أحداث كثيرة وقعت فى التراث الإسلامى، منها ما يتعلق بمصائر الشخصيات، ومن ذلك حياة وموت سعد بن معاذ، فما الذي يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير "وفاة سعد بن معاذ رضى الله عنه":
تقدم: أن حبان بن العرقة لعنه الله، رماه بسهم فأصاب أكحله فحسمه رسول الله ﷺ كيا بالنار فاستمسك الجرح، وكان سعد قد دعا الله أن لا يميته حتى يقر عينه من بني قريظة، وذلك حين نقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله ﷺ من العهود، والمواثيق، والذمام، ومالوا عليه مع الأحزاب.
فلما ذهب الأحزاب وانقشعوا عن المدينة، وباءت بنو قريظة بسواد الوجه، والصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة، وسار إليهم رسول الله ﷺ ليحاصرهم كما تقدم، فلما ضيق عليهم وأخذهم من كل جانب، أنابوا أن ينزلوا على حكم رسول الله ﷺ فيحكم فيهم بما أراد الله، فرد الحكم فيهم إلى رئيس الأوس.
وكانوا حلفاءهم في الجاهلية وهو: سعد بن معاذ، فرضوا بذلك، ويقال: بل نزلوا ابتداءً على حكم سعد، لما يرجون من حنوه عليهم، وإحسانه وميله إليهم، ولم يعلموا بأنهم أبغض إليه من أعدادهم من القردة والخنازير، لشدة إيمانه وصديقيته رضي الله عنه وأرضاه.
فبعث إليه رسول الله ﷺ وكان في خيمة في المسجد النبوي، فجيء به على حمار تحته إكاف قد وطئ تحته لمرضه، ولما قارب خيمة الرسول ﷺ أمر عليه السلام من هناك بالقيام له.
قيل: لينزل من شدة مرضه، وقيل: توقيرا له بحضرة المحكوم عليهم، ليكون أبلغ في نفوذ حكمه، والله أعلم.
فلما حكم فيهم بالقتل، والسبي، وأقر الله عينه، وشفى صدره منهم، وعاد إلى خيمته من المسجد النبوي صحبه رسول الله ﷺ، دعا الله عز وجل أن تكون له شهادة، واختار الله له ما عنده، فانفجر جرحه من الليل، فلم يزل يخرج منه الدم حتى مات رضي الله عنه.
قال ابن إسحاق: فلما انقضى شأن بني قريظة انفجر بسعد بن معاذ جرحه، فمات منه شهيدا.
قال ابن إسحاق: حدثني معاذ بن رفاهة الزرقي قال: حدثني من شئت من رجال قومي: أن جبريل أتى رسول الله ﷺ حين قبض سعد بن معاذ من جوف الليل معتجرا بعمامة من استبرق، فقال: يا محمد من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟
قال: فقام رسول الله ﷺ سريعا يجر ثوبه إلى سعد، فوجده قد مات رضي الله عنه.
هكذا ذكره ابن إسحاق رحمه الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة