أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29 أكتوبر 1954.. «عبدالناصر» بعد فشل محاولة «الإخوان» لاغتياله: لست أفهم تحت أى اسم يسير بنا «الهضيبى» فيعطى كل واحد مسدسا ليقيم الدين!

الجمعة، 29 أكتوبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 29 أكتوبر 1954.. «عبدالناصر» بعد فشل محاولة «الإخوان» لاغتياله: لست أفهم تحت أى اسم يسير بنا «الهضيبى» فيعطى كل واحد مسدسا ليقيم الدين! جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توالت على مقر رئاسة مجلس الوزراء بالقاهرة، وفود شعبية من أنحاء الجمهورية، تعلن استنكارها محاولة جماعة الإخوان لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، يوم 26 أكتوبر 1954، وفى مساء 29 أكتوبر، مثل هذا اليوم 1954، ألقى «عبدالناصر» خطابا أمام أكثر من ربع مليون عامل، احتشدوا بميدان الجمهورية بالقاهرة، حسبما يأتى فى الكتاب الأول من «محكمة الشعب»، الذى يتضمن مضبطة محاكمة محمود عبداللطيف، المتهم الأول فى محاولة الاغتيال والذى أطلق ثمانى رصاصات ضد «عبدالناصر» أثناء إلقاء خطابه بميدان المنشية.
 
كان محمود عبداللطيف، وطبقا لأقواله أمام المحكمة، عضوا فى الجماعة منذ عام 1943، وانضم إلى «التنظيم الخاص» قبل محاولة الاغتيال بأربعة شهور فى خلية تضم: هنداوى دوير - محام، وسعد حجاج- سمكرى فى إمبابة، ودرس دروس الابتدائية أربع سنوات فى القسم الليلى ورسب فيها، وكان يسكن فى غرفة على السطوح وله ثلاثة أولاد وزوجة، واعترف بأن هنداوى دوير أفهمه أن «اتفاقية الجلاء» التى تم توقيعها لجلاء الاحتلال الإنجليزى عن مصر نكبة، وأعطت للإنجليز كل حاجة، وأن قتل جمال عبدالناصر باعتباره عدو الإسلام يعتبر جهادا فى سبيل الله والإسلام، ودلل على ذلك ببعض الآيات القرآنية.
 
بعد فشل المحاولة كانت عمليات القبض تتوالى على عناصر جماعة الإخوان، وكان حسن الهضيبى مرشد الجماعة هاربا «تم القبض عليه يوم 30 أكتوبر 1954»، وهو ما يبدو فى خطاب عبدالناصر بميدان الجمهورية، كما سنجد فى الخطاب صدى الحالة الاجتماعية والثقافية لمحمود عبداللطيف. 
 
 كان خطاب عبدالناصر، فى ميدان الجمهورية ارتجاليا وحماسيا، شن فيه هجوما ضاريا ضد جماعة الإخوان، ومرشدها حسن الهضيبى،  قال: «حينما قلت بعد توقيع اتفاقية الجلاء إن الجهاد الأصغر قد انتهى وبدأ الجهاد الأكبر، كنت أعنى أنكم أنتم يا شعب مصر ستدافعون عن حريتكم وكرامتكم وعن عزتكم، هذا هو الجهاد الأكبر الذى قلت لكم عنه بعد الاتفاقية، وقلت إنه بدأ، هذا هو الجهاد الأكبر والكفاح الأعظم الذى ستكافحون أنتم من أجله ضد الضلال والخداع، وقلت بعد أن قامت الثورة إن لها أهدافا عظاما، وأن هدفها الأول هو القضاء على الاستعمار وأعوانه من الخونة، وبعد توقيع الاتفاقية قلت إننا لم نحقق إلا هدفا واحدا من أهداف الثورة، لأن هدف الثورة الأكبر هو بناء مصر وإقامة عدالة اجتماعية بين أبنائها جميعا، وحينما قلت إن اليوم قد انتهى الجهاد الأصغر وبدأ الجهاد الأكبر، كنت أنظر دائما إلى الماضى، وأرى أن بعض أبناء الوطن كانوا يستغلون الأحداث، وبهذا وقف كفاح الوطن فى منتصف الطريق، وكنت أقصد أن أنبه إلى الخطر إذا استمعنا إلى الخداع.
 
قلت إن الهضيبى قد اختفى فجأة، وأعلن الجهاد من مخبئه، لا ضد اليهود ولا ضد الإنجليز، وإنما ضد الثورة ورجالها، هؤلاء الذين قاموا فى 23 يوليو 1952 يحسون بمشاعركم ويطالبون بمطالبكم، اختفى فجأة وأعلن الجهاد ضد الثورة، فبينما كنت أعلن منذ زمن طويل وبعد الاتفاقية «الجلاء» أن يدى ممدودة، وهاتوا أيديكم فلنتعاون من أجل البناء والمستقبل، كنت أعلم ماذا يديره الهضيبى وأعوانه».
 
يضيف: «فى الوقت الذى كنا نحارب فيه الفقر ونبنى بلدا عزيزا كريما يتمتع الجميع فيه بالمساواة، كان الهضيبى يستغل الفقر لبث الأحقاد والبغضاء فى نفوس الشعب تحت اسم الدين والإسلام، إن محمود عبد اللطيف، الفقير الذى كنا نعمل من أجله، ومن أجل مستقبل أولاده لنزيح الفقر عنه، ونوفر له حياة اجتماعية يشعر فيها بالسعادة، ونتيح التعليم لأولاده ونرفع مستوى معيشته، كان الهضيبى باسم الدين والإسلام يبث فى نفسه روح الحقد والكراهية والضغينة، نحارب الفقر لكى نقيم مجتمعا نظيفا متمتعا بالعزة والسيادة والكرامة، لكن الهضيبى كان يستغل الفقر لينشر البغضاء وليقيم الخراب بين أرجاء الوطن، وبينما نقول تعالوا جميعا لنشيد الوطن بالعرق والجهد، يقول الهضيبى تعالوا نمسك طبنجة ونقتل باسم الدين.
 
إن الدين تعاون وتسامح وليس كراهية وبغضاء، لست أفهم تحت أى اسم يسير بنا الهضيبى فيعطى كل واحد مسدسا ليقيم الدين، إنه لم يقصد قتل فرد أو أفراد، وإنما يقصد قتل المبادئ والمثل، إن جمال عبدالناصر موجود ولم يعتد أحد عليه منذ سنة ستة وثلاثين «1936»، واليوم يريدون أن يقتلوه لأنه ينادى بالكرامة والعزة والحرية، وإذا كان الهضيبى يعتقد أنه يستطيع أن يقتل الحرية ويقيم مكانها الضغينة والحقد باسم الدين، فالهضيبى نائم فى مخبئه، ونسى أن الحرية والكرامة والعزة ثبتت فى نفوس هذا الشعب ولن يتخلى عنها». 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة