مما قرأته وتعجبت منه أن أحدهم اهتم وأرسل يسأل الشيخ السعودى الراحل عبد العزيز بن باز عن "حكم لبس المرأة لأزياء لونها أسود" قلت كيف يشغل الإنسان نفسه ليطرح مثل هذا السؤال، خاصة أن اللون الأسود لا يمثل إثارة ولا يحدث لمعانًا، ولا شيء مما يسأل عنه عادة المهتمين بأسئلة المرأة.
المهم جاءت إجابة ابن باز على الشكل التالى:
"النساء مخيراتٌ في اللباس، أسود، أو أخضر، أو أحمر، أو غير ذلك، اللباس بابه واسع، أما إن كن يتقيدن بذلك عن اعتقاد وأنه قربة؛ فيكون بدعة، وأما إذا كن يرين أنه يناسبهن السواد؛ لأنه أستر لهن عند الرجال؛ فلا بأس بذلك، أو لأسبابٍ أخرى، لأنه أرخص، أو لأسباب أخرى، لا لاعتقاد أنه قربة، وطاعة، فلا حرج، أما اعتقاد أن الأسود له مزية، وقربة، وطاعة عند الله، فهذا بدعة، لا يصلح".
عندما قرأت ذلك فكرت فى المرأة المصرية التى يرتبط عنده اللون الأسود بالحالة الاجتماعية، فهن يرتدين الأسود فى حالات الحداد، وعلى الرغم من أن الحداد له ثقافات مختلفة فى العالم كله، إلا أنه فى عالمنا العربي، وخاصة مصر، يرتبط الحزن على الراحلين بأشياء منها ارتداء ملابس سوداء، ولو كان الموتى من الدرجة الأولى فبالتالى لا تعود المرأة مرة أخرى إلا ارتداء الألوان المختلفة.
كذلك الكبر فى السن، فعادة فى قرى مصر تلجأ النساء إلى اللون الأسود عندما يكبرن فى السن، وقد يكون لذلك علاقة بما سبق من فقدان الأحباب، ولكن هنا يرتبط أكثر بالوقار الذى تطلبه المرأة فى نهاية العمر.
ومن أسباب ارتداء ملابس سوداء أيضا فى الثقافة المصرية، خاصة فى القرى، القيام بزيارة أقاربها، فعادة ترتدى المرأة لونا أسود، من باب أنه لا يلفت الانتباه، ويسمح لها بالحركة دون أن ينشغل الجالسون على الطرقات فى تتبعها بأعينهم.
أما فيما يتعلق بالموضة، فإن اللون الأسود معروف لدى الغالبية بأنه مخادع فيما يتعلق بجسد المرأة، فهولا يظهر الوزن الحقيقى، بل يجعل المرأة فى هيئة رشيقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة