خرج مئات الأشخاص في مدينة بوكافو بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في مسيرات لدعم الدكتور دينيس موكويجي الحائز على جائزة نوبل للسلام، لتلقيه تهديدات بالقتل يعتقد أنها مرتبطة بانتقاده الصريح للعنف ضد المرأة وحقوق الإنسان الأخرى ومحاربته لتعرض النساء للعنف والإغتصاب في مناطق النزاعات . وفقا للإعلام الافريقي
وخرج المئات من العاملين في منظمات المجتمع المدني الكونغولي إلى شوارع بوكافو حاملين لافتات تعبر عن "القلق البالغ" إزاء تصاعد التهديدات بالقتل ضد موكويجي ، لحث الحكومة على حمايته، وحمل بعض المتظاهرين رسائل مثل: "موكويجي مؤسسة وطنية، وتهديده بالقتل هو بمثابة دفن أمل الشعب الكونغولي".
ويُعرف الدكتور موكويجي بأنه من أبرز الداعين لتقديم المسؤولين عن العنف الجنسي إلى العدالة، وأيّد تقرير "رسم الخرائط" في عام 2010 الصادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي سجّل مئات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي وقعت في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، بين عامي 1993 و2003، وفي الكثير من الأحيان، تحديد الجماعات والكيانات التي يُعتقد أنها مسؤولة عن ارتكاب الجرائم.
وعقب تلقيه الجائزة، وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بأنه بطل لا يعرف الخوف، عمل من أجل حقوق النساء اللواتي وقعن في براثن صراع مسلح، عانين فيه من الاغتصاب والاستغلال وغيرها من الانتهاكات المروعة.
اشتهر الطبيب بمساعدة آلاف النساء من ضحايا العنف الجنسي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنشأ مستشفى بانزي في مدينة بوكافو الإقليمية منذ ما يقرب من 20 عامًا، بعد فترة وجيزة من تجربته الأولى في علاج امرأة تعرضت للاغتصاب والتشويه على أيدي رجال مسلحين، على مدى عقود بعد هذه الواقعه دعا إلى مناهضة استخدام الاغتصاب كسلاح حرب.
وفى عام 2012 بعد دعواته المتكررة لمناهضة العنف ضد المرأة وحقوق الانسان في الكونغو الديمقراطية تعرض لمحاولة اغتيال في منزله ولكنه نجا منها .
في 21 أغسطس الماضي، تعهد الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي بحماية الحائز على جائزة نوبل للسلام وفتح تحقيق وقال بعض الخبراء إن إعلان تشيسكيدي ، بعد أكثر من شهر من ظهور أولى بوادر الترهيب ضد موكويجي ، كان قليلًا جدًا ومتأخرًا للغاية.
وطالب المحتجون الحكومة بالتحرك بسرعة وانضموا إلى الدعوات المتزايدة لحمايته، وقالوا في بيان إن حماية موكويجي وغيره من المدافعين عن حقوق الإنسان "مسألة ملحة" وحثوا السلطات الكونغولية على الإسراع في تحديد هوية المؤلفين المسئولين عن التهديدات بالقتل.
من جانبها أعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عن قلق المفوضية العميق إزاء رسائل التهديد بالقتل التي تلقاها الطبيب الكونغولي الدكتور دينيس موكويجي، المدافع عن حقوق الإنسان والحائز على جائزة نوبل للسلام (2018). ودعت إلى اتخاذ إجراءات سريعة للكشف عمّن يقف وراء التهديدات وتقديمهم للعدالة.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في بيان لها أن الدكتور موكويجي هو بطل حقيقي حازم وشجاع ومؤثر للغاية. وعلى مدار سنوات، ساعد الآلاف من النساء اللائي تعرّضن لإصابات خطيرة وصدمات نفسية عندما لم يكن هناك من يعتني بهنّ، وفي نفس الوقت فعل الكثير للفت الانتباه إلى محنتهنّ وتحفيز الآخرين لمواجهة وباء العنف الجنسي الخارج عن السيطرة في شرقي الكونغو الديمقراطية".
ورحبت باشيليت بالتزام الرئيس تشيسكيدي العلني بضمان أمنه، مطالبه أن يتم تزويد موكويجي وفريقه بالحماية الشاملة من السلطات الكونغولية، حتى يتسنى ضمان استمرار العمل، الذي لا غنى عنه، الذي يؤدونه يوما بعد يوم في مستشفى بانزي".
ودعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق فعّال وسريع وشامل ونزيه في التهديدات الموجهة ضده و أن يمثل المسؤولون أمام العدالة كرادع لمن يهاجمون أو يهددون أو يرهبون العاملين الصحيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، مؤكده على ضرورة اعتماد مشروع قانون بشأن حماية وتنظيم نشاط المدافعين عن حقوق الإنسان بشكل يتوافق بالكامل مع المعايير الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة