المكان هو المكان لكن المعالم تغيرت وتحول المكان إلى محلات للتجارة، عزبة الكيلو بمركز مغاغة موطن ميلاد الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، إلا أن المنطقة تحولت وأصبحت المنازل القديمة أبراجًا، وسكن منزل عميد الأدب العربى عيادات الأطباء ومحلات التجارة، فلا تستطيع أن تصدق أن هنا عاش الدكتور طه حسين حتى كتاب الشيخ غريب تحول إلى محل بقالة، واختفت آثار المكان الذى عاش فيه العميد والشيخ غريب ولم تتبق سوى ذكريات بين مجموعة محدودة من الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة ومنهم خفى الشيخ غريب معلم ومحفظ القرآن الكريم للدكتور طه حسين .
"اليوم السابع" يلتقى حفيدة الشيخ غريب الحاجة ذكية محمود غريب لتروى حكاياتها مع الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي.
وتقول الحاجة ذكية فريدة الشيخ غريب، بعد أن أصبح جدى كهلا ولا يقوى على خدمة نفسه قررت أن أعيش معه لخدمته، وأضافت: سألت جدى كيف علمت الدكتور طه حسين، فرد على قائلا: إنه فى أيام الكوليرا هرب الجميع من القرية ومن بينهم أسرة الدكتور طه حسين وعندما توجهوا إلى القطار، استقل والده ووالدته القطار لكن القطار لم ينتظر حتى يستقل عميد الأدب العربى القطار وتحرك وتركوه بالمحطة، وظل يبكى حتى أمسكه شخص يدعى حسن السنفورجى بالمحطة وسأله: أنت منين، قال له إنه ابن الشيخ غريب وبذلك ظل الدكتور طه فى القرية بعد رحيل أسرته عنها .
وأضافت: بذلك ظل مع جدى حتى سافر إلى أوروبا، وترك القرية، ولفتت إلى أن جدها الشيخ غريب كان يحفظ الدكتور طه القرآن ويجلس معه طوال الوقت فكان وجدى يأخذه معه الكتاب، ويعيده إلى منزله ويراجع له فى المساء.
واستطردت قائلة: بعد أن سافر الدكتور طه حسين إلى فرنسا لم يعد القرية ولم يسأل علينا مرة أخرى ولكن قبل وفاته بأسبوع أرسل إلى جدى سيارة إلى المنزل لتأخذ الشيخ غريب إلى مسكنه لكن جدى رفض دعوته وطلب منه أن يحضر هو إلى القرية وإلى المكان الذى عاش فيه وتربى به.
وأشارت إلى أن جدها الشيخ غريب كان لديه كتاب معروف وكان يصدق على شهادات حفظ القرآن الطلاب وكانت شهادته معتمدة.
وقالت: كان طه حسين ملازما لجدى طوال الوقت ولا يفارقه أبدا، وأصبح طه حسين شابا وكان الشيخ غريب يذاكر له ويشجعه، وأوضحت أن زوجة جدى الحاجة أم يوسف كانت هى التى تخدم الدكتور طه وتغسل له ملابسه وتحضر له الطعام وكانت سعيدة جدا به .
أما الحاج سيد توفيق شيخ بلد مغاغة، قال إن الدكتور طه حسين عاش بيننا أكثر من 20عاما، والتى كانت تعرفه جيدا، ولفت إلى أن والدته قصت عليه أن الشيخ غريب هو من ربا الدكتور طه حسين وكان يساعده حتى سافر.
وأشار إلى أن الشيخ غريب كان يحفظ عميد الأدب العربى القرآن ويساعده فى التحرك ويصطحبه إلى مكان دراسته، مضيفا أن طه حسين كان متفوقا جدا ويتميز بعقلية كبيرة وكان له أذن تسمع بشكل جيد جدا وقليل الكلام، مطالبا برصف ونظافة شارع طه حسين بمغاغة والاهتمام بالمكان الذى تربى فيه عميد الأدب العربى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة