أكرم القصاص - علا الشافعي

شريف عارف

"دولة العشوائيات".. والمتاجرة بـ "أحلام الغلابة"

الخميس، 21 أكتوبر 2021 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المصريون لديهم الحصانة الكافية، للوقوف والصمود أمام الإدعاءات والأباطيل، وتجاوزها بفضل عمقهم الحضاري الضارب في أعماق التاريخ. هذه حقيقة لاتقبل التشكيك أو أن يتم تصنيفها كنوع من المبالغة أو التهويل.

المثل واضح للعيان، في هذا الصمود الكبير أمام الألة الدعائية التي يملكها ويديرها التنظيم الدولي للإخوان والمتعاملون معه. فعلى مدى 7 سنوات مضت، أدارت هذه الألة أبشع صور التضليل والكذب مستخدمة كل الأدوات، مابين وصف أعظم ثورات التاريخ بإنها " إنقلاب"، وحتى الإدعاءات الباطلة، التي تظهر يومياً في شكل شائعات مسمومة أو قصص ساخرة، هدفها تحطيم وتدمير أي إنجاز يحدث على أرض مصر.

دولة " 30 يونيو " وجمهوريتها الجديدة، إقتحمت – بكل جرأة – ملفات لم تستطع أنظمة قبلها أن تقتحمها. وأن تحقق فيها نجاحات كانت محل تقدير.

في مقدمة هذه الملفات ملف " العشوائيات"، وهو أخطر الملفات الذي لا ينسب إلى عهد بعينه، لكن العقود الأخيرة وحدها ، كانت كفيلة بإظهار مدى وحشيته، وخطورته على سلامةالمجتمع ككل.

الأخطر أن " ملف العشوائيات"، هو أكثر الملفات التي خضعت لعمليات " تجارة" من كل الأطياف تقريباً، فقاطنيها هي الفئة المطحونة، التي عصفت بها الظروف المجتمعية، أو ما نسميهم بـ " الغلابة".

خضع " الغلابة" ومجتمعاتهم العشوائية لأبشع تجارة من "الإسلام السياسي "، بهدف السيطرة وتجهيز الرجال القادرين على المواجهة، وأن تكون هذه المناطق على وجه التحديد، بعيدة عن سيطرة الدولة وأجهزتها، وبالتالى يسهل عليها أن تكون مشروعاً مستقبلياً لهم ولأفكارهم الهدامة، وأغراضهم غير المشروعة في تأسيس مجتمع موازى، له قواعده وأعرافه وقوانينه، التي هي – بالطبع – بعيدة عن قوانين الدولة الأم.

أحداث السنوات العشر الماضية، وما أعقب ثورة 25 يناير على وجه التحديد، أظهرت حجم المتاجرة التي خضعت لها هذه المناطق، وكيف تم استغلالها كمناطق لـ " التفجير المجتمعي"، في تربية أجيال نشأت على العنف واستخدام القوة لجلب ما تعتقد أنه حقها ، الذي سلبته " الدولة الظالمة"!

أصبحت العشوائيات أرضاص خصبة، لنبات كل ماهو ضد الدولة المصرية من مخازن السلاح والاتجار بالمخدرات، حتى الخروج عن صحيح الدين بأفكار جديدة، تدمر الثوابت التي صنعت هوية المصريين عبر التاريخ، في التسامح والايمان بالآخر.

كان طبيعياً، أن تتعرض الدولة المصرية وهي تقتحم هذا الملف على وجه التحديد إلى حملات تحريض، فقد أصابت المتاجرين في مقتل، بقذيفة وطنية!

توقفت طويلاً أمام تساؤلات محددة طرحها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أيام في افتتاح منطقة الاسكان البديل للمناطق غير الآمنة من منطقة السادس من أكتوبر.. تساءل الرئيس في حديثه للمصريين عموما عن زحف العشوائيات إلى أراضي الدولة قائلاً: " "مش عاوزين تحلموا لبلدكم ولنفسكم ليه؟.. ليه راضيين تحطوا قالب طوب على الأراضي الزراعية وخلاص؟".

النقطة الهامة التي تتطلب التوقف أمامها هي تأكيد الرئيس على أننا " نعالج أوضاعًا سابقة.. ولن تعالج إلا بتضافر جهودنا جميعًا مواطن ودولة".

هذه النقلة الكبيرة، من مجتمعات كانت يائسة إلى أخرى لديها رؤية وأمل بالمشاركة في صياغة المستقبل، هي نقلة نوعية بكل المقاييس. إنتصار كبير في الحرب على المتاجرين بـ " أحلام الغلابة"!

هذه النقلة تثبت أن مصر، لديها إرادة حقيقية في التغيير للأفضل، وتحسين أنماط المعيشة، وتدحض -في نفس الوقت الأكاذيب- التي تروجها الجماعة الآثمة وتنظيمها الدولي، من أن مصر تهتم بفئات بعينها، ولا تنظر إلى الفئات المهمشة.

مصر تمتلك قدرة التغيير ..بإرادة قوية ..وبمعاونة شعبها الصامد..

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة