هل تقام امتحانات الترم الأول لطلاب المدارس عقب إجازة نصف العام؟ هل سيتم إجراء الاختبارات مع ضم الترمين آخر العام؟ هل تلغى من الأساس؟، كل هذه الأسئلة بلا شك تطرح وتناقش داخل كل بيت مصرى، منذ أن تم منح إجازة نصف العام قبل أداء الطلاب لامتحانات الترم الأول، وهو الوضع الذى فرضه فيروس كورونا المنتشر فى مختلف دول العام.
لا شك أن الدولة المصرية تعمل بشتى الطرق على مواجهة ذلك الفيروس اللعين، للحفاظ على صحة الشعب المصرى، وما اتخذته حيال طلاب المدارس كان قرارًا صائبا، نظرًا لارتفاع أعداد المصابين بكورونا فى الآونة الأخيرة، وبناء عليه تقرر منح إجازة نصف العام قبل أداء الامتحانات، والتى بدأت 16 يناير وتستمر حتى 20 فبراير المقبل.
ورغم أن وزارة التربية والتعليم الفنى واضحة فى بياناتها، حول آليات تقييم الطلاب خاصة الصفوف الأولى من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائى بدون امتحانات ورقية، ومن ثم سيتم تقييمهم بالترم الأول دون حاجة إلى اختبارات أو حضور من قبل الطلاب، ومن السهل إنهاء التقييم، سواء عاد الطلاب إلى المدرسة بالترم الثانى أو لم يعودوا بسبب كورونا، فهذه الفئة سهل تقييمها، إلا أن ما يدور حول امتحانات المرحلة من الصف الرابع وحتى الثالث الإعدادى، تعددت حوله الاجتهادات من خلال عدد كبير من أولياء الأمور رغم أن وزارة التربية والتعليم الفنى أكدت أنه لا يوجد بديل لتقييم طلاب تلك المرحلة إلا بالامتحانات، ولكن مع غياب آلية إجراء الاختبارات حتى الآن فإن هناك عددا من الاجتهادات والأسئلة تطرح داخل كل بيت مصري.
لعل أولها أنه سيتم إلغاء امتحانات نصف العام، وهذا غير صحيح، طبقًا لبيان وزارة التربية والتعليم الفنى التى دائما ما تؤكد أن امتحانات الترم الأول قائمة ولم تُلغَ، رغم انطلاق إجازة نصف العام الدراسى.
أما الاجتهاد الثانى فهو أن الطالب سيؤدى الامتحان فى الفصلين الدراسيين بالكامل نهاية العام، مع تخفيف المنهج، وهذا ما أثار حفيظة وخوف عدد كبير من أولياء الأمور وزادهم حيرة على حيرتهم خوفا على مستقبل أولادهم، حيث يرون أن ضم الترم الأول والثانى إهدار لمجهود الطالب الذى اجتهد منذ أول العام الدراسى وأتم منهجه بشكل كامل، من حيث "الحفظ والحل والمراجعة"، كما أن ضم الفصلين الدراسيين معًا يجعل الطالب يحمل عبئا كبيرا، حيث إن كل درس فى المنهج يعد حلقة وصل للدرس الذى يليه فكيف يتم تخفيف المنهج وإلغاء عدد من الدروس داخل كل مادة، ما يؤثر على استيعاب الطلاب للفهم ويجبرهم على حفظ المنهج كما هو دون فهمه.
والاجتهاد الثالث والذى يجده أولياء الأمور مناسبا هو إجراء الامتحانات الخاصة بالترم الأول عقب إجازة نصف العام الدراسى، للدخول على المرحلة الجديدة للترم الثانى، مع تطبيق جميع شروط وزارة التربية والتعليم الفنى، كإجراءات احترازية حفاظًا على صحة الطلاب فى المدارس.
ووسط تلك التكهنات بما سيتم خلال المرحلة المقبلة، فإن ما لا يدركه البعض أن الأمر ليس بأيدى وزارة التربية والتعليم الفنى وحدها، بل يتم تقرير المصير من عدة جهات، تتوحد على هدف واحد هو مصلحة وسلامة طلاب المدارس جميعًا، وخصوصا بعد ارتفاع عددهم فى العام 2019/2020، عن الأعوام الماضية، فطبقًا لآخر إحصائية صدرت من وزارة التربية والتعليم فإن عدد الطلاب فى المدارس بمرحلة التعليم قبل الجامعى فى جميع نوعياته ارتفع من 19929587، فى العام الدراسى 2015،2016، ليصل إلى 23567060 طالبا، فى العام الدراسى 2019-2020.
مما يجعلنا نقول أن أداء الامتحانات سيتم طبقًا لما تشهده المرحلة الحالية من تطور إحصائيات فيروس كورونا، وهذه حالة عالمية ولا تخص دولة بعينها بل العالم أجمع، لكن أى حل أو أى سيناريو بكل تأكيد سيكون الأفضل كحل بديل عن إلغاء العام الدراسى برمته.