كشف المكتب الإقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، إنه خلال الجهود العالمية، طُوِّرَت لقاحات آمنة وفعَّالة لفيروس كورونا، موضحا أن حملات إعطاء اللقاحات بدأت بالفعل في 8 بلدان في الإقليم، مستهدِفَة الفئات الـمُعرَّضة لمخاطر عالية، ولكننا بحاجة إلى ضمان الوصول العادل والمنصِف للقاحات كورونا وتوزيعها على جميع البلدان، وخاصة للفئات الضعيفة التي تعيش في أصعب الظروف الإنسانية.
وقالت المنظمة، في بيان لها اليوم: لا نزال بعيدين عن السيطرة على الجائحة، وعلينا أن نعدَّ أنفسنا لعام آخر في مواجهة هذا العدو، فخلال الأسبوعين الماضيين فقط، شهدنا زيادة في عدد الحالات، بعد انخفاض استمر لعدة أسابيع، والمرجح أن ذلك ارتبط بموسم الاحتفالات خلال العطلة وبالطقس الأشد برودة، وعلينا أن نظل يقظين ونستغل جميع الأدوات المتاحة للتصدّي لهذا الفيروس".
وأضافت، :"بينما يظل التصدّي لجائحة كورونا أولويتنا الأولى، يجب ألا ننسى الطوارئ الكثيرة الأخرى المستمرة والتي تستدعي أيضًا اهتمامنا العاجل، فسيحتاج أكثر من 235 مليون شخص هذا العام إلى مساعدات إنسانية في جميع أنحاء العالم، بزيادة هائلة قدرها 40 % عن العام الماضي، ويعيش 43% من هؤلاء الأشخاص في إقليمنا، حيث نتصدّى أيضًا، كما ذكرْت، لــ9 أزمات إنسانية واسعة النطاق، مؤكدة أنه في هذه الأماكن، لا يزال عدد لا يحصَى من الناس يموتون دون داعٍ ودون الكشف عن هويتهم بسبب الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، والأمراض غير السارية غير المعالجة، والصدمات العنيفة، والمضاعفات التوليدية، وأمراض حديثي الولادة، وسوء التغذية وغيرها من الأسباب".
وقالت:" علينا أن نواصل تعزيز العمل في هذه البلدان، وتوسيع نطاق الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، وإعادة بناء النظم الصحية، والنهوض بالأمن الصحي، وإعمال الحق في الصحة لبعض أكثر الناس ضعفًا على كوكب الأرض. ولا يمكننا القيام بذلك إلا من خلال العمل عن كثَب مع المجتمعات المحلية نفسها لتعزيز وعيها ومشاركتها في القضايا المتعلقة بصحتها ورفاهيتها"، موضحة أنه برغم التحديات التي تواجهنا، فإنني على ثقة من أننا، من خلال تضامننا المستمر وتعاوننا سننجح في عام 2021 في العمل نحو تحقيق هدفنا الإقليمي المتمثل في توفير الصحة للجميع وبالجميع".
وقالت، عندما نسترجع مجريات عام 2020، نرى عامًا مأساويًا، تسببت فيه جائحة عالمية لا تزال تدمر حياة الناس وسبل عيشهم، وتبث في طريقها الخوف والحزن.وقد رأينا أن القدرات الإقليمية والوطنية تُستنفَد إلى أقصى حد، حيث تعرقلت الجهود المبذولة لمكافحة هذا المرض الجديد بسبب حالات الطوارئ الإنسانية المزمنة والحادة، التي شملت 9 أزمات إنسانية مستمرة، هذا بجانب أحداث أخرى، بذلنا فيها جهودًا شاقة كالتصدّي لانفجار مرفأ بيروت، وفيضانات السودان، وفاشيات فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في السودان واليمن.
وأضافت:"اقترب العالم في هذا الشهر من المرحلة القاتمة المتمثلة في وقوع 100 مليون إصابة بفيروس كورونا، وقع منها أكثر من 5 ملايين إصابة في إقليمنا، وفي ذلك تذكِرة قوية بضرورة مواصلة تعزيز الجهود الشاملة لمكافحة الأمراض من الحكومات والمجتمعات المحلية، بدعم من منظمة الصحة العالمية والشركاء".
ووأضافت:"لكن عام 2020 أتاح لنا أيضًا فرصًا لإحداث تحوُّل في أسلوب عملنا، على الصعيدين الإقليمي والقُطري على حد سواء، وكذلك مع شركائنا ونظرائنا الوطنيين على جميع المستويات.فعلى الصعيد الوطني، أسست جميع بلدان الإقليم آليات فعَّالة متعددة القطاعات وحافظت عليها لتحسين تنسيق أنشطة الاستجابة داخل المؤسسات الحكومية ومع أصحاب المصلحة الآخرين، وعززت الشراكات القوية مع المجتمعات المحلية والقطاع الخاص. وكثيرًا ما ترأس الرؤساء أو رؤساء الوزراء آليات التنسيق الوطنية، وهو ما يعطي دلالةً واضحةً على القيادة القوية والالتزام الصارم على أعلى مستويات الحكومات.وواصلنا تعزيز قدرات التأهب والاستجابة على الصعيدين الوطني ودون الوطني في سياق كوفيد-19، وكذلك البناء على شراكاتنا مع القطاع الخاص، وتوسيع نطاق عملنا مع المجتمعات المحلية.
وأوضحت: "لقد تعززت قدرات وحدات الرعاية المركَّزة والرعاية الحرجة في جميع البلدان من خلال الدورات التدريبية والإرشاد من الخبراء الإقليميين، كما تعززت ممارسات مكافحة عدوى كورونا والوقاية منها من خلال تأسيس سياسات وبرامج قوية للوقاية والمكافحة على الصعيدين الوطني ودون الوطني.وأثبت مركزنا للإمدادات اللوجستية في دبي فعاليته في ضمان توصيل الإمدادات الأساسية إلى جميع البلدان، لا سيّما التي تواجه حالات طوارئ معقَّدة. فجرى توصيل ما يقرب من 440 شحنةً من الإمدادات الطبية إلى 110 بلدان في جميع الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية، موضحة أن هذا يعتبر زيادةٌ هائلة في العمليات مقارنةً بعام 2019 الذي قام فيه المركز بتوصيل 92 شحنة من الإمدادات الطبية إلى 22 بلداً في 3 من أقاليم المنظمة".