محمود دياب (1932- 1983) واحد من الكتاب الكبار فى ثقافتنا المصرية والعربية، وأنا أتعجب أن اسمه لا يتردد كثيرا فى الأوساط الثقافية الآن مع أن دوره وفضله كبير وواضح، فهو كاتب متميز فى المسرح والقصة وقد قدم أول أعماله قصة "المعجزة" عام 1960 ، وحصلت على جائزة مؤسسة المسرح والموسيقي، تابعها بمجموعة من القصص القصيرة "خطاب من قبلى"، حصل بها على جائزة نادى القصة عام 1961.
بينما كانت بدايته مع المسرح عندما قدم مسرحية البيت القديم عام 1963 والتى حازت على جائزة المجمع اللغوى المصرى وقدمت فى القاهرة والأقاليم والسودان والعراق وسوريا، وتتابعت أعماله المسرحية بمسرحية "الزوبعة" عام 1966 وحاز عليها بجائزة منظمة اليونيسكو لأحسن كاتب مسرحى عربى، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ومسرحية "الغريب" ذات الفصل الواحد وقدمها المسرح القومى المصرى ومسرحتا "الضيوف والبيانو" التى قدمتا فى مصر وسوريا وبعض الدول العربية، ومسرحية "ليالى الحصاد" عام 1968 ومسرحية "الهلافيت" عام 1970 ومسرحية "باب الفتوح" ومسرحية "رسول من قرية تميره" ومسرحية "اهل الكهف 74" ومسرحية "الرجل الطيب فى ثلاث حكايات"، وهم "رجال لهم رؤوس"، "الغرباء لا يشربون القهوة"، " اضبطوا الساعات"، وقد قدمت "الغرباء لا يشربون القهوة" بعد أن ترجمت إلى الإنجليزية على المسرح فى لندن، وقدم مسرحية "دنيا البيانولا" الغنائية على مسرح البالون ومسرحية "أرض لا تنبت الزهور" وأوبريت "موال من مصر".
كما قدم محمود دياب فى بداية أعماله قصة "الظلال فى الجانب الآخر" التى أنتجت فيلما سينمائيًا وحازت على جائزة فيلم فى دول العالم النامى، ورواية "طفل فى الحى العربي" عام 1972 حيث ترجمت إلى الفرنسية وأعدت مسلسلًا إذاعيًا فى مصر.
كما قدم محمود دياب سيناريو وحوار لأعماله المسرحية "ليالى الحصاد" و"الزوبعة" و"انتقام الملكة الزباء" كمسلسل تليفزيونى فى مصر وسوريا، كما قدم "دموع الملائكة" و"إلا الدمعة الحزينة" حيث أخرجها للتليفزيون المخرج حسام الدين مصطفى.
ومن أعمال محمود دياب السينمائية، "سونيا والمجنون"، عن قصة الجريمة والعقاب، إخراج حسام الدين المصطفى وحازت على جائزة أحسن حوار فى مصر عام 1977، ومن موسكو على جائزة أحسن فيلم نفذ عن قصة الجريمة والعقاب منافسة مع الفيلم الأمريكى والبريطانى لذات القصة، و"الأخوة الأعداء"، وقد تنازل عن وضع اسمه فى مقدمة الفيلم بعد خلافات مع المخرج، وحصلت على جائزة أحسن فيلم فى مصر، و"الشياطين"، و"ابليس فى المدينة"، وتوفى محمود دياب، فى أكتوبر 1983 عن عمرًا يناهز الخمسين عامًا.
كل هذا السجل وأكثر من صنع محمود دياب، ومن هذا المنطلق أتمنى من وزارة الثقافة أن تبحث فى تراثه هو ومن يشبهه من الكتاب الكبار الذين أثروا الثقافة، وأن يعاد لأسمائهم البريق الذى يليق بهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة