من بعيد جدا وعكس كل التوقعات خرج موسيمانى رافعا راية الانتصار لنظريته ورؤيته فى تشكيل الأهلى أمام الإسماعيلى الذى منحه فوزا عريضا برباعية نظيفة، لم يكن فى حسبان أكثر المتفائلين من جمهور الأهلى بعد إعلان التشكيل.
الكل دون استثناء هاجم موسيمانى على التشكيل وطريقة اللعب، وطفت تساؤلات حائرة، كيف يجلس محمد شريف على الدكة ويبدأ الأهلى دون مهاجم صريح، مع ظهور الجنوب أفريقى بيرسى تاو من البداية وهو العائد من إصابة طويلة وربما يكون غير لائق بدنيا، وكذا إشراك أفشة على الجناح على عكس وضعيته المعتادة فى الأهلى كصانع ألعاب.. ما يهيئ أن الدنيا كلها فى كوم وموسيمانى فى كوم تانى، وخرج صوت واحد فى وقت واحد من الجميع "موسيمانى بيفتى".
ومع انطلاق المباراة دارت فى الأذهان أن الأهلى سيلعب مدافعا بطريقة 4-3- 3 بوجود ثلاثى فى خط الوسط وهى الطريقة التى ثبت فشلها كثيرا فى مباريات سابقة لعبها الأهلى هكذا.. إذ بنا نفاجأ بتكتيك مخادع من موسيمانى بالاعتماد على حمدى فتحى كليبرو متقدم أمام قلبى الدفاع، وتبقى طريقة اللعب 3- 4- 3 واعتبارية الظهيرين على معلول وأكرم توفيق لاعبى وسط بجوار السولية وديانج، وأمامهم الثلاثى أفشة، مكسيمونى، وبيرسى تاو، وما أدارك ما حدث فى المباراة جراء هذه التركيبة الغريبة والفريدة من نوعها على الأهلى نفسه!.
بعد دقائق قليلة كان الإسماعيلى يمنى النفس بالتفوق وحاول الضغط على الأهلى ووصل بالفعل لمرمى على لطفى، ولكن الضربة القاضية جاءت مضادة وعنيفة من الجانب الأحمر التى انفجرت فى وجه كل ما هو أصفر داخل ملعب برج العرب، وتوالت الأهداف تباعا.. على مدار 10 دقائق فقط اهتزت الشباك ثلاث مرات من الدقيقة 21 لـ 31، ليسقط الدراويش أرضا دون مقاومة للطوفان الأحمر بقيادة الساحر بيرسى تاو الذى صال وجال ودخل قلوب الجماهير سريعا بحماسه وأدائه ومجهوده الجبار.. زادت الروعة فى الشوط الثانى بهدف رابع رائع من القادر أحمد عبد القادر، هذا كله والأهلى يلعب منتقصا بطرد أليو ديانج.
الأهم فى تلك المباراة وأحداثها ما يمكن أن نعتبره عظة فى كرة القدم.. فالحكم المبكر والمبدئى على أى أفكار أو رؤى تكتيكية ليس جائزا أن ينال الانتقاد دون مشاهدة النتيجة على أرض الواقع.. وسبحان الله على الفارق فى تقييم موسيمانى قبل وبعد المباراة.. شيء أشبه بالفارق بين السما والأرض.
ويبقى أيضا أمر يستحق النقاش والنظر إليه بعين الاعتبار، ماذا لو لم يوفق الأهلى أمام الإسماعيلى، وكيف سيتعامل الجمهور مع موسيمانى؟.. الأكيد كان سينال من الانتقادات الكثير والكثير.. والأكيد أكثر أن التوفيق ساعد موسيمانى فى الحكم على تجربته الجديدة بالفكر الجديد والتشكيل الجديد الذى شهد لأول مرة البدء بالخماسى الأجنبى أساسيا، وكان الجميع عند حسن الظن.
وهنا يبقى السؤال، هل نجاح تجربة موسيمانى الجديدة ستطيح بأسماء كبيرة وكثيرة من تشكيل الأهلى مثل كهربا وحسين الشحات ومحمد شريف والوافد الجديد حسام حسن، وهل يستمر موسيمانى على الاعتماد على نفس الأسماء، أم سيجرى روتيشن بين اللاعبين وتغيير التشكيل من مباراة أخرى.. فى رأيى أن هذا الأداء القوى وضع المدرب الجنوب أفريقى أمام أزمة فنية، ولكنه قد ينجح فى الخروج من تلك الأزمة بحول وابتكارات جديدة يفاجئنا بها بعد أن رفعنا له القبعة عقب مباراة الإسماعيلى، بعد انتقادات وهجوم علنى حتى من جماهير الأهلى أنفسهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة