مؤكد أن "أسبوع القاهرة للمياه"، أصبح منصة دولية وعالمية للحوار حول قضايا المياه، ويعكس ريادة مصر نحو تسليط الضوء ووضع خريطة وطاقة نور للعالم حول التحديات التي من الممكن تعكر السلام والأمن الإقليميين والدوليين، وذلك من خلال جهود مضنية وإرادة سياسية دؤوبة، وبما أن قضية المياه أصبحت من أخطر التحديات على الأجندة العالمية في وقت الراهن، فإن مصر تضعها على رأس أولوياتها لإيمانها الكامل بأن هذه القضية تمس الحق الأصيل لكل إنسان في النفاذ للمياه، غير أن المياه ونهر النيل بالنسبة لمصر قضية وجودية.
وأهمية المؤتمر أنه يأتي في ظل تصاعد التحديات العالمية فيما يتعلق بقضية المياه، وأبرز تلك التحديات هو تصاعد أزمة الشُح المائي ونُدرة المياه لأسباب وعوامل طبيعية وبشرية، والارتفاع المضطرد في مُعدلات النمو السكاني، وتغير المناخ، خلاف التحدى الأخطر وهو إنشاء مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية، بطرق تخالف القوانين والاتفاقيات الدولية بشكل غير مدروس ودون مراعاة لأهمية الحفاظ على سلامة واستدامة الموارد المائية الدولية.
وأعتقد أن هناك عدة أمور مبشرة رغم خطورة هذه التحديات وتصاعدها، وهو ما عرضه رئيس الوزراء خلال كلمته بالمؤتمر، أهمها أن الدولة المصرية في يقظة تامة، وتمتلك آليات المواجهة والقدرة على تخطى تلك التحديات، وذلك من خطة مدروسة وطموحة تشمل الحصول على مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي، وتحسين جودة المياه، ومعالجة ندرة المياه، من خلال تعزيز كفاءة استخدام المياه وإعادة التدوير ووسائل وآليات أخرى تضمن الاستغلال الأمثل للمياه.
والنماذج على هذا كثيرة، وأهم تلك النماذج، وفقا لما جاء في كلمة رئيس وزراء مصر بالمؤتمر، قيام الدولة المصرية بتنفيذ مبدأ الإدارة المتكاملة لموارد المياه على جميع المستويات، بما في ذلك التعاون في مجال موارد المياه العابرة للحدود، وكذلك جعل قطاع المياه والصرف الصحي أكثر استدامة، حيث وصلت تغطية مياه الشرب المُدارة بأمان إلى نحو 98٪ من المواطنين، بل تمت زيادة الصرف الصحي المُدار بأمان من 50٪ إلى 65٪، إضافة إلى مشروعها القومى لتبطين الترع الذى يمثل نقلة نوعية لترشيد مياه الرى وتحقيق عدالة توزيع المياه، وكذلك اتباع نظم الرى الحديثة التي قطعا تحدث طفرة حقيقية في مواجهة تحدى شح المياه، فضلاً عن تعزيز حصاد المياه وذلك من خلال سعيها الدؤوب لتطبيقات الرى الذكى وتحلية المياه، تطبيقا لأهداف التنمية المستدامة والعمل على مضاعفة الإنتاجية الزراعية.
وأخيرا، نستطيع القول، إنه رغم التحديات وخطورة قضية المياه إلا أن مؤتمر أسبوع المياه، حمل رسائل عدة للعالم أجمع تكشف حجم هذه التحديات وخطورتها على الأمن والسلام الدوليين، وكذلك حمل رسائل طمأنة على المستوى الداخلى، تعكس نجاح التعامل وكيفية مواجهة الأزمة لضمان الحصول على مياه آمنة ونظيفة وكافية وحماية حقوق الإنسان وجميع الحقوق المتعلقة بالمياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة