وقع الرئيس السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين، اتفاقية كامب ديفيد فى العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكى جيمى كارتر يوم 17 سبتمبر 1978، وفى 2 أكتوبر، مثل هذا اليوم 1978، ألقى السادات أول خطاب له بعد توقيع الاتفاقية.
كان الخطاب فى مجلس الشعب وأمام نوابه برئاسة المهندس سيد مرعى، وأعلن فيه أن الدكتور مصطفى خليل، بدأ فى تشكيل وزارة جديدة، وتحدث عن عدد من القضايا الداخلية، كما تحدث عن أن خطابه يأتى بعد أيام من ذكرى وفاة بطل عظيم هو جمال عبدالناصر، حيث قال: «نحتفل بذكرى رجل عظيم ونحن نعيش أحداثا عظيمة، نحتفل بذكرى رجل أعطى شعبه، وأعطى أمته العربية أيضا أقصى ما يستطيع.. قائد صنع تاريخا جديدا لهذه المنطقة من العالم».
كان الجميع ينتظر كلام السادات عن اتفاقية كامب ديفيد، ووفقا لجريدة الأهرام يوم 3 أكتوبر 1978، فإن الرئيس قدم شرحا مسهبا ومفصلا لاتفاق السلام الذى أسفرت عنه محادثات كامب ديفيد، وأعلن أن هذا الاتفاق جاء ثمرة لحدثين حقيقيين فى تاريخ الأمة العربية هما: حرب رمضان «أكتوبر»، ومبادرة السلام، وقال: لولا مبادرة السلام لما كان مؤتمر كامب ديفيد»، وأنه يدعو باسم مصر وشعبها الرئيس الأمريكى جيمى كارتر لزيارة مصر لتوقيع اتفاقية السلام.
وكشف عن أن المفاوضات بين مصر وإسرائيل سوف تبدأ فى وقت قريب هذا الشهر، وأنها ستنتهى فى شهرين فقط، بهدف وضع الخطوات التنفيذية للانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من كل شبر من الأرض المصرية فى سيناءو والاعتراف بالسيادة المصرية الكاملة على أرضنا حتى حدودنا الدولية، وعودة جميع المطارات العسكرية الإسرائيلية فى سيناء لمصر.
وقال، إن اتفاقات السلام لم تخرج عن مقررات مؤتمر قمة الرباط الذى كان أول قرار فيها تحرير الأرض العربية، وهو ما ضمنه إطار السلام فى كامب ديفيد، وهاجم الأطراف العربية الرافضة، قائلا: «إذا استطاعت القيادات الرافضة الأخرى أن تحقق الشعارات التى يرفعها الاتحاد السوفيتى ويرددونها هم وراءه كالببغاوات، فنحن وراءهم مؤيدون ومصفقون بل وشاكرون».
واصل الرئيس خطابه، لكنه قوبل بمقاطعة من النائب عن الإسكندرية كمال أحمد طالبا الكلمة، ووفقا للأهرام، حاول سيد مرعى رئيس المجلس إسكاته، منبها أن المجلس سيخصص جلسة لمناقشة بيان الرئيس، إلا أن النائب قال أنه يحمل ملفا يريد أن يشرح ما فيه من تصريحات للمعارضة الإسرائيلية، تنقل الأهرام وصفا تفصيليا من مضبطة الجلسة لما حدث، قائلة: «أصوات فى المجلس غير واضحة وهياج، وقال الرئيس: «بقول يا ابنى. .يا ابنى لأحد الأعصاء (دون جدوى) ثم قال الرئيس: الإخوة والأخوات (يستمر الهياج) .. يا ابنى.. السادة الأعضاء».
ثم يتحدث رئيس الجلسة سيد مرعى: «السادة الأعضاء.. الأستاذ كمال يتفضل يقعد.. هناك جلسة خاصة بهذا الموضوع.. يواصل الرئيس السادات: اسمع يا ابنى عودتكم على الصراحة، ولكنى أرفض الوقاحة.. (تصفيق حاد)، ولكى أكمل الحديث أرجو أن يأخذ رئيس المجلس أصواتكم بخروجه، لأنه لا يصلح أن يجلس فى وسط العائلة المصرية (هتافات مؤيدة)».
تذكر الأهرام، أنه أمام إصرار كمال أحمد على مقاطعة الرئيس، قام سيد مرعى بعرض الرأى على المجلس بإخراج العضو من القاعة، فوافق المجلس على ذلك بالإجماع، ودخل اثنان من ضباط الحرس إلى القاعة واصطحبوه إلى خارجها.
بعد إخراج كمال أحمد من القاعة، علق السادات على ما حدث قائلا: «السادة الأعضاء.. أرجو أن نستمر فى عملنا، وقد وضح منذ بدء إلقاء الخطاب أن هناك مظاهرة مطلوبة.. وكنت أريد أن نتحدث إليكم فيها بعد أن ينتهى الخطاب.. وكان هذا ضد اللائحة فضلا عن خروج عن كل السلوك الديمقراطى السليم ضد اللائحة، وتذكرون أننى تحدثت معكم هنا عن العيب وقانون العيب، وذهلت وأنا فى أمريكا فى هذه المرة وكنت أتابع فى مرة فى وقت فراغى جلسة من جلسات الكونجرس الأمريكى للجنة اسمها «لجنة القيم»، وأرجو أن تتسع لائحتكم الجديدة على إنشاء آلية لتكوين لجنة القيم هذه، لكى تحاسبوا بأنفسكم من يخرج من بيتكم على أى قيم أومثل أو أخلاق أو سلوك كما هو حادث هناك فى الديمقراطية.. كما حكيت لكم.. وكما أريد لهذه المظاهرة، أن تكون مظاهرة لكى تستغل فى الخارج، وكان يمكن للعضو أن يذهب إلى اللجنة المختصة التى ستناقش هذا الخطاب والاتفاقات وأن يقول ما يشاء، ولكنها للأسف كما قلت تخرج عن حدود الديمقراطية والأخلاق أيضا للأسف.. وعلى ذلك فى لائحتكم المقبلة إن شاء الله تعالجوا هذا».
وصفت «الأهرام» موقف كمال أحمد بأنه «حاول كعادته جلب الأضواء الباهتة بما يثيره من مواقف هزلية أثناء إلقاء الرئيس لخطابه».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة