أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف أخمدت الدولة حرائق الشائعات؟.. المجلس الأعلى للإعلام واجه أخطر حروب السوشيال ميديا بـ"الحجب والغرامة".. 250 ألف جنيه عقوبة مروجى الأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. ودراسات حديثة تشيد بمكافحة "الأكاذيب"

السبت، 23 أكتوبر 2021 12:06 م
كيف أخمدت الدولة حرائق الشائعات؟.. المجلس الأعلى للإعلام واجه أخطر حروب السوشيال ميديا بـ"الحجب والغرامة".. 250 ألف جنيه عقوبة مروجى الأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. ودراسات حديثة تشيد بمكافحة "الأكاذيب" شائعات - صورة أرشيفية
كتب كامل كامل – محمد السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كلما تتقدم الدولة خطوة تتصاعد الشائعات خطوتين، وكلما يتم افتتاح عدد من المشروعات القومية يحاول أهل الشر التغطية على الإنجازات بـ"الأكاذيب" وهو الأمر الذى دفع مؤسسات الدولة لمكافحة هذا الأمر، وجعلته أولوية قصوى لمجابهة "الفتن".

حروب الشائعات أولوية قصوى نظرا لأضرارها وخطورتها على المجتمع، فكثير من الشائعات دون لمجابهة يتسبب في فقدان الثقة بين "الدولة والشعب" وهو أمر لو تعلمون عظيم، فقدان الثقة بين "الدولة والشعب" كفيلة بانهيار الدولة ومؤسساتها.

الشائعات لها أضرار بالغة سواء على الاستقرار السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو على كل المستويات، فالشائعات الاقتصادية تربط دائما بالدعم والدخل والأسعار والاستثمار والسياحة وهى الأكثر خطورة لأنها تمس المواطن بشكل مباشر في حياتهم اليومية بل اللحظية.

 وهناك أنواع كثيرة من الشائعات منها الشائعة السريعة التي تنتشر بشكل سريع جدا كالنار في الهشيم، ثم سرعان ما يتم تكذيبها، بينما هناك الشائعة البطيئة الزاحفة، وهى التى تروج ببطء ويتناقلها الناس همسا وبطريقة سرية إلى أن يعرفها الجميع آخر الأمر، فضلا عن الشائعة العنيفة: التى تنتشر بين جماعات كبيرة فى زمن قصير، ومن أنماطها ما يروج أثر الكوارث العامة أو الأحداث الضخمة، والشائعة الغاطسة: تظهر فى وقت وظروف ثم تختفى وتظهر بعد فترة أخرى مثل شائعات الانتخابات أو تشكيل الحكومة.

 

الحجب والغرامة .. الأعلى للإعلام

من المؤسسات التي واجهت الشائعات بشكل كبير المجلس الأعلى للإعلام إذ حددت لائحة الجزائيات المعدة من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عقوبة قيام أي وسيلة إعلامية بنشر أو بث أخبار كاذبة أو شائعات أو الحض على الكراهية.

وجاء في اللائحة، أنه يعد قيام الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية أو الموقع الإلكتروني، بنشر أو بث أخبار كاذبة أو شائعات أو ما يدعو إلى مخالفة القانون أو التحريض على ذلك أو الحض على العنف أو الكراهية أو التمييز أو الطائفية أو العنصرية أو ما من شأنه تهديد وحدة النشيج الوطني، أو الإساءة الى مؤسسات الدولة أو الإضرار بمصالحها العامة أو إثارة الجماهير وإهانة الرأي الأخر أو نقل معلومات من مواقع التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحتها، مخالفة تقتضى توقيع جزاءات.

 

وجاء من بين الجزاءات، أداء مبلغ مالي لا يزيد مقداره عن مائتين وخمسين ألف جنيه مصري أو ما يعادل هذه القيمة بالعملة الأجنبية، منع نشر أو بث أو حجب الصفحة أو الباب أو البرنامج أو الموقع الإلكتروني لفترة محددة أو بصفة دائمة، وفق ما نقله موقع (اليوم السابع).

 

يذكر، أن لائحة الجزاءات والتدابير الإدارية والمالية، التي يجوز توقيعها على الجهات الخاضعة لأحكام قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الصادر بالقانون رقم 180 لسنة 2018، قد حددت عقوبة استخدام ألفاظ  أو عبارات تحمل سباً وقذفاً على وسائل الإعلام.

 

حيث نصت  المادة 16 من اللائحة، أنه يعد استخدام أو السماح باستخدام ألفاظ أو عبارات تحمل سبا أو قذفاً أو تشهيراً أو طعناً في الأعراض أو تحقيراً من الأفراد أو تشكيكاً في الذمم المالية أو انتهاك حرمة الحياة الخاصة للمواطنين أو بالتدليس على الجمهور أو اختلاق وقائع غير صحيحة، أو إلقاء اتهامات مرسلة دون دليل أو كانت تنطوي على تهديد، أو تؤذى مشاعر الجمهور، مخالفة تقتضى توقيع أحد الجزاءات التالية:

- لفت النظر

 

- الإلزام بتقديم اعتذار بذات طريقة الإبراز التي وقعت بها المخالفة.

 

- الإنذار

 

- أداء مبلغ مالي لا يزيد مقداره عن مائتين وخمسين ألف جنيه مصري أو ما يعادل هذه القيمة بالعملة الأجنبية.

 

- منع  نشر أو بث  أو حجب الصفحة أو الباب أو البرنامج أو الموقع الإلكتروني لفترة محددة.

 

- حجب المواقع الإلكترونية غير الشخصية لفترة محددة أو بصفة دائمة.

 

- حجب المواقع الإلكترونية الشخصية، التي يزيد عدد متابعيها على خمسة آلاف متابع لفترة محددة أو بصفة دائمة.

 

وقد انتبهت الدولة المصرية، طوال السنوات الماضية إلى خطورة ترك المجال مفتوحًا أمام الجماعات الإرهابية وإعلامها الموجه، لذلك عملت على مختلف الأصعدة لمواجهة تلك الآفة التي باتت المهدد الأول لأمن واستقرار مجتمعنا، وذلك على النحو التالي كما رصدت دراسة جديدة للمركز المصرى للفكر والدراسات :

 

تشريعات لمكافحة الشائعات
 

سن التشريعات اللازمة لمكافحة الشائعات: انتبه المشرع المصري إلى ضرورة وجود إطار قانوني يضمن عدم تحول السوشيال إلى منصات لترويج الأكاذيب والتحريض على العنف والإرهاب، لذا نص قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، الذي صدق عليه الرئيس السيسي في نهاية العام الماضي، على معاقبة كل شخص يثبت أنه وراء صنع أو ترويج أو تجنيد أو نشر أي شائعة كاذبة، بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد على 3 سنوات وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تتجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، على أن تتضاعف العقوبة حال إذا ما ترتب على الشائعة وفاة أو إصابة شخص أو أكثر.

 

كذلك لم يغفل قانون مكافحة الإرهاب خطر الشائعات، حيث إنه جرم، في المادة 29- من يستغل وسائل الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للأفكار والمعتقدات الداعية إلى ارتكاب أعمال إرهابية، أو لبس ما يهدف إلى تضليل السلطات الأمنية، أو التأثير على سير العدالة في شأن أية جريمة إرهابية، أو لتبادل الرسائل وإصدار التكليفات بين الجماعات الإرهابية أو المنتمين إليها، أو المعلومات المتعلقة بأعمال أو تحركات الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية في الداخل والخارج، ومعاقبة من يخالف ذلك بالسجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنين.

 

وتجدر الإشارة إلى أن مواد مواجهة الشائعات ليست حديثة العهد، فقد نصت المادة رقم 188 من قانون العقوبات، على أن يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألفا أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من نشر بسوء قصد أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقًا مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبًا إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

 

كذلك تنص المادة 102 مكرر من القانون ذاته على معاقبة كل من أذاع ونشر الأخبار والبيانات الكاذبة التي من شأنها تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة، بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيهًا ولا تجاوز مائتي جنيه، على أن تغلظ عقوبة إلى السجن وغرامة لا تقل عن خمسين جنيهًا ولا تجاوز مائتي جنيه حال وقعت الجريمة في زمن الحرب. كما ينص البند (د) من المادة 80 على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مصري أذاع عمدًا في الخارج أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها واعتبارها أو باشر بأية طريقة كانت نشاطًا من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وتكون العقوبة السجن إذا وقعت الجريمة في زمن حرب.

 

الحكومة ورصد الأكاذيب
 

ويقوم المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، بدور راصد الشائعات، حيث أنه يصدر تقارير لنفي الشائعات التي تنتشر سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض المنصات الإلكترونية غير المسئولة، بعد تواصل المركز مع الجهات المعنية بالوزارات.

 

ضبط مروجي الشائعات: نجحت أجهزة الأمنية المصرية في ضبط عدد من الشخصيات التي تقود حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لترويج الشائعات ونشر أخبار مغلوطة، فلا تترك الجماعة الإرهابية أي فرصة إلا وتستغلها لتحقيق الإثارة وبث الرعب.

 

دورات تدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ: نظمت وزارة الأوقاف دورات لتأهيل شباب الأئمة والواعظات، للوصول بالفكر الوسطي والثقافة الإسلامية إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، كما يتم تدريبهم على كيفية استخدام السوشيال ميديا والتعامل مع الجمهور بشكل مختلف، للوصول إلى الناس وفق احتياجاتهم ومتطلبات العصر.

 

لا للشائعات
 

• حملة لا للشائعات: إدراكًا من الأزهر للتأثير الضار الذي تسببه الشائعات والأخبار الكاذبة على الأفراد والمجتمعات، وما تحمله من تهديد للسلم والأمن المجتمعي، أطلق “مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية” حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “لا للشائعات”، ينشر فيها المركز عددًا من المحتويات التي تدعو إلى تعزيز القيم والأخلاق والسلوكيات الإنسانية التي تدعم بناء وطن مستقر يقوم على أسس قوية، ويبيِّن فيها المركز الأضرار التي تحدثها هذه السلوكيات من هدم للأوطان والمجتمعات وزعزعة الثقة المتبادلة بين أفراد الوطن الواحد، وكذلك ما يترتب على هذه السلوكيات من إثم شرعيٍّ يستوجب العقوبة في الدنيا والآخرة، وتهدف الحملة إلى كيفية التصدي لهذه الأخبار الكاذبة من خلال تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ونصوصه المقدسة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة