يعتبر مهاتما غاندى الزعيم الرئيسى لحركة الاستقلال الهندية والمهندس الرئيسي لشكل من أشكال العصيان المدني اللاعنفى والذى كان له آثاره على العالم.
وولد غاندى فى 2 أكتوبر عام 1869 بولاية جوجرات على الساحل الغربى للهند، ودرس القانون فى يونيفرسيتى كولدج بلندن، ثم عاد إلى الهند ليناضل من أجل استقلال بلاده عن الاستعمار البريطانى.
ولقد عاش غاندى الذى تعرض للسجن أكثر من مرة على أيدى الاستعمار البريطانى لبلاده، حياة بسيطة والتزم منذ مراحلها المتقدمة بالصدق والاعتدال والعفة والنباتية، وكان يرتدى اللباس الهندى التقليدى ويقوم بالصيام من أجل التطهر أحيانا ومن أجل التعبير عن الاحتجاج السياسى أحيانا أخرى، وقد تميزت رؤيته للهند بالتعددية الدينية والعرقية، وهى رؤية نفتقدها اليوم أكثر من أى وقت مضى، سواء فى الهند أو فى فلسطين أو فى غيرهما من دول العالم.
وفى ثلاثينيات القرن الماضى وقت كان الرأى العام العالمى مغيبا عن عمد عن حقائق القضية الفلسطينية كان غاندى من أوائل من نبهوا إلى الحقوق الوطنية للفلسطينيين، ففى مقال له بالجريدة التى كان يصدرها باسم «هاريچان» عبر غاندى فى 26 نوفمبر عام 1938، أى قبل عشر سنوات من نكبة 1948، عن تعاطفه مع اليهود المضطهدين فى أوروبا، لكنه أكد أن سكان فلسطين هم بشر وليسوا مجرد أرقام إحصائية، وقال «إن فلسطين عربية بقدر ما انجلترا انجليزية وفرنسا فرنسية، ومن الخطأ فرض اليهود على العرب، وما يجرى الآن فى فلسطين لا علاقة له بأية منظومة أخلاقية».
ورغم اعتناق غاندى للهندوسية فإنه درس الأديان جميعا، وأوضح فى سيرته الذاتية الرائعة «قصة تجربتى مع الحقيقة» أنه قرأ القرآن والإنجيل، وخلال السنوات التى قضاها فى جنوب إفريقيا بعد اتمام دراسته فى بريطانيا، كان مهتما بالصوفية الإسلامية وكثيرا ما حضر بعض الطقوس والمناسبات الصوفية هناك، وكان يرى أن دعوته إلى اللاعنف تتفق مع صحيح الدين الإسلامى ومع نصوص القرآن.
وقد حاولت بعض الإرساليات فى جنوب إفريقيا دفع غاندى لاعتناق المسيحية التى قال انه درسها بعمق لكنه اختار فى النهاية الالتزام بدين والديه الهندوسى، على أن دراسته لمختلف الديانات دفعته لاحترامها جميعا كما دفعته للقلق من إساءة تفسير الأديان لأسباب خارجة على الدين، مثلما يتعرض الإسلام فى عصرنا الحالى إلى الفهم المغلوط للجهاد والذى يتخذه البعض مبررا لارتكاب الأعمال الإرهابية التى لا يقرها الدين، وإذا كان فى الإسلام أن «الجهاد الأكبر هو جهاد النفس»، فإن لغاندى مقولة معروفة يقول فيها إن «أهم المعارك جميعا هى تلك التى يخوضها المرء ضد شياطينه ومخاوفه وعدم أمانه»، كما كانت له مقولة بأن الله هو الحق، مرددا بذلك أحد الأسماء الحسنى فى الإسلام.
وقد احتضن غاندى فى فلسفته جميع البشر على مختلف مشاربهم، وما علاج أزمات عصرنا الحالى إلا فى مبادئه الإنسانية وتعاليمه السامية، ومع ذلك فقد وجدناه فى تواضعه الجم يقول «إننى لا أدعى أننى ابتدعت أية مباديء أو أفكار جديدة، لقد حاولت فقط بطريقتى أن أطبق الحقائق الأبدية على حياتنا اليومية ومشاكلها، وليس لدى شيء جديد أعلمه للعالم، فالحق واللاعنف هما فى قِدَم الجبال.
ولقد عاش غاندى الذى تعرض للسجن أكثر من مرة على أيدى الاستعمار البريطانى لبلاده، حياة بسيطة والتزم منذ مراحلها المتقدمة بالصدق والاعتدال والعفة والنباتية، وكان يرتدى اللباس الهندى التقليدى ويقوم بالصيام من أجل التطهر أحيانا ومن أجل التعبير عن الاحتجاج السياسى أحيانا أخرى، وقد تميزت رؤيته للهند بالتعددية الدينية والعرقية، وهى رؤية نفتقدها اليوم أكثر من أى وقت مضى، سواء فى الهند أو فى فلسطين أو فى غيرهما من دول العالم.
وفى ثلاثينيات القرن الماضى وقت كان الرأى العام العالمى مغيبا عن عمد عن حقائق القضية الفلسطينية كان غاندى من أوائل من نبهوا إلى الحقوق الوطنية للفلسطينيين، ففى مقال له بالجريدة التى كان يصدرها باسم «هاريچان» عبر غاندى فى 26 نوفمبر عام 1938، أى قبل عشر سنوات من نكبة 1948، عن تعاطفه مع اليهود المضطهدين فى أوروبا، لكنه أكد أن سكان فلسطين هم بشر وليسوا مجرد أرقام إحصائية، وقال «إن فلسطين عربية بقدر ما انجلترا انجليزية وفرنسا فرنسية، ومن الخطأ فرض اليهود على العرب، وما يجرى الآن فى فلسطين لا علاقة له بأية منظومة أخلاقية».
ورغم اعتناق غاندى للهندوسية فإنه درس الأديان جميعا، وأوضح فى سيرته الذاتية الرائعة «قصة تجربتى مع الحقيقة» أنه قرأ القرآن والإنجيل، وخلال السنوات التى قضاها فى جنوب إفريقيا بعد اتمام دراسته فى بريطانيا، كان مهتما بالصوفية الإسلامية وكثيرا ما حضر بعض الطقوس والمناسبات الصوفية هناك، وكان يرى أن دعوته إلى اللاعنف تتفق مع صحيح الدين الإسلامى ومع نصوص القرآن.
وقد حاولت بعض الإرساليات فى جنوب إفريقيا دفع غاندى لاعتناق المسيحية التى قال انه درسها بعمق لكنه اختار فى النهاية الالتزام بدين والديه الهندوسى، على أن دراسته لمختلف الديانات دفعته لاحترامها جميعا كما دفعته للقلق من إساءة تفسير الأديان لأسباب خارجة على الدين، مثلما يتعرض الإسلام فى عصرنا الحالى إلى الفهم المغلوط للجهاد والذى يتخذه البعض مبررا لارتكاب الأعمال الإرهابية التى لا يقرها الدين، وإذا كان فى الإسلام أن «الجهاد الأكبر هو جهاد النفس»، فإن لغاندى مقولة معروفة يقول فيها إن «أهم المعارك جميعا هى تلك التى يخوضها المرء ضد شياطينه ومخاوفه وعدم أمانه»، كما كانت له مقولة بأن الله هو الحق، مرددا بذلك أحد الأسماء الحسنى فى الإسلام.
وقد احتضن غاندى فى فلسفته جميع البشر على مختلف مشاربهم، وما علاج أزمات عصرنا الحالى إلا فى مبادئه الإنسانية وتعاليمه السامية، ومع ذلك فقد وجدناه فى تواضعه الجم يقول «إننى لا أدعى أننى ابتدعت أية مباديء أو أفكار جديدة، لقد حاولت فقط بطريقتى أن أطبق الحقائق الأبدية على حياتنا اليومية ومشاكلها، وليس لدى شيء جديد أعلمه للعالم، فالحق واللاعنف هما فى قِدَم الجبال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة