انتقد البطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، مواقف القوى السياسية اللبنانية التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، مشددا على أن هذه التصرفات تزعزع كيان الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية الحادة التي تمر بها البلاد.
وقال بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد، إن أزمة انتشار كورونا تشتد على نحو أصبحت معه المستشفيات تضيق بالمصابين، فضلا عن افتقاد الأدوية والمواد الغذائية وتراجع الإنتاج واحتدم الأزمة النقدية واستشراء الفساد وارتفاع معدلات البطالة والفقر وتراجع القوة الشرائية لدى المواطنين اللبنانيين، فضلا عن كون العاصمة بيروت منكوبة جراء الانفجار المدمر الذي وقع بداخل ميناء بيروت البحري.
وأكد أن كافة هذه الأزمات جعلت لبنان يدخل "مدار الانهيار النهائي" الأمر الذي يستدعي تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن وفقا لأحكام الدستور، وتنحية الخلافات السياسية جانبا والتضحية من قبل الجميع أمام التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان.
واعتبر أن السبب الرئيسي في الأزمات التي يشهدها لبنان هو الانحياز وتعدد الولاءات، وأنه لو كان الحياد عن الصراعات الإقليمية قائما ما كانت البلاد شهدت أي أزمة دستورية بما فيها أزمة تشكيل الحكومة القائمة حاليا.
وأعرب عن أمله في أن يساهم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، في إبعاد لبنان لبنان عن الصراعات الإقليمية ودعم مشروع حياده كمدخل لاستعادة الاستقرار والازدهار.
ويسود التعقيد مسار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في ظل خلافات القوى السياسية المعنية بالتأليف الحكومي وعدم الاتفاق في ما بينها، لا سيما بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، وذلك حول توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف وحجم الوزارات التي سيحصل عليه كل فريق ونوعيتها والأسماء التي ستشغل الحقائب.