قالت مجلة بولتيكو الأمريكية، إن صناع السياسات في الغرب يبحثون في السير على درب الصين في طريقة تعاملها مع شركات التكنولوجيا الكبيرة، مع دخولها بشكل أعمق في الأسواق المالية.
وبحسب ما ذكرت المجلة في نسختها الأوروبية، إنه من غير المعتاد أن ينظر الغرب إلى بكين لإيجاد حلول سياسية، لاسيما منذ توترات العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين لخلافات تتعل بحقوق الإنسان والتجار والتوسع العسكرى لبكين في بحر الصين الجنوبى، إلا أن الأزمة النقدية التي تلوح في الأفق على يد شركات التكنولوجيا الكبرى قد جعلت هذا الغرباء رفقاء على حد تعبيرها.
وتوضح الصحيفة أن هناك قلقا متزايدا في الدوائر الاقتصادية حول خطط عملاقة التكنولوجيا بشأن القطاع المالى منذ أن أعلن فيس بوك عن مشروع مشترك قبل عامين مع إطلاق 25 شركة أخرى عملة افتراضية تسمى ديم.
ويتشارك صناع القرار في أحد المخاوف الرئيسية، وهو الحجم. فشركة فيس بوك لديها نحو ثلاثة مليار مستخدم حول العالم، وستكون العملة الافتراضية ديم متاحة في نهاية المطاف لهم جميعا، مما يقضى على الخدمة الأساسية الرئيسية التي يقدمها أى بنك مركزى للمجتمع، وهى الأموال.
وسبق أن حذر اوجستن كارستينز، رئيس بنك التسويات الدولية في مؤتمر الأسبوع الماضى، وبإشارة إلى فيس بوك وديم بالاسم، من أن الشبكات الكبيرة لشركات التكنولجيا الكبرى يمكن أن تؤد إلى تكيف سريع وواسع النطاق، وهو ما سيؤدى بشكل أكبر إلى تركيز قوة السوق في عدد قليل، ويهدد الاستقرار المالى والمنافسة العادلة وحكم البيانات.
وفى هذا الشأن، تقول بولتيكو، إن الصين متقدمة على الغرب من خلالها تدخلها بالفعل للتخفيف من المخاطر. فقد طورت بكين دليلا للتدقيق في شركات التكنولوجيا العملاقة الخاصة بها مثل على بابا وتنسنت، واللتين ابتلعتا نحو 94% من المدفوعات الإلكترونية الصينية. وقد أدى نموهما الهائل خلال عدد قليل من السنوات إلى إجبار السلطات الصينية على التدخل في محاول لوقف المنافسة غير العادلة نظرا لوصول الشركتين إلى بيانات المستهلك ووضعها التنظيمية المخفف الذى ليس بإمكان البنوك سوى أن تحلم به.
وقد انتهت هذه الأيام الآن، وأصبح شعار الصين لعمالقة التكنولوجيا لدينا هو " نفس العمل.. نفس القواعد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة