جذبت الموناليزا للرسام ليوناردو دا فينشى، عشاق الفن لقرون، ولكن الآن، اكتشف عالم حلل كل شبر وطبقة من اللوحة الشهيرة تفاصيل خفية تحت فرشاة الرسام العالمى، ويمكن القول إن لوحة أوائل القرن السادس عشر هى واحدة من أشهر أعمال دافنشى وتوجد حاليا فى متحف اللوفر فى باريس، وتشير التقديرات إلى أن 80% من زواره سنويا، البالغ عددهم 10.2 مليون زائر، يحضرون خصيصا لمشاهدة الموناليزا.
وطلب من العالم باسكال كوتى رقمنة اللوحة باستخدام كاميرا متخصصة، قادرة على التقاط الطبقات المخفية أسفل الصورة، ومن خلال تحليله متعدد الأطياف، اكتشف عددا من التفاصيل المفاجئة التى يمكن أن تحطم المعتقدات السابقة حول العمل الرائع.
وأمضى "كوتى"، عقدًا من الزمان فى تحليل أكثر من 1650 صورة، والتى تعطى نظرة معقدة إلى الموناليزا وكيف تمكن دافنشى من إنشائها.
واستخدم طريقة تضخيم الطبقة الرائدة (LAM) الخاصة به على الصور التى التقطتها كاميرا متعددة الأطياف كانت قادرة على اكتشاف الضوء المنعكس على 13 طولا موجيا، لالتقاط التفاعل بين الضوء والمادة.
واكتشف فى الطبقات أن تقنية تسمى الانقضاض (spolvero) كانت تسمح لرسام عصر النهضة الإيطالى بنقل رسم تخطيطى إلى اللوحة الزيتية الخشبية باستخدام غبار الفحم، حسب ما جاء بروسيا اليوم، ويعرف الانقضاض بأنه تقنية فنية تستخدم لنقل صورة من سطح إلى آخر، ومن بين أكثر أساليبه شيوعا هو وضع ورقة شبه شفافة فوق الصورة الأصلية، ثم تتبع خطوط الصورة عن طريق إنشاء علامات وخز على الورقة العليا، والعلامات التى تشير إلى أن القطعة لم تكن يدوية بالكامل تم اكتشافها فى أعمال دافنشى الأخرى أيضا.
وتحت الموناليزا، عثر على علامات الانقضاض على طول خط الشعر واليد، على الرغم من أن هذا ليس الشيء الوحيد الذى اكتشفه كوتى، وفقط على يمين جبهتها لاحظ ما يبدو أنه قمة دبوس الشعر، وهى تفاصيل صغيرة تقدم المزيد من الأسئلة حول العمل.
وقال كوتى : لا يمكن أن ينتمى دبوس الشعر هذا الموجود فى السماء على يمين رأس الموناليزا إلى صورة شخص، لأنه لم يكن من المألوف فى مدينة فلورنسا فى ذلك الوقت، كان على الناس أن يرتدوا ملابس بطرق معينة لتحديد مهنتهم ونبل احترام الألوان، وليس من الممكن أن يكون شعر الموناليزا مثل هذا، كان من المستحيل فى ذلك الوقت فى مدينة فلورنسا، حسب ما ذكر لموقع إكسبرس البريطانى.
ويذكر كوتى أن هذا النوع من دبوس الشعر يستخدم بشكل عام "للمرأة غير الواقعية مثل الآلهة"، كرمز للعدالة أو الخير، أو فى لوحة لمريم العذراء، وسيبقى سبب دبوس الشعر، الذى تم تمييزه يدويا بالفحم، لغزا، ويعتقد أنه ربما كان جزءا من مشروع آخر تماما، ويشتبه كوتى فى أن عملين سابقين ربما سبقا لوحة الموناليزا النهائية التى يشاهدها الجمهور اليوم، وتكشف علامات الانقضاض على طول الجبهة أن دافنشى غير موضع رأس المرأة ويدها.