أصدر نجيب محفوظ رواية ثرثرة فوق النيل عام 1966 والرواية تجسد مجموعة من النماذج يحاولون الهروب من الواقع ، حيث يجتمعون بشكل دوري في عوامة مطلة على نهر النيل من أجل تعاطي الحشيش واللهو، من بينهم الموظف المحبط أنيس زكي، وسنية التي تحاول التنفيس عن غضبها بعد اكتشافها لخيانة زوجها لها، وسمارة الصحفية دائمة الانتقاد لكل شيء، وسناء الطالبة الجامعية التي تقاسي من إهمال والديها.
وقد أثارت الرواية الجدل وقت صدورها لجرأتها وهو ما لفت نظر دوائر السلطة في ذلك الوقت، وهو ما يكشفه كتاب من مذكرات نجيب محفوظ للكاتب الراحل رجاء النقاش.
وينقل رجاء النقاش عن نجيب محفوظ حكايته عن هذه الرواية وما جرى في عهد الرئيس جمال عبدالناصر حيث يقول: "عندما جاء ثروت عكاشة لتهنئتى بجائزة نوبل حكى لى تفاصيل ما دار فى كواليس السلطة عن أزمة رواية «ثرثرة فوق النيل». فقد كان عكاشة وقتئذ وزيرًا للثقافة، وبينما هو يستعد لرحلة عمل إلى إيطاليا، استدعاه جمال عبد الناصر، وسأله عما إذا كان قد قرأ الرواية، ولما لم يكن قد قرأها، فقد طلب منه عبد الناصر قراءتها وإبداء رأيه فيها بعد عودته من إيطاليا".
قرأ الدكتور ثروت عكاشة رواية «ثرثرة فوق النيل» فى أثناء رحلته، وفى أول لقاء له مع الرئيس عبد الناصر دافع عنها وفند اتهامات المهاجمين لها، وأكد للرئيس أننى أنبه إلى أخطاء موجودة وليس لدى سوء نية فى مهاجمة نظام الحكم، ثم قال له: إن من الضرورى أن يتوافر للأدب قدر من الحرية، لينقل صورة واقعية حقيقية عن المجتمع، وإذا لم يجد الأدب هذا القدر من الحرية مات واضمحل تأثيره.
واستطاع الدكتور ثروت عكاشة إقناع عبد الناصر بأن حرية الأدب هى أفضل دعاية للنظام فى الخارج، وبالفعل اقتنع عبد الناصر، وقال للدكتور ثروت عكاشة: "اعتبر المسألة منتهية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة