- إبداعات شيخ الملحنين زكريا أحمد ولدت فى النيل وروائع عبدالعزيز محمود على الطريق الصحراوى
أمتعونا بموسيقاهم وألحانهم على مر العصور، واستمتعت أجيال عديدة بالغناء والطرب، الذى صنعه عباقرة الموسيقى والتلحين، ولكن ربما لا يعرف من يستمع إلى روائعهم الموسيقية كيف صنعوها، وما هى عاداتهم التى كانوا لا يستطيعون التلحين والإبداع إلا إذا اتبعوها، التى ربما كان بعضها غريباً لا يتخيله من يستمتع بهذه الروائع.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب، صدر فى أغسطس عام 1951، نشرت المجلة موضوعاً تحت عنوان «عندما يهبط عليهم الوحى»، كشف فيه عباقرة التلحين أسرار عاداتهم الغريبة، التى يتبعونها أثناء وضع ألحانهم، مؤكدين أنه لا ينزل عليهم الوحى إلا إذا اتبعوها.
محمد عبد الوهاب
وأشارت الكواكب إلى أن كل ملحن من الملحنين المعروفين له طريقته الخاصة فى استلهام شيطان الفن، وأن بعض هذه الطرق يبعث على الضحك والدهشة والاستغراب، ويدل على غرابة الأطوار.
وتحدثت الكواكب عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، مؤكدة أن الصحفيين يداعبونه فيصفونه بأنه «دباغ»، يستطيع أن يأكل وحده مائدة تحتوى على طعام يكفى 10 أشخاص، ولا يستطيع أن يفكر فى لحن إلا إذا امتلأت معدته بالأطعمة الدسمة.
وأكدت المجلة أن عبدالوهاب حين يفكر فى تلحين أغنية جديدة، يدخل إلى غرفة المائدة فى بيته، ويضع أمامه طبقاً كبيراً مملوءاً بالفراخ، وهى أحب الأطعمة إليه، ويمسك بعوده فى يده اليمنى، بينما ترتفع يده اليسرى وتنخفض بين فمه وطبق الفراخ، فإذا ما أتى على كل ما فيه، كان هذا معناه أنه وضع الخطوط الأولى للحن، فيتناول طعام الغداء ثم يتريض قليلا، ويعود إلى غرفة المائدة مرة ثانية، ويجلس أمام طبق فراخ جديد ولا يتركه إلا بعد أن ينتهى من وضع اللحن.
فريد الاطرش
وتحدثت المجلة عن عادات الموسيقار فريد الأطرش عند وضع ألحانه، مؤكدة أنه لا يلحن أبداً بالنهار، وكان يقضى النهار كله يغط فى نوم عميق، وعند غروب الشمس، يغادر منزله بصحبة العود إلى مكان بعيد فى ضواحى القاهرة، ويقضى الليل كله وهو يدندن على العود، وعند طلوع الفجر يعود إلى منزله ليسجل الخطوط الأولى للحن، ثم يأخذ حماماً ساخناً ويأكل بعض الفواكه، ثم يشرب فنجاناً من القهوة، وبعدها يستأنف العزف على العود ويكمل اللحن قبل شروق الشمس.
أما محمود الشريف، فإنه كان يستطيع التلحين فى أى مكان يجد فيه فنجان قهوة مظبوط، يقول: إن القهوة تنبه حواسه وتخلق فى نفسه الرغبة فى التلحين، فيسرع إلى عوده ويحتضنه ليضع اللحن المطلوب.
محمود الشريف
وتحدثت الكواكب عن عادات شيخ الملحنين الموسيقار الكبير زكريا أحمد، مؤكدة أن أجمل الألحان التى يؤلفها هى التى يضعها فى فصل الصيف، وقال شيخ الملحنين: إن أجمل لحظات حياته فى ليالى الصيف التى يقضيها بمركب شراعية يسير به وحده فى النيل، فيحتضن عوده ويبدأ فى الدندنة، ولا تمضى ساعتان إلا ويكون اللحن المطلوب قد اكتمل.
أما المطرب والموسيقار عبدالعزيز محمود، فكان لا يؤلف ألحانه إلا فى الطريق الصحراوى بين مصر والإسكندرية، فيبدأ السطر الأول فى اللحن عند بداية الطريق الصحراوى وينتهى منه فى نهاية الطريق، وإذا أراد إدخال بعض التعديلات على اللحن، فإنه يعود إلى بداية الطريق الصحراوى مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة