يخوض الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب حربا شرسة فى أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض، ضد مواقع التواصل الاجتماعى، التى توحدت ضده على ما يبدو بعد أحداث اقتحام مبنى الكونجرس الأسبوع الماضى، وهى المعركة التى يبدو أن ترامب عاجزا عن تحقيق النصر فيها حتى الآن.
فبعد أيام من حظر فيس بوك وتوتير لحساب الرئيس الأمريكى، وما أثاره ذلك من جدل واسع وغضب بين الرئيس وأنصاره، أعلن موقع يوتيوب تعليق نشر فيديوهات جديدة على الحساب الرسمى لترامب على الموقع لمدة أسبوع على الأقل.
وبحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن يوتيوب قال إنه أزال محتوى جديد تم تحميله على حساب الرئيس لانتهاكه سياساته، وفى ضوء مخاوف بشأن الإمكانية المحتملة لإثارة العنف.
ولن يسمح موقع مشاركة الفيديو، المملوك لجوجل، لترامب بإضافة مقاطع فيديو جديدة لمدة سبعة أيام على الأقل، بحسب ما قال فى تغريدة له على تويتر مساء أمس الثلاثاء، كما سيعلق أيضا التعليقات على القناة إلى أجل غير مسمى.
ولم يتضح محتوى الفيديو الذى قام يوتيوب بإزالته من حساب ترامب.
من جانبه، واصل ترامب هجومه وانتقاداته لشركات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعى، وقال إنها ترتكب خطأ كارثيا وتقوم بأمر مروع بأمريكا ولأمريكا بمعاقبته. ودافع ترامب أيضا عن تصريحاته بشأن شغب الكابيتول، ووصفها بأنها كانت مناسبة تماما.
وكان موقع تويتر قد حظر ترامب من منصته التى كانت أداة التواصل المفضلة للرئيس الأمريكى، وكان بنشر الكثير من التغريدات يوميا. وبرر تويتر ما قام به باحتمالية وقوع أحداث عنف مستقبلية نابعة من تغريدات الرئيس، لاسيما ما يتعلق باقتراب تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وكانت معركة السوشيال ميديا مع الرئيس الأمريكى قد بدأت فى الأشهر الأخيرة من العام الماضى، بعدما فرضت رقابة على منشوراته وقامت بنيفها وتكذيب ما يحتوى منها على معلومات مضللة حول فيروس كورونا وانتخابات 2020. إلا أنه بعد الهجوم على الكابيتول الأسبوع الماضى، والذى لم يدنه ترامب، قرر عملاقة السوشيال ميديا أن هناك خطرا هائلا فى إبقاء ترامب عبر منصاتها.
وقام فيس بوك بتعليق حساب الرئيس حتى تنصيب بايدن على الأقل فى 20 يناير، بينما فرض تويتر حظرا دائما. وكان يوتيوب آخر المواقع التى تحركت ضد ترامب. وسبق أن أزال أحد مقاطع الفيديو الخاصة بترامب الأسبوع الماضى فى يوم اقتحام الكونجرس، والذى كرر مزاعم ترامب بشأن سرقة الانتخابات، وقوله لمثيرى الشعب " نحن نحبكم.. لكم مكانة خاصة للغاية لدينا".
وتقول صحيفة واشنطن بوست إنه بتعليق حساب ترامب على يوتيوب، لم يعد أمامه سوى خيارات بسيطة لاستخدام السوشيال ميديا الأساسية. فهناك موقع "جاب" الذى يحظى بشعبية لدى اليمين المتطرف. بينما تم وقف موقع بارلر البديل لتوتير يوم الاثنين بعدما سحبت أمازون دعمها التقنى له.
وكان ترامب قد سعى لمراجعة المادة 230 من قانون الاتصالات الأمريكى التى تحمى شركات التكنولوجيا من المقاضاة بشأن ما ينشره المستخدمون عبر مواقعها. ويتفق السياسيون باختلاف توجهاتهم على أن القانون يجب إصلاحه. إلا أن أنصار الإنترنت المفتوح يقولون أن هذا الأمر قد يكون له تأثير مدمر على حرية التعبير على الويب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة