رحلة حول العالم من غرفة المسافرين.. قراءة فى كتاب عزت القمحاوى

الأحد، 31 يناير 2021 06:30 م
رحلة حول العالم من غرفة المسافرين.. قراءة فى كتاب عزت القمحاوى غرفة المسافرين
كتب رامى سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تقرأ كتاب غرفة المسافرين يُراودك طوال فصول الكتاب سؤال واحد: من أين جاء "عزت القمحاوى" بمقدرة قراءة وتطويع وإعادة تفسير كل هذه القصص والحكايات، فى موضع السفر، أو لماذا لم تنتبه أنت كقارئ - من قبل - إلى ما تنبه إليه القمحاى وأعاد اكتشافاته وتفسيره.
"غرفة المسافرين" لا ينتمى إلى أدب الرحلات فحسب، فعلى الرغم من أن الربع الأخير من الكتاب خُصص للحديث عن "الأماكن" التي انتقل إليها وشاهدها وعاينها، إلا أن موضوع الكتاب دار باحترافية شديدة فى فلك أفكار أخرى، كإعادة تفسير قصص وروايات الأدب العالمى والمحلى.
الكتاب أيضا سخى فى تشعبه فهو لا يفوت فرصة العروج على الجانب النفسى فى موضوع السفر إذ يقدم القمحاوى تفسيرًا جديرا بالملاحظة عن التغيرات الطارئة على المرء فى ترحاله وسفره إذ يقول: "السفر اكتشاف لأنفسنا أكثر مما هو اكتشاف للمكان المختلف، حيث نصبح أكثر قدرة على التقدير الصحيح لمشاعرنا بعد الانتقال إلى عالم آخر".
غرفة المسافرين
 
ويوضح قائلا: "وعلى قدر السطحية التى تصبغ العلاقة بالناس والأشياء فى السفر على قدر العمق الذى ينشأ بين الإنسان وذاته، يكتشف نفسه ويعرف ما عليه روحه وليس ما تبدو عليه بين الآخرين، حيث يفرض علينا الواقع أدوارا نؤديها ونتلقى عليه المديح فنتصور أنها أدورنا لسنوات طوال لكن السفر يحررنا من الرقابة الاجتماعية، بعبارة أوضح يحررنا " مما يعجب الجمهور".
 
كما يقدم الكتاب إرشادات أيضا تهم المعنيين بمسائلة السفر مثل عدم التورط فى السفر ليلا: إذ يقول القمحاوى: "لا تقبل أى عرض برحلة ليلة مادامت هناك إمكانية للسفر بالنهار. قاوم مغريات السعر. تجنب ابتسامة موظفة الطيران وحاجبيها المرفوعين دهشة عندما تُخبرك بوجود مقعد خال فى طائرة ليلة كأنها تخبرك بأنك كسبت اليانصيب، ارفض العرض بثقة ديكتاتور يرى مستقبله فى الحكم بعد خمسين عاما".
 
ويرجع ذلك إلى الأجواء الكئيبة التى ستواجه المسافر فى رحيله ليلا، إذ تمضى الطائرة فى نفق مظلم يبعث على الاكتئاب والخوف.
كما قدم نصيحة أخرى تخص حقيبة السفر قائلا: "حقيبتك الفخمة فى نزل شعبى تجعلك هدفا للصوص، والعكس صحيح، لن تربح شيئا من مرافقة حقيبة رخيصة فى الفنادق الفاخرة، فكونك ساكنا فى مكان كهذا لن يجعلك محلا لصدقات المحسنين مهما بدت رثاثة حقائبك".
 
والكتاب فى نهاية المطاف يعد مرجعا ظريفا للمهتمين بالسفر كموضوع، غير أن هناك مأخذ على تناول عزت القمحاوى لبعض الأعمال الأدبية فى الكتاب والحديث عنها كما لو أن القارئ قد سبق وأن قراءها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة