يدرك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تماما أن بقائه فى البيت الأبيض لأربعة سنوات أخرى، يمكن فى نجاح فى أمرين أساسيين، مهما كان موقفه فى المجالات الأخرى، وهما الاقتصاد ولقاح كورونا.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس دونالد ترامب يركز بشدة على إيجاد لقاح لفيروس كورونا حتى أنه فى الاجتماعات الخاصة بالاستجابة المتعلقة بالوباء لا يلفت انتباه شيئا أخر سواه بشكل كبير، بحسب ما يقول مسئولون بالإدارة.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب ضغط على مسئولى الصحة للإسراع فى الجدول الزمنى للقاح وحثهم على تسليم واحد قبل نهاية العام، وأمطرهم بأسئلة حول حالة التطوير وخطط التوزيع الشامل. وفى الأيام الأخيرة، قال لبعض مساعديه ومستشاريه أن اللقاح قد يصل بحلول الأول من نوفمبر، أى قبل يومين من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.
وتمضى الصحيفة فى القول بأن رغبة ترامب فى توفير اللقاح، أو على الأقل إقناع الرأى العام بأنه أصبح قريب جدا، بحلول الوقت الذى سيقرر فيه الناخبون ما إذا كانوا سينتخبونه فى فترة ثانية فى جزء من مغامرة انتخابية للحملة التى تسعى إلى تحسين موقفه بين الناخبين الذين يرفضون إدارته للوباء بشكل كاسح.
وقال ترامب للصحفيين يوم الجمعة سنعلن عن لقاح قبل نهاية العام وربما قبل الأول من نوفمبر، مضيفا أنه يعتقد أن بإمكاننا على الأرجح أن يكون لدينا لقاح فى وقت ما خلال شهر أكتوبر.
وكان ترامب قد قدم وعودا مشابهة، مزيدا بذلك الضغط على العلماء والمسئولين فى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والمعاهد الوطنية للصحة لتطوير واختبار وتفويض لقاح كورونا فى الوقت الذى يشير إليه مساعدو الرئيس بأن خلال وقت ترامب.
وقال العديد من مساعدى رامب إنه أحد مفاتيح الفوز بفترة رئاسية ثانية هو توافر اللقاح أو إظهار حدوث تقدم كبير نحو واحد، وأيضا حدوث تحول اقتصادى قوى على مدار الشهرين المقبلين.
ويقول المخططون الإستراتيجيون الديمقراطيون أيضا أن الإعلان عن اللقاح يمكن أن يكون فى صالح ترامب، لكنهم حذروا من أنه من غير المرجح أن يحدث تغييرا كبيرا فى السباق.
من ناحية أخرى، يبدو الاقتصاد لأمريكى المفتاح الآخر الذى سيضمن لترامب، إذا استطاع تحسينه بعد كارثة كورونا، الفوز بفترة ثانية. وفى الأسبوع الماضى، تم الإعلان عن توفير 1.4 مليون وظيفة جديدة فى شهر أغسطس الماضى، ليقل مستوى البطالة عن 10% لأول مرة منذ بداية الوباء.
وجاءت المكاسب التى تحققت فى مجال الوظائف بفضل التوظيف فى الحكومة، لاسيما عمال الإحصاء السكانى المؤقتين الذين يشغلون حاليا 238 ألف وظيفة جديدة، أكثر من سدس الوظائف التى تم إضافتها بشكل عام. وأظهرت قطاعات أخرى تضررت من الوباء إشارات على النمو أيضا، منها قطاع التجزئة الذى أضاف 249 ألف وظيفة، والضيافة الذى أضاف 174 ألف وظيفة مجددا خاصة فى المطاعم والحانات ومؤسسات تقديم الطعام الأخرى، بينما أضافت خدمات التعليم والصحة 147 ألف.
وأوضحت الصحيفة أن نمو الوظائف تماشى مع توقعات المحللين حيث أظهر الاقتصاد إشارات على الانتعاش من المذبحة الاقتصادية التى تسبب فيها عمليات الإغلاق التى كانت تهدف إلى وقف انتشار فيروس كورونا.
وتوقعت الصحيفة أن تؤثر تلك النتائج على النقاش السياسى حول ما إذا كان سيتم إعادة السماح بمزيد من المساعدات للشركات ومن يعانون البطالة، عندما يعود الكونجرس من عطلته هذا الشهر. ويمكن أن يلعب دورا مركزيا فى السباق الرئاسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة