عرف الإنسان الكتابة، ومع الوقت نشأ الأدب وكتابة الرواية والقصة، وأصبح هناك أشكالا مختلفة للأدب منها المسرح والشعر وأخيرا الرواية والقصة، لكن من منا يدري متى وأين بدأت هذه القصة في الظهور، وكيف عرف الإنسان الطريق إلى هذا الفن، ولعل المفكرين الكبيرين زكي نجيب محمود وأحمد أمين، حولوا الإجابة عن هذا السؤال في كتابهما "قصة الأدب في العالم".
ويوضح الكتاب أن أغلب الكتب التي حفظت لنا الكتب المكتوبة على الجلد الجزء الأعظم من تراث الأدبين اللاتينى واليونانى، كما حفظت أكثر ما خطه الإنسان في القرون المسيحية الوسطى التي امتدت أربعة عشر قرنا؛ فقد أخذ النساخ يكتبون على صفحات من الجلد المتين ما وجدوه مكتوبا على أوراق البردى المهلهلة من آيات الأدب القديم.
ووفقا للمؤلفين، كان الشعر أول الصور الأدبية ظهورا، وكان الكهان من أول الأدباء المنشئين، فهم الذين صاغوا أناشيد الحرب وقصص الأبطال وعقائد الدين في قالب الشعر ليَسهُل على الناس حفظها، ثم أخذ الأدب بعدئذ يتطور في صوره كلما تطور المجتمع في أوضاعه؛ فليس الأدب سوى ظاهرة اجتماعية تنشئها العوامل الطبيعية التي تنتج كل الظواهر الاجتماعية الأخرى، والاجتماع قائم على أساس المادة، أي على أساس الغذاء، يتطور المُجتمع ويترقى كلما تطور مورد الغذاء وتكاثر.
العصر الأوتوقراطي نجد الأمم المتمدنة القديمة قد عرفت التمثيل، وأدارته حول موضوعات دينية وأساطير خرافية فاضت بها الروح الأدبية أكثر مما كانت في العصور القبلية — نجد ذلك في "بابل": فكان الملك والكهنة يشاركون في الحفلات الدينية، التي كانت نوعًا دينيًا من المسرحية، وكان المعبد يقوم مقام المسرح، وكان لمصر القديمة كذلك رقص وموسيقى، وكان لها مسرحيات دينية تصطبغ بصبغة العقائد المقدسة، ولم يكن الكهنة وحدهم هم الذين يقومون بالتمثيل في هذه الروايات، بل كان العامة يشاركون فيها أيضا — وكان لليونان القديمة التي وصفها هوميروس الشاعر، أعيادها المقدسة تقام فيها حفلات التمثيل والرقص والغناء.
وقد كانت أثينا الجمهورية أُولى من أقامت المسارح لتسلية الجمهور وتثقيفه، فارتقى الأدب التمثيلي على يدِها، وحذت حذوها الأمم الأوروبية عندما اعتنقت الديمقراطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة