخداع على يد زوجها الذي أوهمها أنه يمتلك شركة للاستيراد والتصدير، وخلال شهور معدودة من زواجهما اكتشفت أنه نصاب
وتقول الزوجة في حديثها لـ" اليوم السابع":" بعد انتهاء أجازه الزواج بأسابيع قليلة بدأت سؤاله لماذا لا يخرج للعمل، فكان رده بأنه لديه مشاكل ماليه بعد خسارة صفقة كبيرة كان تعاقد عليها، ليطالبني بمصوغاتي الذهبية لبيعها فوافقت، واستمر الوضع من ضرب وإهانة وعدم الإنفاق، ومنعي من التواصل مع أهلى ، وسلب مني غصبا كل رصيدي بالبنك".
وتتابع:" خلال زواجي منه لم أري إلا الإساءة لدرجة أنه قام بأحدي المرات بالتعدي على بـ" شلاليت" والضرب بسلك الكهرباء على جسدي، وذهبت على أثرها المستشفى بين الحياة والموت"
الست أمينة vs سى السيد
" ع.ال.ع"، البالغة من العمر 19 عام، والمتزوجة منذ 3 سنوات، انتهت حياتها الزوجية بمأساة بعد قيام زوجها بخيانتها وتهديدها بطفلتها بسبب رفضها تصرفاته وطلبها الطلاق.
وتقول الزوجة التى وقفت لطلب الخلع بمحكمة الأسرة بزنانيري:" ظن أهلى أنه الرجل المناسب بسبب ما يمتلكه من أموال، لاكتشف سوء خلقه ويده التي تنال من جسدي دائما، والخيانة التى تجرى فى عروقه ".
وتضيف: "كنت عندما أشكو يسئ معاملته لى ويتعدي على بالضرب المبرح، ويتركني طريحة الفراش لشهور طويلة، وبالرغم من ذلك تحملت خوفا على مستقبل طفلتي، إلي أن فاض بي الكيل ولجأت إلى محكمة الأسرة لأقيم ضده دعوى خلع، بعد أن قام بإحدى المرات بإفراغ شحنة الغضب التى أعمته لينهال علي بالضرب فى وجهي مما تسبب بكسر فى فكي".
وتؤكد الزوجة:" والد طفلتى عمره ما شافها، وبيرفض الانفاق عليها، وأثناء أحدي جلسات دعوي الطلاق قبل حصولى على الحكم، ذهبت إليه لكي يراها ويحملها بين يديه، حاول إلقائها في الأرض، فحررت بلاغ ضده، فرد بدعوي طرد من شقة الزوجية، رغم حصولى على قرار من النائب العام بتمكيني من شقة الحضانة، حتى يطردنى والطفلة للشارع".
العنف ضد الزوجة والأطفال
"عشت خلال 6 سنوات عذاب مع زوجى بسبب تدخل حماتي في حياتي، ودفعهم زوجي لخيانتي، وإجباري علي تقبل تصرفاته المشينة، لأتعرض للضرب على يديهم، لدرجة كادت أن تكلفنى حياتى من كثرة تعذيبه، وعندما تمردت وهددته بالهروب ورفضت تلك الحياة بسبب عنفه، قرر محاولة شنقي ليؤدبنى".. بتلك الكلمات بدأت الزوجة "د.م.ك" شكواها بدعوى طلاق للضرر، أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة.
وتابعت: "منذ الأيام الأولى للزواج اكتشفت طمع أهله في راتبى، وأجبرت على الإنفاق عليهم، وابتزازهم لى بتقاضى مبلغ شهرى، حتى يعاملوني بالمعروف"، مضيفه: "تعرضت للعنف والضرب والحرمان من الطعام والشراب على يد حماتي".
وأكدت الزوجة :"حتى نجلى لم يسلم من التعذيب وسوء المعاملة، لدرجة دفعته حماتي لركله فى بطنه حتى نزف دما وفقد الوعى، مضيفه: "طردنى ورفض منحى حقوقى، وعندما تقدمت بدعوى قضائية لطلب الطلاق، هددنى وحاول إرجاعي بالقوة للعيش معه".