وقعت معركة عين جالوت لتكون بداية مرحلة جديدة فى التاريخ الإسلامي، فقد استطاع المماليك أن يثبتوا للجميع أنهم قادمون بقوة، وهو ما حدث بالفعل واستمرت دولتهم بقوتها وضعفها نحو 300 سنة.
وقعت معركة عين جالوت فى 3 سبتمبرعام 1260 ميلادية، وكان جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز، واستطاعوا إلحاق هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبجا، وذلك بعد سنوات من عبث المغول فى المنطقة، وسيطرتهم على الكثير من أطراف الدولة الإسلامية بعدما سقطت الدولة الخورازمية، ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة وقتل الخليفة المستعصم بالله فسقطت معه الخلافة العباسية، ثم تبع ذلك سقوط جميع مدن الشام وفلسطين وخضعت لهولاكو، وكان الهدف القادم لهم هى مصر، فاستعدت مصر بقيادة القائد المملوكى قطز من أجل الدفاع عن البلاد.
كانت الصراعات السياسية الداخلية تحوم فى البلاد، وانتهت باعتلاء قطز عرش مصر، وعلى الفور قام بترتيب البيت الداخلى لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاى بمن فيهم بيبرس، ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى تُشرع له جمع الضرائب على سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيش، وكان له ما أراد وأصدر العز بن عبد السلام فتوى تجيز جمع الضرائب بشروطٍ خاصة ومحددة، ما أن انتهى قطز من تجهيز الجيش حتى سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل عين جالوت.