تعتبر قضية صعود التطرف العنيف أحد الأولويات الجديدة التى سيتعين على المسئولين الأمنيين فى الولايات المتحدة مواجهتها خلال الفترة القادمة، لكنها معركة لن تكون سهلة بل سيصاحبها ما يقول الخبراء أنها ستكون عقبات مختلفة تقف فى طريق سلطات إنفاذ القانون.
حيث قالت صحيفة واشنطن بوست إن اقتحام مبنى الكابيتول فى السادس من يناير أوضح لمسئولى الأمن القومى الأمريكيين أن التطرف العنيف تهديد لا يأتى فقط من الخارج، ولكنه يُصنع فى أمريكا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التهديدات من اليمين المتطرف وأصحاب نظرية المؤامرة تأتى من ضباط شرطة ورجال الإطفاء وحتى مسئولين عموميين من جميع أنحاء البلاد، الذين شجعهم تأكيد الرئيس السابق دونالد ترامب وبعضهم البعض على تبنى وجهات نظر عنصرية علنا أو ارتكاب أعمال عنف ضد الحكومة، بحسب ما يقول المحللون.
وستواجه إدارة الرئيس جو بايدن تحديا لردع المتطرفين داخل أمريكا وإجراء التحقيق معهم وملاحقتهم عندما يصل خطابهم إلى حد العنف. ويقول الخبراء إن مسئولى الأمن وإنفاذ القانون سيواجهون عقبات قانونية وسياسية وثقافية لمحاربة مرض يبدو أنه استشرى فى الجهاز العصبى للبلاد.
وكان بايدن قد تحدث فى خطاب تنصيبه الأسبوع الماضى عن صعود التطرف السياسى والتفوق الأبيض والإرهاب الداخلى الذى يجب مواجهته وسيتم هزيمته.
وتقول مارى ماكورد، مسئولة الأمن القومى السابقة بوزارة العدل، والتى تعمل مديره قانونية لمعهد المناصرة الدستورية والحماية فى المركز القانونى لجامعة جورج تاون، إنه لا يوجد مكان فى أمريكا فى الوقت الراهن يمكنه أن يقول إن هذه ليست مشكلته.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى قد أعلنت يوم الجمعة أن بايدن فوض مدير الاستخبارات الوطنية بالتنسيق مع الإف بى أى ووزاة الأمن الداخلى لإجراء تقييم شامل حول التطرف العنيف الداخلى. كما سيجرى البيت الأبيض مراجعة من قبل مجلس الأمن القومى لتحديد ما إذا كان بإمكان الحكومة أن تتشارك بشكل أفضل المعلومات أو تقوم بخطوات أخرى للتخفيف من هذا التهديد.
وقبل أحداث اقتحام الكابيتول، حذر الإف بى أى من أن التطرف الداخلى والتفوق الأبيض يمثلان تهديا مقلقا ومتصاعدا، ووعدوا بالقيام بخطوات قوية ردا على ذلك. وفى سبتمبر الماضى، قال مدير الإف بى أى كريتسوفر راى لكونجرس إن مكتب التحقيقات الفيدرالية قد صعد التطرف ذى الدوافع العنصرية إلى كونه تهديدا يماثل من لديهم عقليات جهادية.
وقال راى إنهم يتعاملون مع الأمر على أنه أولوية، مضيفا أن الإف بى أى أجرى حوالى 120 اعتقال فى جميع قضايا الإرهاب المحلية فى ذلك العام.
وكان الإف بى أى قد أحبط العام الماضى مخطط لجماعة من المتطرفين المزعومين لاختطاف حاكمة ولاية ميتشيجان جريتشين واتمير. واتهم المدعون الفيدراليون أعضاء جماعة كراهية منظمة فيما يتعلق بمطاهرة القوميين البيض فى تشارلوتسفيل عام 2017.
لكن بعض المنتقدين يقولون إنه منذ هجمات 11 سبتمبر قبل 20 عاما، كان الإف بى أى أكثر استعدادا من الناحية الثقافية للتحقيق فى الإرهاب الموجه أو المستوحى من الخارج. وبشكل عام، ترقى العملاء أو غيرهم من المسئولين الذين عملوا فى مكافحة الإرهاب عبر صفوف الإف بى أى أسرع من نظرائهم الذين عملوا على القضايا الجنائية. ويقول المنتقدون أنه عندما وجه أنصار ترامب تهديدات فى 6 يناير، عاملتهم سلطات إنفاذ القانون بجدية أقل من تعاملهم مع المظاهرات التى يشارك فيها نشطاء سود أو اليسار المتطرف.
ويقول شون جويس، عميل الإف بى أى السابق الذى شغل منصب نائب المدير بين عامى 2011 و2013، إنه أغفلوا، ليس فقط خلال السنوات الأربع الماضية ولكن لفترة أطول من ذلك، بعض المتطرفين داخل أمريكا. جماعات مختلفة منها المناهضون للحكومة وأنصار تفوق البيض والانفصاليون المسلحون الذين اندمجوا وأصبحوا أكثر قوة بكثير عما كانوا عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة