"قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر"، مثل شهير يعكس جبروت وعقوق الأبناء فى حق والديهم، وهذا المثل يعكس قصة مأساوية لسيدة تعرضت لجميع أنواع التعذيب والضرب على يد نجلها حتى وصل به لجلدها وحبسها.
القصة لسيدة من محافظة كفر الشيخ، انتشرت صورها وعليها آثار الضرب والتعذيب على مواقع السوشيال ميديا، وانتقلت "اليوم السابع" إليها بمنزل أحد بناتها وسردت لنا قصتها.
وقالت دولت محمد على الكومى، 70 سنة ربة منزل تقيم قرية شباس الشهداء، التابعة لمركز دسوق محافظة كفر الشيخ، إن نجلها محمد فضل 44 سنة بلاط، قام بالتعدى عليها بالضرب لرغبته فى بيع المنزل والسفر إلى برج العرب، وتقدم لخطبة فتاة مرتين وفسخ، وآخر مرة تعدى عليها فيها، هربت منه لمنزل جار لها وحاول ملاحقتها وقال لها: أنا هارفع عليكى قضية الصبح.
الحاجة دولت
وسردت حكايتها قائلة: "إن زوجها توفى وتركها حامل فى نجلها الوحيد و3 بنات، بعد وفاة زوجى، حصلت على 6 جنيه من معاشه لأنه كان متزوج من سيدتين غيرى، وخرجت أعمل فى الزراعات عند الناس فى الإصلاح، وجمع بيض وأبيعه فى الأسواق كى أربى أبنائى، وأخويا أعطانى قطعة أرض، وبنيتها منزل بسيط، وكافحت وجاهدت وعلمت بناتى وأبنى وحصلوا على تعليم متوسط، وكنت أصرف عليهم وأربيهم من تعبى وزوجتهم لأشخاص محترمين، وعشت مغلقة على نفسى وأنام بدون عشاء".
الحاجة دولت محمد
وقاطعتها ابنتها خلال حديثها مع اليوم السابع قائلة: "كنا بنبات بالأيام دون أكل، وبيت المال أول ما فتح أرسل لى إفادة أحصل من خلالها على طعام، ورفضت الورقة المكتوبة من بيت المال باسمى، وبعد علم ابنى بإرسال ورقة من بيت المال، أرجعتها وقلت لهم: الحمد لله زوجت أبنائى ومستورة، وتعجب الناس من تصرفى لأن فى الوقت الذى يتصارع الناس للحصول على مساعدة من بيت المال ترفضيها، وعندما علم ابنى بذلك حضر إلى يطلب منى الورقة كى يصرف بها".
محرر اليوم السابع مع السيدة المسنة
وتابعت الأم قائلة: "حاولت طوال حياتى أحافظ على سمعة بناتى وتعففت كى أزوجهم لأشخاص محترمين يحافظوا عليهم، وكان الشباب بالقرية يتسابقوا لخطبة بناتى من سمعتهم الحسنة وحسن تربيتى لهن، ويعلم الله عيشتنا كانت معاناة ونحمد الله على فضله، وكانت مياه الأمطار تغرق منزلنا المعروش بالخشب ولا يوجد ما يدفينا ولا سقف يمنع عنا المطر".
محرر اليوم السابع يحتضنها
وقالت: "ابنى غير راضى بعيشته وممتنع عن العمل، ويريد أن يأكل ويشرب بدون عرق وتعب، فضحنى من 25 عاما وأنا تعبت كى أنصحه، وكنت أجرى من ضربه لى وأذهب عند ناس أعرفهم لمدة 3 أيام وأعود للمنزل وتكرر الأمر بهذا الشكل على مدار العشر سنوات الماضية ويبصق فى وجهى، وقال لى: "هفضل أضربك لحد ما تموتى"، فلا تعجبه عيشته، ويرفض العمل، وفضلت أن أعيش فى غرفة منفصلة عنه، وأرتاح من ضربه وإهانته لى، منذ 10 سنوات، بعد ما توسطت لدى عدد من الأهالى للوصول لهذا الحل، وبعد فترة حاولت معه بالحسنى، واقترضت من زوج ابنتى مبلغ للسفر إلى السعودية ليعمل بها وساعدته فى تأدية العمرة، لكنه لم يتغير فى معاملته معى، وأنه صديق لعدد من رفقاء السوء".
محرر اليوم السابع يقبل السيدة
واستطرد: "15 سنة مقيمة بغرفتى بمفردى وأنشر ملابسى داخل الغرفة، وبعد الشقى والسن الذى وصلت له يقول لى هرفع عليكى قضية حجر، وأخذ الغرفة منك"، وكان يريد منى كل شهر قيمة فاتورة المياه والكهرباء، ومعاشى 420 جنيه فقط، وكنت أعطيه 200 جنيه كى أشترى نفسى من إهانته، وكنت أوفرهم من قوت يومى وأكل حاف، وأحاول أوفر من كل معاشى الشهرى جزء كى أشترى كفنى وأى مصاريف للعلاج، والحمد لله زاهدة فى الدنيا بتناول يوميا رغيف عيش وجرجير، وأوفر من أجل العلاج.
واستكملت حديثها: "بعدها توجهت للنيابة العامة، وقدمت شكوى ضده، وتم حجزه على تحريات المباحث، وكل مرة كنت أتراجع عن الذهاب للشرطة لكن كل مرة كان يتجاوز فى ضربى، فقمت بتحرير محضر ضده، كما أنه قدم ضدى قضايا بدون علمى وحصل على حكم بحبسى لمدة 3 أشهر وحكم آخر بـ3 أشهر فوجئت به ولم أعلم عنه شئ غير بعد الحكم".
وأردفت: "أنها رافضة تسامحه والحنية ماتت فى قلبها من ناحيته، وتخاف من الخروج فى الشارع خوفا من قتلها، وقالى أكتر من مرة لو شوفتك هاقتلك".
وتابعت: "ابنى أصبح شيطان، فكل الشباب حنينة على أهلها، لكنه من النوع غير المتحمل المسئولية، ويريد أن أسرق كى يأكل، وكان يدخل البيت بأكياس الفاكهة يأكلها ويلقى عليا الزبالة تحت السلم وأحملها بنفسى لألقيها خارج البيت، والحمد لله عندى عزة نفس، وأصوم يومى الإثنين والخميس من كل أسبوع، ولم أشعر بأى جوع من عند ربنا".
يذكر أن النيابة العامة بدسوق فى كفر الشيخ، قررت إخلاء سبيل "دولت .م.ا" 70 سنة، والتى اتهمها نجلها "محمد. ا. ف"، 38 سنة بالتعدى عليه، نكاية فيها لسبق اتهامها له بالتعدى عليها وإحداث إصابات متفرقة فى جسدها.
وأكدت "دولت" فى تحقيقات النيابة، أن نجلها دائم التعدى عليها، فقد توفى والده، واهتمت به، ومنذ قرابة الـ10 سنوات، تغيرت أحواله، وكان دائم التعدى عليها، وقام باحتجازها فى حجرة، وكان يجبرها على عدم مغادرتها، ولا تجد منه حسن معاملة، ورفضت طلبه ببيع منزلهم، وعندما أحدث بها إصابات فى عينيها وبقية جسدها، تقدمت بشكوى ضده، ليمتنع عن التعدى عليها، وكانت تتمنى أن يكون ابنا بارا بوالديه، وليس ابنا عاقا، لا يعرف حق أمه عليه.
وتعود الواقعة منذ شهر أبريل الماضى، عندما تعدى الابن على والدته بالضرب، وألقى القبض عليه وحبسه 4 أيام، وأفرج عنه بعدها، وصدر حكما قضائيا بحبسه 6 أشهر، ولكنه استأنف على الحكم وتم تحديد جلسة فى شهر فبراير المقبل للنظر فى الاستئناف، وتم رصد صور للسيدة عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أمس، تظهر وجود تعدٍ عليها وسحلها رغبة منه فى قيامها ببيع المنزل.
وعقب رصد الصور المنشورة للسيدة، تم تحديد الأشخاص بمعرفة فرع البحث الجنائى بغرب كفر الشيخ برئاسة العقيد أحمد سكران، رئيس فرع البحث، بالاشتراك مع مباحث مركز شرطة دسوق برئاسة الرائد أحمد أبو عريضة، رئيس مباحث مركز شرطة دسوق، حيث جرى تحديد هويتهم.
وتم استدعاء السيدة، وبعد الاستماع إليها عقب تحرير نجلها محضر اتهمها فيه بضربه، ولكنها أنكرت، واتهمته بضربها، وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليه بمسكنه بقرية شباس الشهداء التابعة لمركز دسوق، ليتم عرضهما على النيابة العامة، والتى أصدرت قرارها باحتجاز المتعدى على والدته لحين ورود تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة