تمر اليوم الذكرى الـ31 على ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية تتحدان من جديد تحت اسم جمهورية ألمانيا الفيدرالية، وذلك بعد أن انفصلتا عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
كانت ألمانيا قد قسمت إلى 4 مناطق محتلة كما قسمت العاصمة برلين، بعدما كانت مقراً لمجلس تحكم الحلفاء إلى أربعة أقسام، كان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فى أوروبا إلا أن التوتر الذى نجم عن الحرب الباردة جعل المناطق الخاضعة للسيطرة الفرنسية والبريطانية والأمريكية تتحد لتؤلف فى النهاية جمهورية ألمانيا الفيدرالية والتى تضمنت برلين الغربية فى عام 1949.
وفى المقابل، فقد تحولت فى نفس العام المنطقة التى كانت خاضعة للاتحاد السوفيتي إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية بما في ذلك شرق برلين، وأخذت كل من الألمانيتين تزعم بأحقيتها فى أن تكون الخليفة الشرعية لدولة ألمانيا السابقة.
وفى عام 1952 كانت أول دعوة لتوحيد ألمانيا، وكان صاحبها هو جوزيف ستالين، ومع حلول منتصف العقد 1980 ساد شعور لدى الألمانيتين بأن الأمل في التوحيد صعب المنال، ولاحت إرهاصات الوحدة مع إجراء انتخابات حرة في مارس 1990م في ألمانيا الشرقية وظهور شرط الوحدة للانضمام إلى الناتو.
بعد عدة أسابيع من فتح جدار برلين زار ألمانيا الديمقراطية عدد من المسؤولين الأوروبيين، وقد ظهر من خلال زيارات هؤلاء تحفظ فرنسا وإنجلترا بصفة خاصة تجاه إعادة توحيد ألمانيا، حاولت كلا الدولتين عرقلة الاتحاد بين ألمانيا الديمقراطية وألمانيا الاتحادية عن طريق وضع شروط سياسية تعيق تحقيقه.
وبحسب إذاعة صوت ألمانيا، وضع المستشار هيملوت كول هذه التحفظات بعين الاعتبار في كلمة ألقاها أمام أطلال كنيسة فراونكيرشه في مدينة درسدن في 19 ديسمبر 1989، ولاقت كلمته تقديرًا كبيرًا على مستوى العالم، فمن جهة أعلن كول احترامه لرغبة مواطنى ألمانيا الديمقراطية كيفما كانت هذه الرغبة، ومن جهة أخرى أقر بأنه لا يمكن إعادة توحيد ألمانيا إلا داخل بيت أوروبي واحد، فالوحدة الألمانية والوحدة الأوروبية وجهان لعملة واحدة.
وبهذا رفض هيلموت كول بوضوح أن تصبح ألمانيا الموحدة دولة محايدة، وأجابه الحاضرون من مواطني ألمانيا الديمقراطية بتصفيق حار، وبالرغم من هذا زار الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران (1916- 1996) بعدها بيومين ألمانيا الديمقراطية ليمنع انضمامها إلى ألمانيا الاتحادية، ومع بداية عام 1990 تمت إعادة توحيد ألمانيا فى إطار دولي يراعي مصالح الألمان ومصالح الحلفاء الذين انتصروا فى الحرب العالمية الثانية.
وقد تم الاتفاق على شروط الوحدة الألمانية من خلال مفاوضات ألمانية- ألمانية، وفي هذا الإطار أجرت الدولتان الألمانيتان أيضا مفاوضات مع القوى الأربع المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بخصوص أبعاد وتبعات السياسة الخارجية لاتحاد الدولتين الألمانيتين. هذه المفاوضات التي أطلق عليها اسم "عملية 2 + 4" انتهت بإعلان سيادة ألمانيا بموجب اتفاق "2 + 4" في 12 سبتمبر عام 1990، وفي الثالث من أكتوبر عام 1990 انضمت الولايات الخمس التي شكلت ألمانيا الشرقية أو الديمقراطية السابقة، إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية التي تضم اليوم 16 ولاية، وعلي إثر اتفاقية مايو م1990 والتمهيدية، وأيضًا معاهدة الاثنين والأربعة، تم التوحيد في 3 أكتوبر ١٩٩٠م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة