قدم "تليفزيون اليوم السابع" بثاً مباشراً من قلب إحدى المناطق الشعبية بمدينة الأقصر، رصد خلاله قصة كفاح سيدة تعمل فى مقهى منذ طفولتها لتربية أشقاؤها الفتيات الخمسة ونجحت فى تجهيز الجميع وتزويجهم، وحالياً مستمرة فى العمل للإنفاق على أبناؤها وأحفادها من رزق المقهى، وهى السيدة "أم هيام" البالغة من العمر 51 سنة وتعمل بالمقهى الخاص بوالدها المتوفى منذ كانت 10 سنوات.
وفى البداية تقول أم هيام لـ"اليوم السابع"، انها بدأت رحلة الكفاح فى المقهى مع والدها منذ أن كان عمرها 10 سنوات وهى تذهب مع والدها فى منطقة المنشية بوسط مدينة الأقصر، وكان فى البداية والدها يبيع المشروبات الساخنة على "نصبة" صغيرة عبارة عن 2 قفص خشبى وبجواره بوتجاز صغير جداً ليكسب الرزق الحلال لأسرته التى لا يوجد بها شباب يساعدونه فى العمل ، حيث رزقه الله بـ6 فتيات وقررت الكبرى "أم هيام" أن تكون هى الرجل لأسرتها وتساعد والدها فى بيع الشاى والمشروبات الساخنة لأصحاب المحلات والتجار بالمنطقة.
وأضافت أم هيام التى أصبحت حالياً جدة ولديها حفيدين، أنها بعد فترة من العمل على القفصين لبيع المشروبات الساخنة من شاى وقهوة وأعشاب للمحلات المحيطة بهم، قرر والدها الذى توفى منذ 21 سنة، أن يتوسع فى العمل واستأجر محل صغير بعقد مفتوح وبعدها بفترة قام بتأجير محل آخر وتم فتحهما على بعض كمقهى أكبر تستقبل الزبائن داخلها وأصبح له شريك فى العمل، وبعد وفاته ظلت تعمل فى المقهى وحتى الآن نظراً لكونها الإبنة الكبرى فى أشقاؤها الفتيات، وبالفعل أكرمها الله فى تربية أشقاؤها وزواجهن جميعاً، وهى تزوجت أيضاً ولديها طفلين هما "هيام" متزوجة ولديها 3 أولاد وتنفق عليهم حالياً لظروف أسرية لإبنتها، والإبن الآخر "محمد" 12 سنة، قائلة:- "لو جبتوا اخواتى البنات هيقولوا إنى أبوهم اللى رباهم وكبرهم وساعدهم لحد الجواز، أنا طول عمرى بشتغل عشان اخواتى وأوفر ليهم الرزق الحلال، وكل حلمى دلوقتى بعد مهمتى ما قربت تخلص إنى أزور النبى وأروح عمرة".
وأكدت أم هيام البالغة من العمر 51 سنة، أنها تستقيظ يومياً من السادسة صباحاً لتفتح المقهى وتستقبل زبائنها وتعمل داخلها حتى الساعة 12 ليلاً موعد الغلق، وهى تعمل بنفسها وتقوم بتوزيع الشاى والقهوة وغيرها من المشروبات على الجميع بنفسها، رغم ظروف إصابتها بمشكلات فى القدم تصعب عليها الحركة كثيراً، موضحةً أن كافة جيرانها وأصحاب المحلات حولها يقفون بجوارها ويعاملونها أفضل معاملة، حيث أنها منذ طفولتها بينهم ويراها الجميل رجل وليست سيدة تعمل فى السوق.
فيما قال أصحاب المحلات المجاورة بمقهى أم هيام، أنها سيدة مكافحة وجميعهم يرونها منذ طفولتها بصورة يومية من السادسة صباحاً وحتى الساعة 12 ليلاً، وتقوم بتوفير الرزق الحلال لها وأسرتها وتعمل بكل جدية ولم يشكو منها أحد من أبناء المنطقة نهائياً، حيث قال الحاج أحمد أن أم هيام تستحق كل الدعم والتقدير على أكثر من 41 سنة من العمل الشاق فى مهنة الرجال ورفع رأس والدها أمام الجميع.
وأضاف الحاج أحمد لـ"اليوم السابع" أنها تحاول قدر الإمكان توفر إمكانيات المعيشة لأسرتها، حتى ساهمت فى زواج كافة أشقاؤها الخمسة وإبنتها، وتنفق حالياً على إبنتها وإبنها وأحفادها لوجود خلافات زوجية مع إبنتها، قائلاً:- "أم هيام جبل ماشاء الله عليها وتستاهل كل خير، شالت بيت فيه أمها و5 أخوات بنات، ودلوقتى مستمرة فى كل ده وكمان بنتها وأحفادها الاتنين بتصرف عليهم، وكل ده من القهوة وشغلها من الفجر لحد آخر الليل بنفسها وبإيديها".
ويقول أحمد العطيفى أحد شباب منطقة المنشية، إن الحاجة أم هيام هى مثال للكفاح والعمل الشريف، فهم كأبناء منطقة المنشية يتابعونها يومياً تفتح أبواب المقهى فى السادسة صباحاً وتعمل دون كلل أو ملل رغم خطواتها الصعبة لظروف قدمها المولودة بها ولا تستطيع السير بشكل طبيعي، مؤكداً على أن الجميع يحترم ويقدر أم هيام لدورها فى العمل فى المقهى لتوفير الرزق لأسرتها، وكل شباب المنطقة يدعمونها ويقفون بجانبها طوال السنوات الماضية فى أى ظروف تتعرض لها خلال العمل بالمقهى.
.. قصة أم هيام المكافحة 40 سنة فى مقهى شعبى بالأقصر
أصحاب المحلات حول مقهى أم هيام
أكثر من 40 سنة كفاح لأم هيام بمقهى شعبى
المكافحة 40 سنة فى مقهى شعبى بالأقصر
المكافحة تبدأ يومها فى 6 صباحاً وتنتهى 12 ليلاً
أم هيام أخواتى بيعتبرونى أبوهم وأخوهم اللى بيربي ويكبر ويجوز الكل
أم هيام تعمل بنفسها فى المقهى منذ 40 سنة
أم هيام داخل المقهى خلال العمل يومياً
أم هيام زوجت أشقائي الخمسة وإبنتى وأوفر لهم مصاريف الحياة
أم هيام مع جيرانها بالمنطقة
تعمل منذ عمر 10 سنوات بالمقهى لتربية أشقاؤها الخمسة وإبنيها وأحفادها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة