الوعى سلاح المصريين فى معركة البناء العشوائى.. البناء غير المخطط يسيطر على 50%من الكتلة السكنية.. الدولة ترصد خطة تطوير بـ318 مليار جنيه.. ونواب: الرئيس السيسى يحرص على الوصول لحياة لائقة للمصريين

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021 03:00 م
الوعى سلاح المصريين فى معركة البناء العشوائى.. البناء غير المخطط يسيطر على 50%من الكتلة السكنية.. الدولة ترصد خطة تطوير بـ318 مليار جنيه.. ونواب: الرئيس السيسى يحرص على الوصول لحياة لائقة للمصريين مواجهة العشوائيات - ارشيفيه
كتبت إيمان على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تضع الدولة المصرية، ضمن أولوياتها العمل على تطوير المنظومة العمرانية وإعادة ضبطها، حيث أعادت رسم وصياغة الخارطة العمرانية القومية، بما يتناسب مع مساحة مصر وحضارتها وخصوصية موقعها، وذلك وفق استراتيجية شاملة للتنمية العمرانية  تشمل تأسيس وتشييد مجتمعات ومدن جديدة على الطراز الحضاري والمعماري الحديث، إلى جانب تطوير المناطق السكنية القائمة بالفعل على أسس تخطيطية و إنشائية سليمة تتناسب مع التغيرات المكانية والزمانية، فضلاً عن القضاء على ظاهرة البناء العشوائي والعشوائيات واستعادة الشكل الحضاري للشوارع والمباني المصرية.

ويمثل البناء غير المخطط، تحدي كبير تعمل الدولة على معالجته والحد من استمراره، وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح مشروعات الإسكان البديل، السبت الماضي، بتأكيده على ضرورة مواجهة البناء غير المخطط والذي يعد مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن، قائلا " حجم المباني الموجودة بجانب الطريق الدائرى هائل وضخم جدا وكلها غير مخططة وغير صحية للمواطنين...مش بنتكلم عن سبب المشكلة.. هل أجهزة الدولة.. ولا الناس ولا النمو السكانى.. ولازم تتوقفوا أمام هذه النقاط"، متابعا: "لن نقدر على علاج هذا الأمر إلا من خلال المصريين وفهمهم لما يحدث.. هتقولى عاوز ابنى جنب أراضى زراعية اللى بتطلع إنتاج وتجيب فلوس؟!.. طب إزاى.. إزاى نحولها زى ما انتوا شايفين كده بشكل غير مخطط"،  مؤكدا أن وعي المواطن هو الأهم لإنهاء ملف البناء غير المخطط على الأراضي الزراعية.

وأكد أن الدولة فى حاجة إلى 2 – 3 تريليونات جنيه لتوفير 5-6 مليون وحدة سكنية فى إطار مواجهة البناء غير المخطط، متابعا: "ناس تقولى ما تسيبها كده.. الناس عايشة وخلاص.. مقدرشى ومعرفشى أقول مالى.. مقدرشى اشوف واسكت ونفضل نكسر فى تحديتنا.. ولازم نفضل نبنى ونغير حتى نخلى الناس فى وضع أحسن ونؤدى ما اقسمنا عليه.. ونكون قد الأمانة أن شاء الله".

ووفقا لتصريحات الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، فإنه قبل عام 2014، كان هناك نحو 14 مليون نسمة يقطنون بالمناطق العشوائية على مستوى الدولة المصرية، وهذا الرقم وصل في بعض الدراسات إلى 20 مليون نسمة وفقاً لتصنيف وتعريف المناطق العشوائية غير المخططة، منهم 1.7 مليون نسمة يقطنون 357 منطقة غير آمنة (بدرجاتها المختلفة)، و12 مليونا يقطنون مساحة 152 ألف فدان، وهى المناطق العشوائية غير المخططة، ويمثل البناء غير المخطط 50% من الكتلة السكنية في مصر، وحسب ما أكده صندوق تطوير التنمية الحضارية فإن الذين يعيشون في المناطق غير المخططة 20 مليون مواطن، وترصد الدولة 318 مليار جنيه لتطوير تلك المناطق.

ويقول النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن تشكيل الوعي حول أضرار البناء غير المخطط على الأراضي الزراعية أو البناء بالمناطق غير المخططة لها أصبح ضرورة ملحة، موضحا أنه ينتج عنه آثار سلبية تؤثر على مستقبل الوطن ووجهه الحضاري ويعطل مشروعات التنمية.
 
وأشار إلى أن آثاره على المدى البعيد تتضرر منه جميع الفئات على المدى الطويل، موضحا أنه وبالتزامن مع مبادرة حياة كريمة وتطوير الريف المصري لابد من الحد من ظهور العشوائيات مجددا وأى محاولة للتعدي.
 
وشدد أن التشريعات الخاصة بهذا الملف جيدة ووافيه، ولكن يبقى التنفيذ بردع والتصدى لأى محاولة جديدة للتعدي من قبل بدايتها، مشددا أن الحكومة عليها أن تقوم بتوفير البديل لمنع التعدي والتي تتمثل في توفير أراضي ومساحات آخرى للزراعة أو التعمير .
 
وأشار رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إلى أن مسئولية هذه القضية تقع على المواطن ووزارة التنمية المحلية والمحافظين ورؤساء الأحياء، ومأموري الأقسام التابعين لـ"الداخلية"، موضحا أن المحليات ليست فقط هي المسئولة ولكن هناك مثلث هو من يقع عليه المسئولية الفعلية في التنفيذ فوزارة الإسكان هي المعنية بالتخطيط العمراني وتوفير البديل من خلال أراضي مخططة واستصدار الاشتراطات واستصدار الاشتراكات الفنية الخاصة بتيسيير إجراءات الحصول على تراخيص البناء وإصدار المنشورات والكتب الدورية لسكرتارية عموم المحافظات لتدريب وشرح منظومة التراخيص، بينما "التنمية المحلية" ترتبط مع الوزارة أيضا في إصدار الكتب الدورية وتدريب المسئولين في المحليات بجانب العمل على ملاحقة التعديات وتحقيق الإزالالات من المهد، ومهمة "الداخلية" هي حماية حملات الإزالات  .
 
وأوضح أن "الإسكان والتنمية المحلية والداخلية" هم المثلث الرئيسي لنجاح هذا الملف وأصحاب الاختصاص الرئيسي، وهم يعملون تحت مظلة تشكيل الوعي ودورها ينبع من الحكومة والمواطن والجهات الإعلامية بكل أنواعها والسوشيال ميديا حتى أعضاء البرلمان، مشيرا إلى أن مواجهة البناء غير المخطط والحد من التعديات مسئولية الجميع وهناك أنماط للتعديات منها على ممتلكات الدولة ولا مجال لتقنينها، كما أن هناك تعدي بالبناء أيضا على الملكية الخاصة للمواطن من خلال البناء عليها نتيجة صعوبة استصدار التراخيص وهو ما يتطلب مراجعة تلك إجراءات والعمل على أن تكون أكثر سهولة .
 
واستشهد السجيني بمثال في ذلك وهو مشروع تطوير الطريق الدائري، قائلا : "حينما انشئ كان هناك حرم طريق له ولكن مع غياب الأجهزة المختصة قبل 2014 وحدث تعدي ببناء منشأت بجواره على الرغم من أن القانون يسمح بإزالته حتى تتم توسعات الدائري، بصفته شريان للتنمية ويمثل موقع رئيسي لحركة الملايين ومن ثم أصبح أمام الدولة تحمل التعويض خاصة وأن هناك عقارات مخالفة لكن الأرض مملوكة للشخص نفسه ....والدولة تعمل على تعويض القاطنين يما يمكن من توفير سكن كريم له وأيضا تحقيق توسعة الطريق وهناك شواهد آخرى مثل محور المحمودية وغيره والتي تؤكد أن البناء غير المخطط يهدد التنمية" .
 
وأوضح أن اللجنة تعقد عدد من الجلسات الدورية لمتابعة ما وصلت إليه الحكومة بشأن مواجهة التعديات على أراضي الدولة منها ما تتم على نهر النيل والمصارف وغيرها، وأيضا أثر تطبيق الاشتراطات البنائية الجديدة وملف التصالح في مخالفات البناء، مشددا أن اللجنة حريصة على تتبع حصاد تلك الأعمال والتعرف على ما يتم بشأنها.

ويقول النائب طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن الرئيس السيسي حريص على عودة الدولة لما كانت عليه في منافسة الدول الأجنبية بالعمران، موضحا أن مصر كانت في الأربعينيات تنافس باريس في المعمار، ولكن تراجعت الأوضاع وأصبح هناك عشوائية في البناء خلال الأعوام الأخيرة لمدة تصل لـ 50 عام .

وأشار وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، إلى أن الدولة تعمل على معالجة البناء غير المخطط القائم بتطوير المرافق وتحديث البنية التحتية، ومنه ما تقوم بتوفير مشروعات سكن بديل له طالما وجدت صعوبة استمراره، موضحا أنه غير راضي بألا تكون الدولة غير مخططة ومنظمة كما أن مشروعات الإسكان البديل وبشهادة دولية فمصر من أفضل الدول على مستوى العالم في تطوير العشوائيات والتنمية الحضارية، ولم تحقق دولة إنجازات الدولة المصرية في تطوير العشوائيات.

وشدد أن الرئيس يسعى لإنجاح إدارة الملف بصورة كبيرة وإنهاء البناء غير المخطط خاصة وأنه يضغط على المرافق والبنية التحتية ويؤثر على الخدمات مثل البناء على الأراضي الزراعية والذى يأكل من المساحة الخضراء، موضحا أن تشكيل الوعي في هذه القضية هو أمر هام وأن تنطلق مسئولية المواطن من المحافظة على المنزل للمحافظة على المجتمع، وانتشار ثقافة الصيانة والمحافظة عليها ونشر وعي الرفض للحالة القديمة والأوضاع القائمة غير المخططة، موضحا أن الدولة أتاحت بدائل اقتصادية عدة للحصول على السكن فى المناطق المخططة.

واعتبر "شكري" أن هناك حاجة ملحة لمبادرات من المجتمع المدني والحكومة لزيادة الوعي بخطورة البناء غير المخطط، والتعدي على الأراضي الزراعية أو ممتلكات الدولة، مشددا أن صناعة الوعي تشكل أهمية قصوى في الحد من مخاطر كثيرة تواجهها الدولة .


وطالب النائب أمين مسعود، أمين سر لجنة الإسكان بمجلس النواب، بضرورة  المواجهة الحاسمة فى ملف التعدى على الاراضى الزراعية والبناء العشوائي ومخالفة الاشتراطات التي تضعها الدولة حتى يتم القضاء على البناء غير المخطط  والتى تؤثر سلباً على الاقتصاد المصرى والحياة المعيشية للمواطنين.

ولفت إلى أن الدولة المصرية نجحت فى القضاء علي المناطق غير الآمنة بنسبة كبيرة منها وذلك من خلال منح المواطنين العيش في بيئة حضارية وبمستوي حياة كريمة، ويبقى إنهاء البناء غير المخطط والاهتمام بشكل حضاري ومرسوم فيما يعيش به المصريين، موضحا أن جهود الحكومة في القضاء على ظاهرة البناء المخالف أو غير المخطط، والذي وصلت تعدياته إلى أكثر من 2.8 مليون مخالفة خلال السنوات الأخيرة نجحت في إحكام السيطرة على تلك المخالفات، ولكن يتبقى الآن المشكلة الرئيسية لاستكمال الضلع الثالث في مثلث الحل وهو توعية المواطنين بخطورة البناء المخالف أو البناء دون الحصول على ترخيص، أو البناء على الأراضي الزراعية.

وأضاف أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن "البناء غير المخطط وآثاره علينا"، وضع الحكومة والمواطن أمام مسئوليتهم تجاه البناء الغير مخطط والعشوائي الذي انتشر طيلة السنوات بل العقود الماضية، وتسبب الآن في مخالفات تعدت حجمها مليارات الجنيهات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة