تعمل وزارة السياحة والآثار، خلال الوقت الحالى على وضع اللمسات النهائية لعدد من المتاحف الأثرية تمهيدًا لافتتاحها، خلال الفترة القليلة المقبلة، ومن ضمن تلك المتاحف متحف شرم الشيخ، فى إطار تنشيط السياحة الساحيلية، ومؤخرًا تفقد الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، المتحف برفقة 30 سفيراً من سفراء الدول الأجنبية، لكن فى لفته طريفة منع الوزير تفقد السفراء قاعات المتحف، باستثناء قاعة واحدة، ونكشف سبب ذلك خلال التقرير التالى، لكن فى البداية نستعرض قصة المتحف، الذى يعكف أثريو ومرممو المجلس الأعلى للآثار، على خروج المتحف بالصورة التى تليق بالحضارة المصرية القديمة أمام العالم.
خلال زيارة الدكتور خالد العنانى والسفراء لمتحف شرم الشيخ
متحف شرم الشيخ ضمن المشاريع التى وضعتها وزارة السياحة والآثار على خريطة الافتتاحات خلال الفترة المقبلة، فى إطار اهتمام الدولة بافتتاح المتاحف بالمدن الساحلية، فهو أول المتاحف التى تتم افتتاحها بالمنطقة.
يقع على طريق المطار على مساحة تبلغ 191.000م2، ويتكون المبنى من 6 صالات وقاعة للمؤتمرات وبدروم وعدد من المحال للحرف التراثية ومسرح مكشوف وعدد من المطاعم، ويتسع المتحف لعرض 20 ألف قطعة أثرية.
تم استئناف العمل بالمتحف منذ شهر سبتمبر 2018، بعد توقف دام نحو 8 سنوات، وتحديدًا فى أعقاب ثورة يناير 2011، بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة، وجارى الآن الانتهاء من أعمال التشطيبات المعمارية بقاعات العرض والكافيتريات والمحلات التجارية، التى يبلغ عددها 17 محلا إضافة إلى 11 مكان للحرف الأثرية والتراثية، وتصل تكلفة المتحف بما تجاوز الـ300 مليون جنيه.
متحف شرم الشيخ استقبل حتى الآن قرابة 6062 قطعة أثرية، سيتم توزيع عرضها سواء داخل فتارين العرض أو حرة خارجها، على ثلاث قاعات هى القاعة الكبرى، والممر الحتحوري، ومنطقة المقبرة.
المتحف يضم سته قاعات للعرض ومبنى اداري، وكافيتريا، ومبنى للمطاعم والكافيتريات (Food Court)، ومبنى للبازارات، ومتاجر الحرف الأثرية، ومسرح مكشوف، ومبنى استراحة للموظفين والأمن الداخلي.
تدور فكرة سيناريو العرض المتحفى لمتحف شرم الشيخ ستعكس مظاهر الحياة اليومية عند المصرى القديم وكذلك فى العصر الحديث، بحيث تروى القطع الأثرية مدى التقدم الحضارى الذى كان يعيشه المصرى القديم، حيث برع فى صناعة الكراسى والمناضد والأسرة المريحة، وكان يزين المائدة بالزهور ويأكل ويشرب فى أطباق وكؤوس من الخزف مختلفة الأشكال والألوان وكان يلبس أحدث الأزياء.
كما يشمل سيناريو العرض المتحفى عرضا للحياة البرية، وكيف أهتم المصرى القديم بالحيوانات والطيور والزواحف والحشرات من حيث تربيتها أو تقديسها أو استئناسها أو علاجها، مؤكدا أنه سيتم لأول مرة عرض ضخم لأشكال الحيوانات والطيور.
أهم القطع التى يضمها العرض المتحفى بقاعة الحضارات، هى التابوت الداخلى والخارجى لإيست إم ”إيست ام خب“ زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس والمعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة 21 والتي عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى، وأيضا صناديق الأوانى الكانوبية وبردية إيست إم خب، ومجموعة من أوانى الطور وأدوات التجميل، ورأس الملكة حتشبسوت التى عثر عليها فى المعبد الجنائزى لحتشبسوت عام 1926، بالدير البحرى ومجموعة تماثيل التناجرا لسيدات بملابس وطرز مختلفة، ومجموعة من التراث السيناوى.
أما عن القاعة الكبرى، فهى تعبر عن الإنسان والحياة البرية فى مصر القديمة، واهتمامات المصرى القديم بالعلم والرياضة والصناعات والحرف التى تميز بها ووجوده فى أسرته وحياته العائلية، وعلاقته بالبيئة المحيطة به وكيف كان محبا للحيوانات لدرجة التقديس، حيث يتم عرض مجموعة الحيوانات المحنطة من ناتج حفائر البوباسطيين بسقارة مثل القطط والجعارين، وأيضا البابون والتمساح والصقر فى الشكل الحيوانى والجسد الإنسانى.
وكان أخر القطع التى استلامها المتحف 10 قطع أثرية بصفة مؤقتة فى متحف شرم الشيخ، من معرض الملك توت عنخ آمون العائد من الخارج، بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا فى محطاته بالخارج، التى بدأت عام 2018، زار خلالها مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة الفرنسية باريس والبريطانية لندن.
وتضم القطع التى سيتم عرضها فى متحف شرم الشيخ : "مروحة من الخشب المذهب، دلاية على شكل طائر أنثى العقاب ناشر جناحية مطعمة بالازورد والعقيق والزجاج، دلاية من الذهب مطعمة بالأحجار بها جعران وعليها اسم العرش للملك توت عنخ آمون، جعبة أقواس من الخشب المذهب عليه مناظر صيد لتوت عنخ آمون من فوق عربة، صندوق من الخشب المطعم على شكل خرطوش، تمثال من الخشب المذهب للمعبود دوا موت اف برأس ابن اوى يقف على قاعدة، تمثال من الخشب المذهب للملك توت عنخ آمون يقف على فهد من الخشب المغطى باللون الأسود، تمثال القرين للملك توت عنخ آمون مغطى بالراتنج الأسود ويرتدى النمس على رأسه، تمثال من الخشب المذهب للملك توت عنخ آمون على قارب ويمسك بالحربة، تابوت صغير للملك توت عنخ آمون مكرس للمعبوج ايمستى".
وقد تم اختيار تمثال (الكا) القرين للملك توت عنخ آمون المغطى بالراتنج الاسود والذى يرتدى النمس على رأسه ليكون القطعة الرئيسية بالمعرض فى متحف شرم الشيخ.
كما تعمل وزارة السياحة والآثار على تصميم لوحات إرشادية ومطويات عن المتحف والقطع الأثرية المعروضة به، بالإضافة إلى توفير الخدمات الخاصة بذوى القدرات الخاصة من مطويات مكتوبة بطريقة برايل وغيرها من الخدمات الرقمية للزائرين.
تم الانتهاء من جميع الأعمال بالممر الحتحورى والملكى، وأوشكت على الانتهاء فى القاعات الآخرى، وجارى العمل على قدم وساق للانتهاء من أعمال الجرافيك وبطاقات الشرح، وتشتمل تنظيم عرض التراث السيناوى، والحلى الخاص بأسرة محمد على.
أما عن سبب عدم سماح وزير السياحة والآثار للسفراء من زيارة قاعات المتحف باستثناء قاعة واحد كما ذكرنا آنفا، فخلال الجولة حرص الدكتور خالد العنانى، على تفقد جزء واحد فقط من المتحف، والسماح للسفراء بزيارة قاعة واحدة فقط ليظل باقى المتحف وكنوزه مفاجأة للجميع حين افتتاحه رسمياً حيث سيضيف عنصر جذب جديد لمدينة شرم الشيخ وللسياحة المصرية بشكل عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة