احتفى العدد الجديد من مجلة "الثقافة الجديدة"، يناير2020 بمتاحف مصر، كاشفا عما تحتويه من كنوز وخبرات ومعارف، وقال رئيس تحرير المجلة الشاعر والباحث مسعود شومان، فى افتتاحيته بعنوان: "متاحف مصر جغرافيا مليئة بالكنوز وتاريخ حافل بالرموز": "إن المتحف ليس مكانًا لحفظ التحف والمقتنيات من آثار ومجوهرات وحرف وفنون ومخطوطات؛ لكنه أيقونة حضارية تشير إلى ذاتنا، وتضعنا أمام الراقات الثقافية التى جعلت من هذه الأرض ومن هؤلاء البشر وطنا إنسانيا جذره المعرفة، وعنوانه الثقافة، وطريقه لن يستمر دون وصل الأجيال بهذا التاريخ الثقافى المادى واللامادى الذى لم يبرح مكانه فى الذهنية المصرية والعربية من كونه متحفا للحفظ ومصدرا للتباهي، دون أن تتحول المقتنيات والمحتويات والآثار إلى معرفة تمارس فعاليتها فى الذهن والمخيلة..".
تتنوع القراءات النقدية فى العدد الجديد؛ حيث نقرأ مقال د. رضا عطية "سردية المكان ودلالات الانشطار فى الرواية الجديدة"، ويعرج طلعت رضوان على "رواية الأصوات المتقاطعة مع الحاضر"، ويكتب شوقى عبد الحميد يحيى "الهم الاجتماعى واستلهام التراث فى شعر التفعيلة"، ويناقش د. محمود سعيد "جماليات الوظيفة الكوميدية فى المسرح"، ويغوص شوقى بدر يوسف فى "سلطة النص القصصى من "العتبة" إلى المتن"، أما ريم السرجانى فتكتب "الشاعر طليقا.. الإبداع طقس بلا قيد"، وتختتم القراءات النقدية بمقال د. محمد حسن غانم الذى تناول "ملامح السرد النسائى فى مصر".
تحفل المجلة بعدد متنوع من القصائد والقصص، فى باب "فضاءات إبداعية"، حيث نطالع قصائد متنوعة لعدد من الشعراء راوحت بين الفصحى والعامية: نصفان مؤتلفان لم تمهلهما الأخبار/ حسين القباحي، تعويذة/ منال الصناديقب، فقط بكدمة صغيرة فى العنق/ عيد عبد الحليم، سانتا كلوز/ أحمد عبد التواب علي، دور البطولة/ ياسر الششتاوي، الوعد/ سامى أبو بدر، هسيس/ شيماء عزت، الجرافة ومتوالية الصدف/ سالم الشبانة، رجما بالغيب/ حسن شهاب الدين.
وفى القصة نقرأ: سيدة الدود/ عبد السلام إبراهيم، الصديقة.. ماتت أمي/ حسين عبد الرحيم، قدر بلا معنى/ سامح إدور سعد الله، نصوص مايو/ إيمان يونس، حرب وحبر/ أسامة عاطف، ليته يعود/ أحمد جمال يوسف.
وقد أعدت المجلة ملفًا خاصًّا بعنوان (متاحف مصر.. ثراء الرموز والبحث عن خبايا الكنوز) كتب فيه نخبة من كبار علمائنا وباحثينا وقدموا عدة قراءات لعدد من المتاحف المصرية، وفى هذا الملف نقرأ مقال د. ياسر منجى "المتاحف: أوعية الذاكرة وحواضن الهوية"، ويكتب د. حسين عبد البصير "متاحف مصر الأثرية.. زيارة أخرى"، ويسرد د. عماد أبو غازى حكاية "متحف مختار"، أما د. عاطف معتمد فقد كتب عن المتحف الإثنوجرافى بالجمعية المصرية.. 122 عاما فى خدمة التاريخ، وجاء مقال أمل سالم بعنوان "المتحف الجيولوجي.. من صخور المريخ إلى حيتان الفيوم"، بينما يأخذنا سعد الأزهرى إلى "متحفا البريد والسكة الحديد"، وينقب د. محمد جلال حسين عن "المتحف الإثنوجرافى بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة"، ونطالع مقال د. حنان موسى "متحف البورصة المصرية 130 عاما من التداول"، فيما يكتب فؤاد مرسى "متاحف القليوبية.. رحلة بين تاريخ الآباء وعلم الفيزياء"، ويغوص عصام الزهيرى فى "تاريخ متحف كوم أوشيم: توابيت وبورتريهات جنائزية تضج بالجمال"، كما يأخذنا أسامة كمال أبو زيد فى "جولة جديدة فى متاحف "الباسلة" بورسعيد، أما محمود دوير؛ فقد جاء مقاله بعنوان "متحف رشيد.. الآثار ورحلة تدوين تاريخ الأبطال"، ويختتم الملف بمقال منى الشيمى "متحف الأمير يوسف كمال.. نجع حمادى على خريطة السياحة".
أما باب "الصوت واللون والحرية" فيأتى حافلا بالترجمات والحوارات؛ ففى الشاطئ الآخر نقرأ: قصائد: مارى جو بانج/ ترجمة: رفيدة جمال ثابت، وفى باب مواجهات تحاور المجلة الكاتب الروائى مصطفى نصر الذى يصرح: تعلمت الكتابة من موت أمي/ حوار: محمد سيد ريان، وفى باب عطر الأحباب يكتب ناصر العزبى "أنيس البياع.. الفارس الذى لم يسقط"، وتختتم المجلة بكشافها السنوى لعام 2020، إعداد: نيرفانا محمد كمال، وإشراف: مسعود شومان.
جدير بالذكر أن العدد يحتفى بلوحات الفنان الكبير مصطفى رحمة الذى تمتاز لوحاته بغوصها فى العالم الباطنى للأنثى بوصفها رمزا إنسانيا؛ ووطنا يمكن أن يلجأ إليه الفنان؛ فيرسمه عبر ريشته طارحا دلالات متسعة تشع حول عالمها الأثير بوصفها حبيبة وأما تكمن فى تفاصيلها الحياة حين يضيق العالم.
يذكر أن المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خيرالله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز والمشرف الفنى الفنان إسلام الشيخ.