تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأربعاء، العديد من القضايا المهمة، أبرزها أن حلف شمال الأطلسى (الناتو) غير أولوياته فى دول البلطيق، فمن المعروف أن الدول الأعضاء في الحلف، اتفقت في قمة وارسو عام 2016، على تعزيز الوجود العسكري للحلف في الجزء الشرقي من جغرافيا الدول التي يضمها.
حمد الماجد
حمد الماجد: هل موقعة الكونجرس عرض لمرض التفكك؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط إن هناك فى الشرق والغرب وحتى من الأمريكيين من يرى أن زلزال اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكى، قلعة الحرية وأيقونة الديمقراطية الأمريكية، صدع من سلسلة صدوع تضرب بين الحين والآخر بنية الولايات المتحدة الأمريكية، لتحيلها يوماً ما إلى الولايات المنقسمة الأمريكية، وأن هذا التفكك مسألة وقت طال الزمن أو قصر، واعتبروا أن الاضطرابات العرقية للسود مثلاً، وكذلك الانقسام الشديد في المجتمع الأمريكي، وحالة الاستقطاب الشديدة فيه وانتشار وتكاثر الميليشيات المتطرفة دينياً أو عرقياً (العلنية والسرية) في أنحاء أمريكا والأوبئة مثل "كورونا" وحالة الظلم التي تشكو منها العرقيات، كلها صدوع ضربت أمريكا، وأنها وإن خرجت منها سالمة في فترات سابقة، فما كل مرة تسلم الجرة الأمريكية.
هل هذا "رأي رغبوي" (wishful thinking) يعتمل في نفوس بعض الذين يخاصمون أمريكا ويتمنون أن تتحول ولاياتها إلى دول متنافرة متناحرة؟ ربما هذه حقيقة، لكن الحقيقة الأخرى أيضاً تقول إنَّ عدداً من المفكرين والإعلاميين والباحثين المتجردين في الداخل الأمريكي وخارجه ينافحون عن هذه التوقعات، ويقولون كما يقول ابن خلدون، إن الدول كبيرها وصغيرها، مثل الآدمي الذي خلقه الله من ضعف ثم جعل من بعد ضعفٍ قوة، ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبة، والولايات المتحدة ليست استثناء من الدول، فالإمبرطوريات والممالك والخلافة سادت ثم بادت، أو في أحسن الأحوال لم تمت بل انكمشت، والإمبرطورية البريطانية مثال صارخ معاصر للإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وهي مساحة مكانية أشد اتساعاً من تلك التي فاخر بها الخليفة العباسي القوي هارون الرشيد، حين رمق سحابة كثيفة فخاطبها بمقولته الشهيرة: "أمطري حيث شئتِ فسيأتيني خراجك"... يقصد ضريبة زرعها، ومع ذلك تفككت الإمبراطورية البريطانية وضمرت وانكمشت في جزيرة أصغر من الهند - التي كانت واحدة من مستعمراتها - 13 مرة، بل إن بريطانيا العظمى بدأت تتصدع حتى داخل معقلها التاريخي في الجزيرة الصغيرة الهرمة التي تقوقعت فيها، فمقاطعة اسكوتلندا لها برلمانها المستقل وعملتها المختلفة وقوانينها المغايرة للقانون الإنجليزي، وعلى وشك الانفصال بالتراضي، وويلز أحيت لغتها المحلية الغريبة، وتفكر في اللحاق بالتي طلبت الانفصال، وأما آيرلندا الشمالية المنفصلة جغرافياً عن الجزيرة البريطانية فأشد وأنكى، حيث العرق المختلف والمذهب المسيحي الكاثوليكي المنافس للبروتستانتية في كانتربري الإنجليزية.
فيكتور دومبورز
فيكتور دومبورز: تهديد جديد لـ "الناتو" فى البلطيق
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، يبدو حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد غير أولوياته في دول البلطيق. فمن المعروف أن الدول الأعضاء في الحلف، اتفقت في قمة وارسو عام 2016، على تعزيز الوجود العسكري للحلف في الجزء الشرقي من جغرافيا الدول التي يضمها.
من هنا شكل نشر قوات الحلفاء القتالية متعددة الجنسيات في لاتفيا، في يونيو 2017، استكمالاً لنشر القوات في المواقع الأمامية المعززة لحلف الناتو في دول البلطيق وبولندا، وبالتالي تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها في عدد من القمم التي عقدتها دول الحلف.
ومنذ ذلك الحين، يعمل "الناتو" بنشاط على تعزيز قدراته العسكرية في دول البلطيق. فقد زاد عدد القوات، ونُشرت أسلحة ثقيلة من دبابات ومدرعات ومدفعية، وقيل إن تعزيز القوات الأمامية لحلف "الناتو" ينطوي على أهداف دفاعية وهو حضور متوافق مع الالتزامات الدولية للحلف.
لكن كان من الواضح تماماً أن الناتو لا يسعى فقط إلى تحقيق الأهداف المعلنة؛ بل بعض الأهداف المخفية. بعض تلك الأهداف كان مقنعاً نظراً للحاجة الماسة إلى زيادة ميزانيات الدفاع في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، والدعم السياسي على جميع المستويات، بحيث يضمن ولاء تلك الدول لجميع القرارات التي تتخذها الدول الأعضاء القيادية في "الناتو".
وحيد عبد المجيد
وحيد عبدالمجيد: سباق الفيروس واللقاح
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، عندما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، يوم الأربعاء الماضي، فرض إغلاق شامل في إنجلترا مرة أخرى، قال إن هذه الفترة هي الأصعب في مجال مواجهة جائحة كورونا. وليست بريطانيا وحدها التي تعاني تفاقم الأزمة الصحية الآن، وتجاوزها أقصى ما بلغته خلال ما عُرف بالموجة الأولى في العام الماضي. عدد متزايد من دول العالم تواجه وضعاً هو الأكثر خطراً منذ أن ظهر الفيروس القاتل.
ويثير الانتباه أن اشتداد حدة الأزمة الصحية يتزامن مع انطلاق عملية تطعيم الناس في دول عدة، بما فيها الدول التي صارت هذه الأزمة أكثر خطراً فيها. فقد لوحظ أن أعداد المصابين في بعض هذه الدول ازدادت بعد إطلاق حملات التطعيم بها، مقارنةً بما كانت عليه في الأيام السابقة. وبريطانيا ليست مثالاً وحيداً في هذا المجال.
غير أن الأمل في وضع حد للأزمة يزداد كلما بدأ استخدام لقاح جديد. وفي اليوم الذي أُعلن الإغلاق الشامل في إنجلترا، بُدئ في استخدام لقاح أوكسفورد-أسترازنيكا للمرة الأولى، إلى جانب لقاح فايزر-بيونتيك الذي انطلقت حملات التطعيم به في دول عدة في الأسبوعين الثاني والثالث في الشهر الماضي.
وقد وصل عدد مَن تلقَّوا هذا اللقاح في بريطانيا نحو مليون ومائة ألف في اليوم الذي لم تجد حكومتُها مفراً من إغلاق شامل مرة أخرى. لذلك يبدو أن الفيروس يسجل تقدماً في سباقه مع عمليات التطعيم التي تهدف إلى الحماية منه. وربما يستمر هذا التقدم لعدة أشهر، خاصةً الفترة الباقية من فصل الشتاء، حيث يزداد انتشار الفيروسات التي تُصيب الجهاز التنفسي. وسيتطلب الأمر وقتاً أطول بعد نهاية هذا الفصل، إلى أن يبدأ أثر عمليات التطعيم في الظهور، أخذاً في الاعتبار كشف سلالات جديدة من الفيروس توصف بأنها مُتحوّرة وسريعة الانتشار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة