أكد وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، أن الأزمة مع الولايات المتحدة بسبب قضية الغواصات لا تزال خطيرة ولم تتم تسويتها، لكنه أعلن أن فرنسا ستعيد قريبا سفيرها إلى أستراليا.
وقال لودريان، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء أمام برلمان فرنسا، إنه أجرى محادثات "صريحة ومفصلة" مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي يزور هذا الأسبوع باريس.
وصرح لودريان مع ذلك: "الأزمة خطيرة، ولم تتم تسويتها بمجرد استئنافنا الحوار، وهي ستستمر وقت طويلا. الخروج منها سيتطلب منا أفعالا وليس كلاما".
وأشار إلى أن باريس وواشنطن تعملان على حل الخلاف من أجل التوصل إلى نتيجة حتى نهاية أكتوبر الجاري، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، سيجريان محادثات جديدة في أواسط هذا الشهر.
وذكر لودريان أن فرنسا ستعيد سفيرها، جان-بيير تتيبو، إلى أستراليا بعد سحبه بسبب الخلاف.
وأبلغ لودريان المشرعين الفرنسيين "طلبت من سفيرنا العودة إلى كانبيرا... لإعادة تحديد إطار علاقاتنا في المستقبل".
وفي 15 سبتمبر أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، بيانا مشتركا أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا.
ودخلت العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى إلى فترة أزمة مفتوحة حيث ألغت الحكومة الأسترالية بإقامة هذه الشراكة الجديدة صفقة بقيمة 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية وقررت استبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالوقود النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه "خيانة وطعنة في الظهر" و"قرار على طريقة" الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
ولاحقا أعلن وزير الخارجية الفرنسي أن باريس قررت استدعاء سفيريها من واشنطن وكانبيرا على خلفية هذه التطورات، كما اتهم لاحقا بريطانيا بـ"الانتهازية المستمرة".
وأجرى بايدن وماكرون بعد ذلك اتصالا هاتفيا تعهدا خلاله ببدء "مشاورات مكثفة" حول علاقات البلدين واتفقا على إعادة باريس سفيرها إلى واشنطن.