أثارت صورة الدكتور أحمد عنتر القرنشاوى ، طبيب القلب والأوعية بأحد مستشفيات الإسكندرية، وهو يجلس على الآرض بعد عناء 5 ساعات فى محاولات مستمرة تنجح فى إنقاذ حياة مريضة "كورونا" حالة تعاطف كبيرة، احتفاء كبير على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك"، بالدور البطولى الذى قام به فى محاولة إنقاذ المريضة ،و تداول رواد التواصل الإجتماعى صورة تقارن بين موقف الطبيب الإيجابى و تفانيه فى أداء واجبه المهنى لمحاولة إنقاذ حياة مريضة، وبين ما حدث بمستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية، وصورة الممرضة التى جلست على الآرض فى حالة استسلام و يأس.
من جانبه قال الدكتورأحمد عنتر، طبيب القلب والأوعية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن ما قمت به مع تلك المريضة ،هو ما أقوم به مع كل مريض ،هذا هو دورى المهنى والا أقعد فى البيت".
وحول العمل فى مواجهه هذا الوباء قال :" توجهت للعمل فى مواجهة وباء كورونا تطوعا، فى جبهة الجيش الأبيض ، لأن هذه هى رسالتى المهنية التى يجب أن أقوم بها ".
وروى ما حدث مع الحالة قائلا: "حالتها كانت سيئة جدا حيث وصل الأكسجين فى بدء تطور الحالة الى 70 % على ماسك الاكجسين ،وفى نهاية اليوم كانت قد أجهدت من نقص الاكسجين ، واضطررت وضعها على جهاز التنفس الصناعى وقبل دخولها فى الغيبوبة قالت لى "متيتمش عيالى"، وعندما وجدت أن نسبة الاكسجين 30% فقط على الجهازأيضا ، كان الحل الوحيد هو إجراء تنفس صناعى يدوى لرفع نسبة الاكسجين ،وإستمرت عملية التنفس الصناعى اليدوى 5 ساعات من الساعة 12 مساءا و حتى الخامسة فجرا ، كنت إستبدل العمل على الجهاز اليدوى أنا و 3 تمريض أخرين " ، وإستطرد قائلا :" لم تستجيب الحالة حتى تواصلت مع الطبيب الاستشارى و جربنا اكثر من حل فشل ،وكان الحل الاخير هو عمل شق صدرى ، وبالفعل بعد فتح الشق الصدرى إرتفع نسبة الاكسجين فى الدم حيث كانت الرئة منكمشة بسبب التليفات ،و إستقرت حالة المريضة لمدة 48 ساعة بعد تلك الواقعة الى أن توفيت بسبب صدمة تسممية من مضاعفات الكورونا.
وحول لحظات الضغط النفسى التى واجهها خلال محالو إنقاذه قال :" هى لحظات صعبة محتاجة كسر الخوف و سرعة التصرف وعدم الاستسلام ، و فى خلال الخمس ساعات راودتنى افكار سلبية و لكنى طردتها و حاولت مع الحالة، وضغطت على التمريض لاستكمال المهمة ،وهو ما تعلمتة من أساتذتى بجامعة الاسكندرية علمونى عدم اليأس والامل فى شفاء المريض لأخر لحظة".
وحول ما يقوم به الجيش الأبيض فى مواجهة وباء كورونا قال: "نراعى ربنا و لا ننتظر حاجة من حد و كلنا لا ننتظر مقابل مادى ، الدعم المعنوى و ليس أكتر ، من مارس الماضى ونحن على تلك الجبهه ،وهناك من لا يعرف ويقدر ما يبذلة الاطباء من مجهود".
وأكد الدكتور أحمد عنتر أنه مستمر فى عمله التطوعى لمواجهة فيروس كورونا قائلا: "مستمر فى عملى رسالتى للاطباء عدم الاستسلام و المحاولة مع الحالة لآخر لحظة".
وحول نصائح للمواطنين للوقاية من إلقتاط العدوى قال :" لابد من الالتزام بإرتداء الكمامات ، و الابتعاد التصرفات الغير مسؤلة مثل إقامة الافراح و ليلة الحنة و الخطوبة و التجمعات الاحتفالية " قائلا :"الموجه الحالية صعبة ،ومضاعفاتها أشد من الموجه الاولى بمراحل ".
وتداول رواد التواصل الإجتماعى قصة تلك الصورة لهذا الطبيب الشاب المتفانى فى عمله ، حيث شهدت مستشفى شرق المدينة بالاسكندرية وجود حالة مصابة بكورونا لسيدة وصل نسبه الأكسجين في دمها ل 35% فقط ولا تستجيب عند وضعها على الأكسجين ، بسبب تأثر الرئة بالجلطات ، وبدأت نسبه الأكسجين تقل للحاله ،و هى حالة لأم شابة فى مقتبل العمر ،تشعر أنها تحتضر و أنها النهاية ، وقبل الدخول فى الغيبوبة أوصت الطبيب المعالج ،الدكتور أحمد عنتر قائلة :" والنبي يادكتور متيتمش عيالي)"، ويكون رد فعل الطبيب انه هو وطاقم التمريض المخلصين ولمدة خمس ساعات متواصله يحاولون إنقاذ حياتها عن طريق التنفس الصناعي اليدوي.
ويقسم الطبيب الشاب أنه لن يتركها ولو لزم الأمر أنه يستمر فى المحاولات التنفس الصناعى حتى الصباح ، بالرغم من صعوبة عمل التنفس الصناعي اليدوي، ثم قام بوضعها على جهاز التنفس الصناعي بأعلى ضغط حيث أن التنفس الصناعي اليدوي حافظ فقط على نسبة الأكسجين وعلى حياة المريضة لكنة لم يرتفع ،وقام بمنتهى الحرفية بتركيب أنبوبتان للصدر، خاصةوأنه إذا لم يتم تركيب الأنبوب الصدري بشكل سليم مع ضغط الأكسجين قد تنفجر الرئة فورا ،وبعد محاولات كبيرة لمدة 5 ساعات وصل الأكسجين في دمها 99% بفضل دكتور أحمد عنتر القرنشاوي وطاقم التمريض،وعلق رواد الواصل الاجتماعى قائلين :" مش محتاجين غير دول ونكون في ضهرهم ونلتزم علشان يقدروا يساعدونا ،فعلا دول جيشنا الحقيقي ،وده كله رغم أن في ليهم حياة وبيوت وراضيين بالتقصير فيها بس نساعدهم ونلتزم ".
الدكتور احمد عنتر
الطبيب المعالج