شراكة سياسية واقتصادية، تأمل أوروبا في تعزيزها مع واشنطن، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، خاصة بعد 4 سنوات عجاف وجه فيها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، عدة ضربات للتعددية التي يوليها الأوروبيون أهمية بالغة، كنهج في التعامل مع التحديات الدولية.
ويتوقع الأوروبيون إعادة النظر مرة أخرى، في إحياء الشراكة الاقتصادية عبر الأطلسي والتي تضررت خلال سنوات الحرب التجارية التي خاضها ترامب تجاه أوروبا، وكذلك اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق انووى الإيراني، وصولا إلى فرض رسوم على واردات الفولاذ والألمنيوم وإضعاف منظمة التجارة العالمية.
ويتنظر المسؤولون الأوروبيون إلغاء الإدارة الأمريكية الجديدة للتعريفات الأحادية التي فرضها ترامب على تجارة الصلب والألومنيوم، وتعريفات السيارات، وكذلك أن تعاود الولايات المتحدة التعاون مع الاتحاد الأوروبي واليابان في إصلاح منظمة التجارة العالمية، كما سيساعد تحسن العلاقات الثنائية بين الجانبين على تجاوز الأفق الاقتصادي الصعب الذي سيواجهانه في الأشهر المقبلة نتيجة تأثيرات وباء كورونا.
وقال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي كليمنت بون، إن العلاقات مع واشنطن، تعتمد على مدى ترابط أوروبا، التي يجب أن تتحمل مسئولية أكبر، حتى لا يفقد مفهوم الحكم الذاتي الاستراتيجي أهميته، ويجب على أوروبا أن تعرف ما تريد وتتحمل كل المسؤولية ، مشيرًا إلى أن عكس ذلك قد يؤثر على الاتفاقية الجديدة بين الاتحاد الاوروبى والصين، والتي أثارت انتقادات شديدة، حيث سيكون من الغريب الاعتقاد بأن الاتحاد الأوروبي ليس له الحق في توقيع الاتفاقيات بنفسه.
من جانبها قالت جانا بولييري من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: لقد كانت أربع سنوات صعبة ، والآن نحن نعيد التنظيم ونرحب بالرئيس الجديد بأذرع مفتوحة، ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الرسالة مصحوبة عمليًا بالرغبة في التعاون، فنحن لسنا خاضعين، ولا يمكن لأي شخص أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن في هذه الحكومة يجب على المرء أن يظهر أن أوروبا ملتزمة بالتعددية وأنها تريد تولي المزيد من المهام.
وتبدو القضية الرئيسية في التعامل مع إدارة بايدن، هو وضع حد لـ "ازدراء ترامب لأوروبا" ، كما قالت جودي دبسي كارنيجي أوروبا، مضيفة : بايدن على دراية جيدة بأوروبا ، وكذلك بالمستشارة أنجيلا ميركل
ومن الحقائق أيضًا أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المستقبل يجب أن تتوسع لتشمل الديمقراطيات والاتفاقيات المهمة الأخرى: من كندا واليابان إلى الهند وأمريكا اللاتينية.
ويتطلع الأوروبيون إلى عودة العلاقات مع الولايات المتحدة دبلوماسيًّا، بناء على تفاهمات مرنة، والبعد عن المشاحنات والعداوة التي اتسمت بها علاقات إدارة ترامب، سواء مع الاتحاد الأوروبي كمنظمة، ومع ألمانيا والمستشارة الألمانية على نحو خاص، والتي ظهرت في خطاباته الهجومية.
ويتوقع الدبلوماسيون الأوروبيون أن يسارع الرئيس بايدن إلى طمأنة حلفاء الناتو بشأن التزام الولايات المتحدة الدائم بالمادة الخامسة للحلف، المتعلقة بالدفاع المشترك، وإعادة دعم التكامل الأوروبي، فهم يراهنون على أن يسمح فوز بايدن للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بتجديد التحالف وإعادة تعريفه، خاصةً في مواجهة التحدي المتزايد الذي تفرضه الصين، وفي مواجهة روسيا التي تزداد عدوانية وصعودًا، لأن القارة العجوز تحتاج أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة إلى المظلة الأمنية الأمريكية، ما سيدفع ألمانيا والحلفاء الأوروبيين لبذل كل الجهد من أجل بقاء الانخراط الأمريكي في الدفاع عن القارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة