"صدمة وذهول وشماتة" هكذا رأى العالم الفوضى الأمريكية.. جونسون: المشاهد فى الكابيتول مشينة.. ميركل تعرب عن حزنها.. نتنياهو: حالة هياج.. روسيا: واشنطن تحصد ثمار ما صدرته من ثورات.. الصين تنتقد المعايير المزدوجة

الجمعة، 08 يناير 2021 04:30 ص
"صدمة وذهول وشماتة" هكذا رأى العالم الفوضى الأمريكية.. جونسون: المشاهد فى الكابيتول مشينة.. ميركل تعرب عن حزنها.. نتنياهو: حالة هياج.. روسيا: واشنطن تحصد ثمار ما صدرته من ثورات.. الصين تنتقد المعايير المزدوجة العالم أحداث الكونجرس
كتبت شيماء بهجت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت الساحة الأمريكية، احتداما شديدا بعدما اقتحم أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس، حيث كان أعضاؤه مجتمعين وذلك في محاولة لإلغاء نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز فيها جو بايدن، فى خطوة صدمت زعماء العالم الذين أعربوا عن شعورهم بالذهول من صور الاضطرابات فى واشنطن، وحالات الكر والفر التى سادت داخل مبنى الكونجرس بين الأمن والمحتجين، حيث أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر الخميس، أن الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم أعرب عن رعبها من اقتحام المتظاهرين لمبنى الكابيتول الأمريكى، فى مشاهد يخشى البعض منها أن تقوى المنافسين الجيوسياسيين للولايات المتحدة .

وذكرت الصحيفة فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى، أن العديد من الإدانات العالمية لأعمال العنف في واشنطن صدرت مساء الأربعاء، أثناء التصديق على جو بايدن كرئيس مقبل للولايات المتحدة، رغم أن السياسيين عزوا بأنفسهم عن ذكر اسم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب .

ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي أقام علاقات وثيقة مع ترامب أثناء عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، المشاهد في مبنى الكابيتول هيل بأنها "مشينة"، حيث كتب على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي أن "الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم ومن الضروري الآن أن يكون هناك انتقال سلمي ومنظم للسلطة " .

وردد دومينيك راب، وزير خارجية المملكة المتحدة، رسالة جونسون وقال:"إن الولايات المتحدة تفخر بحق بديمقراطيتها، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لهذه المحاولات العنيفة لإحباط الانتقال القانوني والسليم للسلطة".


وقال زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة نايجل فاراج، وهو أحد أكثر مؤيدى ترامب صراحة شارك شخصيا في برامج مع الرئيس الأمريكي، إن "اقتحام مبنى الكابيتول هيل خطأ كبير. ويجب على المتظاهرين المغادرة".


كذلك، أضافت "فاينانشيال تايمز" أن حلفاء آخرون في حلف شمال الأطلسي "الناتو" انتهكوا الأعراف الدبلوماسية من خلال الحث على اتخاذ إجراء "لمواجهة أزمة سياسية داخلية"، حيث خاطب مارك روت، رئيس وزراء هولندا، ترامب على تويتر مباشرةً ودعاه إلى "الاعتراف بـجو بايدن رئيسا قادما للولايات المتحدة".

وردد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس نفس الحديث، قائلاً، إن ازدراء المؤسسات الديمقراطية له آثار مدمرة وأن أعداء الديمقراطية "سيسعدون بهذه الصور المذهلة من واشنطن العاصمة".

وقال ماس، في إشارة واضحة إلى حريق الرايخستاج عام 1933 الذى استخدمه الحزب النازي كذريعة للاستيلاء على السلطة في ألمانيا: "من الكلمات الملتهبة تأتى الأعمال العنيفة- على درجات مبنى الرايخستاج والآن في مبنى الكابيتول لذلك يجب على ترامب وأنصاره قبول قرار الناخبين الأمريكيين والتوقف عن انتهاك مبادئ الديمقراطية.


من جانبه، أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاضطرابات، وقال إن فرنسا تقف بقوة إلى جانب الشعب الأمريكي الذي يريد اختيار قادته من خلال انتخابات حرة وديمقراطية. وقال: "لن نستسلم بأي شكل من الأشكال لعنف قلة من الأفراد الذين يريدون تحدي ذلك".

وأضاف ماكرون، من قصر الإليزيه:" أن الولايات المتحدة تتشارك مع فرنسا منذ القرن الثامن عشر في الالتزام بالحرية والديمقراطية"، متحدثًا عن "النضال المشترك لضمان ظهور ديمقراطياتنا أقوى من هذه اللحظة التي نعيش فيها حاليا".

من جهتها أعربت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" عن غضبها وحزنها إزاء اقتحام مؤيدي الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته "دونالد ترامب" مبنى الكونجرس (الكابيتول).

وألقت ميركل باللائمة - حسبما ذكرت قناة "دويتشه فيله" الألمانية الخميس - على ترامب في اقتحام مبنى الكونجرس، مشيرة إلى أن عدم قدرته على الاعتراف بالهزيمة جعلت مثل هذا الحدث ممكنا.

وكان محتجون مؤيدون لترامب قد اقتحموا مبنى الكونجرس الأمريكي (الكابيتول) في محاولة غير مسبوقة لمنع الكونجرس من التصديق على فوز الرئيس المنتخب "جو بايدن" في الانتخابات الرئاسية، وهذا تسبب في اندلاع احتجاجات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.

سيمون كوفينى

كما وصف سيمون كوفينى، وزير خارجية أيرلندا، أعمال الشغب بأنها "اعتداء متعمد على الديمقراطية من قبل رئيس حالي [و] أنصاره".
وقال دبلوماسي أوروبي آخر في تصريح خاص للفاينانشيال تايمز، إنه بينما لا يزال يُتوقع تنصيب بايدن في 20 يناير، فإن الفوضى ستقوض مصداقية الولايات المتحدة لصالح القادة الاستبداديين في العالم".


واعتبر الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه أن "الضرر الحقيقي طويل الأمد"، مشيرا إلى أنه على مدار فترة ولايته التي امتدت لأربع سنوات، أشاد ترامب بالقادة المستبدين، ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان //على حد قوله//.


وتابعت الصحيفة البريطانية القول بأن هناك حلفاء مقربون آخرون للولايات المتحدة  امتنعوا عن توجيه اللوم، لكنهم أعربوا عن عدم ارتياحهم للتطورات. فقال جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا، إن مواطنيه "منزعجون وغير سعداء من الهجوم على الديمقراطية في الولايات المتحدة، التي تعد جارتنا وأقرب حليف لنا".

من جانبها قالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن اقتحام أنصار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبنى الكونجرس "عمل مشين" ويستحق الإدانة، وخلال تصريحات مشتركة مع وزير الخزانة الأمريكي الزائر ستيف منوتشين وصف نتنياهو ما حدث في واشنطن بأنه "حالة هياج"، وأضاف في التصريحات التي نقلها التلفزيون أنه لا يساوره شك في أن "الديمقراطية الأمريكية ستسود... هي دائما تسود".

من جهته أعرب رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى عن صدمته إزاء اقتحام مؤيدي الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مبنى الكونجرس الأمريكى (الكابيتول) في العاصمة واشنطن.

وقال ناريندار مودي - في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)، إنه يجب أن يستمر الانتقال المنظم والسلمي للسلطة، مشيرا إلى أنه لا يمكن السماح بتخريب العملية الديمقراطية من خلال الاحتجاجات غير القانونية.

لافروف

كما ذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن ما تشهده العاصمة الأمريكية واشنطن هو شأن داخلي، متمنية للشعب الأمريكي أن يتجاوز هذه اللحظة الدرامية من تاريخه.

وأضافت الخارجية - في بيان أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، أن الأحداث الأخيرة في واشنطن أظهرت أن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة هو نظام قديم، ولم يعد يستجيب للمعايير الحديثة.

من جهته قال النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسى، فلاديمير جاباروف إن الولايات المتحدة الأمريكية تحصد الآن ثمار ثوراتها "الملونة" الخاصة بها، والتى صدّرتها حول العالم في العقود الأخيرة، في إشارة إلى أحداث العنف التي شهدها محيط مبنى الكونجرس الأمريكي خلال جلسة التصديق على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة مساء أمس الأربعاء.

وشدد جاباروف، فى تصريح لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية، على أن روسيا لا تريد أن تتطور الأحداث في الولايات المتحدة بشكل غير قانونى، ولا تريد تطور الأحداث فى واشنطن بشكل خارج عن إطار القانون، معربا عن أمله أن يتم حل كل شيء سلميا وفي أسرع وقت.

وفي حديثه عن الوضع فى واشنطن بشكل عام، أشار جاباروف إلى أن الأمريكيين يواجهون انقسامًا خطيرًا في المجتمع، قائلا: "لا تنسوا أن 70 مليون شخص صوتوا لترامب، لذلك أعتقد أن المواجهة لن تنتهي بذلك وستستمر"..

هوا تشون يينج

من جانبها انتقدت وزارة الخارجية الصينية، ما وصفته بـ "المعايير المزدوجة" حيال التعاطي مع المظاهرات العنيفة والفوضى، وذلك في إشارة إلى اقتحام مؤيدين للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته "دونالد ترمب" مبنى الكونجرس وتعطيل عملية التصديق على فوز "جو بايدن" في الانتخابات الرئاسية، وبين مشهد العنف في منطقة "هونج كونج" الإدارية الخاصة عام 2019

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون يينج" - في تصريح خلال المؤتمر الصحفي بمقر الوزارة، تعليقا على اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي وسقوط عدد من القتلى- "تابعنا ما يحدث في الولايات المتحدة، ونعتقد أن الشعب الأمريكي يريد استعادة النظام الطبيعي". 

وأضافت يينج "في يوليو 2019، اقتحم متظاهرون متطرفون في هونج كونج مبنى المجلس التشريعي في المنطقة، وأتلفوا مرافق المجلس، وهاجموا واعتدوا على ضباط الشرطة بمساحيق وسوائل سامة، ووصل الأمر إلى حد طعنهم بالسكاكين، فيما حافظت شرطة هونج كونج على درجة عالية من ضبط النفس والمهنية، ولم يسقط أي من المتظاهرين قتيلا.. ما يحدث في واشنطن الآن أقل عنفا وتدميرا مما حدث في هونج كونج، ولكن سقط أربعة قتلى". 

وتساءلت يينج "ما هي الكلمات التي استخدمها المسؤولون الأمريكيون وأعضاء في الكونجرس وبعض وسائل الإعلام لوصف الأوضاع الحالية المتعلقة بالكونجرس؟ وما هي اللغة المستخدمة لوصف ما حدث حينها في هونج كونج؟ إنهم يصفون أحداث الكونجرس بأعمال عنف، وأن المشاركين فيها يمارسون أعمال البلطجة وأنهم متطرفون وأشرار، وما يحدث يدعو للخزى، ولكن فيما يتعلق بهونج كونج، تم وصفها بـ (المشهد الجميل)، وتوصيف المتظاهرين المتطرفين والعنيفين بأنهم أبطال ديمقراطيون، وأن الشعب الأمريكي يساندهم". 


وتابعت يينج "إن التناقض بين رد فعل وكلمات البعض في الولايات المتحدة على ما حدث في هونج كونج عام 2019 وما يحدث في الولايات المتحدة والأسباب الكامنة وراءه هي أمور مثيرة للبحث وتستحق التفكير الجاد والعميق". 


وواصلت يينج "نعتقد أن الشعب الأمريكي يريد الأمن والهدوء، لا سيما في الحالة الحرجة الراهنة المتعلقة بوباء (كوفيد-19)، ونأمل أن ينعم الشعب الأمريكي بالسلام والاستقرار والأمن في أقرب وقت ممكن". 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة