وزارة السياحة والآثار لا تتوقف عن الإعلان عن الكشوف الأثرية الجديدة من خلال البعثات الأثرية المصرية بمختلف الموقع الأثرية، وذلك فى إطار دعم الدولة لإجراء الحفائر الأثرية والحفاظ على الحضارة المصرية القديمة، إلى جانب اهتمام العالم بما تستخرجه وزارة السياحة والآثار من باطن الأرض، فكل كشف جديد يحمل تفاصيل جديدة عن حقبة زمنية وقت فى عهد المصريين القدماء، مما يساعد على جذب السائحين لزيارة تلك الكنوز، أبرز الاكتشافات الأثرية عبر حوالى 20 عامًا.
"وادى المومياوات الذهبية"
الدكتور زاهى مع إحدى المومياوات الذهبية
تعود القصة فى البداية لعام 1999م، حيث قام عالم الآثار الدكتور زاهى حواس وبعثته الأثرية بالكشف فى منطقة الواحات البحرية فى الصحراء الغربية - تبعد عن القاهرة نحو 385 كيلو مترًا - عن واحد من أهم الاكتشافات الأثرية فى القرن العشرين الذى أذهل العالم أجمع منذ لحظة اكتشافه إلى الآن، وهو وادى المومياوات الذهبية.
فكشفت النقاب عن عدد هائل من المومياوات الذهبية، ما جعل الدكتور حواس يرجح امتلاء هذا الوادى بعدد كبير منها، فى مساحة مكانية كبيرة، تستغرق زمنا طويلا من أعمال الحفائر المنظمة، فلم يكتشف فى المواسم السابقة سوى عن 250 مومياء، وتعود المومياوات المكتشفة إلى القرنين الأول والثانى الميلاديين، عندما كانت مصر تحت الحكم الرومانى، وتظهر هذه المومياوات المكتشفة، استمرارية الديانة المصرية فى هذه الفترة على الرغم من وجود المعتقدات اليونانية والرومانية الخاصة بالطبقة الحاكمة، التى تأثرت بدورها بالديانة المصرية القديمة، وأغلب هذه المومياوات المكتشفة ذات أقنعة وصدور مذهبة ومزخرفة بنقوش هيروغليفية ورسومات دينية.
مقابر"بناة الأهرام"
مقابر بناة الأهرام
وتعود بداية الحكاية الحقيقية للكشف عن هذا الاكتشاف المهم، بعد بحث مضن فى المواقع المحتملة فى هضبة الجيزة بحثا عن مقابر "بناة الأهرام"- فى ظهيرة يوم 14 أغسطس عام 1990م، وكان الجو حارا للغاية، وكان الدكتور حواس يجلس وحيدا فى مكتبه المجاور لهرم خوفو مباشرة، فجاءه شيخ خفراء منطقة الهرم آنذاك، يخبره بأن سائحة أمريكية سقطت من فوق صهوة جوادها حين اصطدمت قدمه بجدار من الطوب اللبن على بعد عشرة أمتار فقط من موقع الحفائر التى يجريها للبحث عن مقابر "بناة الأهرام"، توجه الدكتور حواس إلى الموقع على التو، وعندما شاهد الموقع، قال على الفور: "هذه هى مقابر العمال بناة الأهرام".
بسماتيك الأول
بسماتيك خلال نقلة من أرض المطرية
فى 16 مارس 2017، أعلن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار عن هوية التمثال الملكى المكتشف بسوق الخميس بمنطقة المطرية، قائلا: إن التمثال لـ بسماتيك الأول، ولا يعود لرمسيس الثانى".
ورشة التحنيط
اكتشافات ورشة التحنيط
فى 14 يوليو 2018، أعلن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، عن نجاح البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة لجامعة توبنجن بالكشف عن ورشة كاملة للتحنيط ملحق بها حجرات للدفن بها مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664- 404 ق.م)، وذلك أثناء أعمال المسح الأثرى بمنطقة مقابر العصر الصاوى، الموجودة جنوب هرم أوناس بسقارة، كما عثرت البعثة أيضا على قناع مومياء مذهب ومطعم بأحجار نصف كريمة كان يغطى وجه أحد المومياوات الموجوده بأحد حجرات الدفن الملحقة.
كذلك تم الإعلان عن ثلاث مومياوات ومجموعة من الأوانى الكانوبية المصنوعة من الكالسيت (الالباستر المصرى)، وعدد من تماثيل الأوشابتى المصنوعة من الفاينس الأزرق وأوانى لزيوت التحنيط مكتوب عليها باللغة المصرية القديمة.
خبيئة العساسيف
خبيئة العساسيف
فى مايو 2019، أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف 30 تابوتًا فى منطقة العساسيف، والتى تضم مجموعة متميزة من 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا لرجال وسيدات وأطفال، فى حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة، حيث تم الكشف عنها بالوضع الذى تركهم عليه المصرى القديم، توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعين فى خبيئة فى مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوتا والمستوى الثانى 12 تابوتا.
ومنذ إعلان الكشف سلطت العديد من وسائل الإعلام العالمية الضوء عليه واعتبرته من أفضل الاكتشافات الأثرية، وأنه الأكبر فى مصر منذ قرن.
