تسبب وباء كورونا فى حالة من الاضطراب بين الناس حول العالم، حيث أثّر على حياتهم اليومية وصحتهم العقلية نظرًا لحالة الإغلاق التى فرضها هذا الفيروس منعًا لانتشاء العدوى وتفادى الإصابة به، ولكن هذه العزلة سببت ضررًا بالغًا لبعض الأشخاص خاصة الذين يعانون من "الخرف" نتيجة هذه العزلة والانفصال عن العالم الخارجى، وفقًا لما ذكره موقع "medicalxpress".
تأثر ما يقرب من 850 ألف شخص مصابون بمرض الخرف فى المملكة المتحدة من إجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، حيث يعيش الكثير منهم فى دور الرعاية، ويواجه هؤلاء الأشخاص على وجه التحديد تحديات واضحة عند الخروج من حالة الإغلاق.
وفقًا لدراسة أجريت بجامعة (نورثمبريا) البريطانية على أشخاص مصابين بالخرف فى مراحله المبكرة إلى المتوسطة حول تجاربهم مع وباء كورونا، شعر معظمهم بأن حالتهم تتدهور بسبب الإغلاق، حيث إن نسبة 82% من الأشخاص المصابين بالخرف حدثت لهم زيادة فى الأعراض على مستوى الكلام والذاكرة والتركيز والتوازن.
أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا يعانون من نقص التحفيز المعرفى وفقدان الروتين وأصبحوا غير قادرين على المشاركة فى الأنشطة المحفزة، مثل حضور مجموعات الدعم أو المشى، واقتصروا على أداء المهام العادية والتى يبدو أنها تؤثر سلبًا على الخرف وتقدير الذات، كما أصبحوا يعانون من صعوبة فى التواصل الاجتماعى مع الأصدقاء والعائلة وغيرهم من المصابين بنفس المرض، حيث أفاد المشاركون بالبحث أنهم أصبحوا يشعرون بالوحدة أو العزلة الاجتماعية والبعض بدا يظهر عليهم أعراض الاكتئاب.
أوجدت دراسة أجريت عام 2010 أنه من الضرورى لمرضى الخرف قضاء وقت بالخارج وهو أمر أساسى لعلاجهم ولكن حالة الإغلاق التى فرضها تفشى فيروس كورونا حرمهم من ذلك وستكون العودة إلى الحياة الطبيعية بعد الإغلاق أمر صعب وتحدى كبير بالنسبة لهم.
فى المقابل، أظهرت الدراسة أيضًا أنه كانت لحالة الإغلاق تأثير إيجابى لبعض الحالات التى تعانى من الخرف، حيث أعرب هؤلاء الأشخاص عن شعورهم بالأمان فى الإغلاق الذى وفر لهم الراحة من الأصوات المزعجة والانشغال فى الحياة اليومية، وأتاح لهم فرصة تعلم مهارات جديدة أو العودة إلى هوايات سابقة مثل الحرف اليدوية والتصوير الفوتوغرافى وغيرها.