الفتيات دائما ما تخاف من الصراصير والفئران والأبراص ،فبعضهن يصرخ والبعض الأخر يتعرض لحالة إغماء عندما يشاهدن أى منها والأخريات يستعن بالآخرين للتخلص منها.
أما بطل قصتنا هى فتاة قناوية، تعيش بمحافظة قنا، ولكنها تعلمت بكلية الزراعة جامعة سوهاج، بعد تخرجها من الجامعة عملت بالعديد من الأعمال إلا أنها قررت أن تخوض مهنة من الصعب على مثيلتها أن تعمل بتلك المهنة وهى تربية العقارب وتفوقت فيها، وأخذت التربية كمشروعا إقتصاديا يدر عليها دخلا جيدا وتوصلت إلى طريقة تقوم بتنويم العقارب واللعب معها وتحويل النافق منها إلى هاند ميت.
"اليوم السابع" التقى بملكة العقارب، أو سيدة العقارب أو أم العقارب، المهندسة شيماء عبد الخالق 26 عاما، والتى جمعت بين كل هذه الألقاب نظرا لتواجدها الدائم والمستمر وسط عقاربها بالمنزل فى مكان خاص بتربيتها وإستخلاص السم منها.
فى البداية تقول شيماء، أنا إبنة محافظة قنا وحصلت على المؤهل من كلية الزراعة جامعة سوهاج وبعد التخرج عملت مهندسة جودة فى شركة أسمدة وهذه الشركة كان موقعها فى الصحراء وهذه البيئة بيئة للزواحف والحشرات وكان ينتشر العقارب والثعابين بها، وتسبب ذلك فى إصابة العديد من العمال بلدغات العقارب رغم أخذ جميع الإحتياطات، وبما أن المكان فى الصحراء صعوبة فى المواصلات وندرة الأمصال جائتنى الفكرة كيف نستفيد من العقرب أو تحويلة من كائن ضار وشرس إلى كائن مفيد؟ .
وأضافت شيماء، أنه بالبحث وجدت أن عدد الإصابات كبيرة جدا وأن أغلب الضحايا من الأطفال وكبار السن مع قلة الأمصال فى المستشفيات ففكرت فى تربية العقارب وإستخلاص سمها والتخلص من كائن ضار وتحويلة إلى كائن مفيد ونافع وإدخال عملة صعبة للبلد، حيث أن سعر جرام سم العقرب يتراوح من 26 ألف جنيه إلى 62 ألف جنيه وبعد البحث وجدت أن سم العقرب له فوائد كثير لأنه يحتوى على عدد كبير من البروتينات وقد تم إستخدام سم العقرب فى علاج كثير من الأمراض مثل جلطات القلب والكشف عن أورام المخ وصناعة أمصال لدغات العقرب.
وتابعت من هنا بدأت فى البحث عن أماكن وحصلت على دورات تدريبية لكيفية التعامل مع العقرب وتربيتها وإستخلاص السم منها، وقد تم الحصول على التدريب وشراء عدد من العقارب وتصنيع جهاز إستخلاص السم وتهيئة مكان مناسب بعيد عن الحيز العمرانى وتم فعلا إستخلاص السم وتحويلة إلى بودر ولكن هناك مشكلة كبيرة واجهتنى وهى التسويق، حيث أن تسويق السم فى مصر سئ جدا جدا والتصدير فى فترة كورونا أشد صعوبة والحصول على تراخيص هذا من أصعب المواجهات فى المشروع.
وأشارت شيماء، إلى أنه كما يعلم الجميع أن محافظة قنا تقع فى صعيد مصر وتتميز بإرتفاع درجات الحرارة فى الصيف بشدة مما ينتج عن ذلك خروج العقارب من أماكنها باحثة على درجة الحرارة المناسبة لها والغذاء ليلا فى الصيف يتم إصطياد العقارب ليلا عن طريق جهاز الأشعة الفوق بنفسجية، حيث يقوم العقرب بعكس الضوء وتظهر بلون أزرق يمكن رؤيتها مضيئة بسهولة وهناك أشخاص متخصصون فى إصطياد العقارب وبيعها.
وأضافت شيماء، بعد شراء العقارب يتم تجهيز بيئة مناسبة تشبة البيئة التى يعيش فيها حتى يتم الحصول على السم الذى تنتجة العقرب بجودة عالية ودرجة الحرارة المناسبة لحياة العقرب تتراوح من 65 إلى 55 درجة وفى عملية التكاثر فى وقت التزاوج يبحث ذكر العقرب عن الأنثى وعندما يجدها يبدأ المغازلة عبارة عن رقصات التزاوج ويتم التزاوج، وأنسب ميعاد لذلك هو خلال أشهر الصيف وتكون عملية الحمل والولادة عدة أشهر حتى يكتمل حملها ويحين موعد وضعها والأنثى يمكن أن تضع كل مرة من 20 لــ 100 عقرب وبمتوسط 50 عقرب.
وأوضحت سيدة العقارب، لدى قدرات خاصة فى التعامل مع العقارب مثل أننى أستطيع أنوم العقرب ولا يتحرك أبدا بالإضافة أننى أقوم باللعب معه لفترات طويلة جدا وعملية تربية العقارب صعبة جدا وسببت لى العديد من المشكلات داخل المنزل وأهلى وأقاربى يلقبوننى فى المنزل بأم العقارب نظرا لوجودى فترات طويلة معها وأعمل على تطوير مشروعى بشكل كبير.