مقبرة خوى
مقبرة خوى
مقبرة خوى المشرف على القصر الملكى فى أواخر عصر الأسرة الخامسة والمكتشفة بجبانة سقارة الأثرية فى أبريل الماضى، ونظرًا لأهميتها أعلنت مجلة الآثار الأمريكية "Archaeology Magazine"، عن اختيارها ضمن أحد أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2019، والمصنفة ضمن الاكتشافات الأكثر جذبا للأنظار فى عام 2019، إضافة إلى وضع صورة المقبرة بحوائطها الملونة على غلاف المجلة لنسخة يناير/ فبراير 2020.
نجحت البعثة المصرية، برئاسة الدكتور محمد مجاهد، فى الكشف عن المقبرة أثناء أعمال الحفائر والتسجيل العلمى للمجموعة الهرمية للملك جدكارع من الأسرة الخامسة بجنوب سقارة، التى عثر بجدارها الشمالى على مدخل البناء السفلى للمقبرة، والذى يحاكى تصميمه أهرامات الأسرة الخامسة، وهو التصميم الذى يتم الكشف عنه لأول مرة داخل مقابرلأفراد وليس ملوك تلك الفترة.
40 مومياء فى تونا الجبل
اكتشافات تونة الجبل
فى فبراير 2019، تم العثور على 40 مومياء فى منطقة تونا الجبل خلال أعمال حفائر البعثة المصرية بالتعاون مع بعثة جامعة المنيا، بحالة جيدة، إلى جانب توابيت حجرية وفخار، تعود لبداية العصر البطلمى ومرورًا بالعصر الرومانى البيزنطى.
خبيئة الحيوانات المقدسة
اكتشافات خبيئة الحيوانات المقدسة
أعلن الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، فى نوفمبر 2019، عن كشف جديد بمنطقة سقارة الأثرية والتى قامت به بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أثناء أعمالها بجبانة الحيوانات.
الكشف يضم مجموعة ضخمة من 75 تمثالا من القطط المختلفة الأحجام والأشكال مصنوعة من الخشب والبرونز و25 صندوقا خشبيا بأغطية مزينة بكتابات هيروغليفية بداخلها مومياوات لقطط، وتماثيل من الخشب لحيوانات مختلفة منها النمس والعجل أبيس وتماسيح صغيرة الحجم بها بقايا تماسيح محنطة وللإله أنوبيس، ومومياتين لحيوان النمس، بالإضافة إلى العثور على جعران كبير الحجم مصنوع من الحجر، وجعارين أخرى صغيرة مصنوعة من الخشب والحجر الرملى عليها مناظر آلهة وتمثال من الخشب مميز الشكل لطائر أبو منجل ومجموعة أخرى من تماثيل لآلهة مصرية قديمة منها 73 تمثالا من البرونز للإله أوزير و6 تماثيل خشبية للإله بتاح سوكر و11 تمثالا للآلهة سخمت مصنوعة من الفيانس والخشب وكذلك تمثال جميل من الخشب للآلهة نيت.
كما يحوى الكشف على تابوتين صغيرين من الحجر الجيرى للقطة باستت، وكذلك لوحة حجرية عليها الاسم الحورى للملك بسماتيك الأول من الأسرة 26، وصندوق خشبى صغير عليه بقايا قناع مذهب وتمثالين من الخشب لسيدتين كل منهما برأس الكوبرا، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الكوبرا وإفريز من الخشب يمثل حيات الكوبرا وتمائم ورأس طائر أبو منجل، وناووس من الخشب الملون بغطاء مزين بتمثال صغير للصقر سوبد و3 تماثيل للصقر حورس ومجموعة من التمائم مختلفة الأشكال والأحجام بعضها عثر عليه داخل لفائف من الكتان وتماثيل أوشابتى من الفيانس ومجموعة من البطاقات من ورق البردى عليها رسومات للآلهة تاورت، والعديد من الأقنعة الخشبية والطينية الملونة وعمود الجد، ومسند رأس خشبى.
الكشف عن 83 مقبرة أثرية بمحافظة الدقهلية
اكتشافات مقبرة الدقهلية
فى فبراير 2020 كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، عن 83 مقبرة أثناء أعمال الحفر الأثرى بمنطقة أم الخلجان بمحافظة الدقهلية، وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن 80 مقبرة منها ترجع إلى فترة النصف الأول من الألف الرابع قبل الميلاد والمعروفة باسم حضارة بوتو أو مصر السفلى، واتخذت شكل حفر بيضاوية قطعت فى طبقة الجزيرة الرملية، بداخلها دفنات فى وضع القرفصاء، وعثر مع هذه الدفنات على أثاث جنائزى.
وأكد وزيرى أن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها الكشف عن توابيت فخارية ترجع إلى فترة نقادة الثالثة فى مواقع محافظة الدقهلية، حيث لم يسبق الكشف عن الدفن داخل توابيت فخارية سوى فى حالة واحدة تم الكشف عنها بواسطة البعثة البولندية بتل الفرخة.
توابيت خشبية ملونة بسقارة
مؤخرا تم الإعلان عن اكتشاف بئر عميق فى منطقة آثار سقارة يحوى عددا كبيرا من التوابيت الملونة، تزيد عن 13 تابوتا خشبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة