أكرم القصاص - علا الشافعي

رحيل سعيد ابن المسيب سيد التابعين.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 09 أكتوبر 2021 05:00 م
رحيل سعيد ابن المسيب سيد التابعين.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توفى سعيد بن المسيب فى سنة 94 هجرية، وهو برأى العلماء سيد التابعين، كانت حياته حافة بالعلم وطلبه، وقد عانى كثيرا من بنى أمية، لكنه صبر، فما الذى يقوله التراث الإسلامى عن سعيد؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "سعيد بن المسيب"

ابن حزن بن أبى وهب بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشى أبو محمد المدنف، سيد التابعين على الإطلاق، ولد لسنتين مضتا وقيل بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب، وقيل لأربع مضين منها، وقول الحاكم أبى عبد الله أنه أدرك العشرة وهم منه، والله أعلم. 

وروى عن عمر كثيرا، فقيل سمع منه، وعن عثمان وعلى وسعيد وأبى هريرة، وكان زوج ابنته، وأعلم الناس بحديثه، وروى عن جماعة من الصحابة، وحدث عن جماعة من التابعين، وخلق ممن سواهم.
 قال ابن عمر: كان سعيد أحد المتقنين، وقال الزهري: جالسته سبع حجج وأنا لا أظن عند أحد علما غيره، وقال محمد بن إسحاق، عن مكحول، قال: طفت الأرض كلها فى طلب العلم، فما لقيت أعلم من سعيد بن المسيب، وقال الأوزاعي: سئل الزهرى ومكحول من أفقه من لقيتما؟ قالا: سعيد بن المسيب، وقال غيره: كان يقال له فقيه الفقهاء. وقال مالك، عن يحيى ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب، كنت أرحل الأيام والليالى فى طلب الحديث الواحد، قال مالك: وبلغنى أن ابن عمر كان يرسل إلى سعيد بن المسيب يسأله عن قضايا عمر وأحكامه، وقال الربيع، عن الشافعي، أنه قال: إرسال سعيد بن المسيب عندنا حسن. وقال الإمام أحمد بن حنبل: هى صحاح، قال: وسعيد بن المسيب أفضل التابعين. قال على بن المديني: لا أعلم فى التابعين أوسع علما منه، وإذا قال سعيد مضت السنة فحسبك به، وهو عندى أجل التابعين. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان سعيد رجلا صالحا فقيها، كان لا يأخذ العطاء وكانت له بضاعة أربعمائة دينار، وكان يتجر فى الزيت، وكان أعور، وقال أبو زرعة: كان مدنيا ثقةً إماما، وقال أبو حاتم: ليس فى التابعين أنبل منه، وهو أثبتهم فى أبى هريرة، قال الواقدي: توفى فى سنة الفقهاء، وهى سنة أربع وتسعين عن خمس وسبعين سنة رحمه الله.
 
وكان سعيد بن المسيب من أورع الناس فيما يدخل بيته وبطنه، وكان من أزهد الناس فى فضول الدنيا والكلام فيما لا يعني، ومن أكثر الناس أدبا فى الحديث، جاءه رجل وهو مريض فسأله عن حديث فجلس فحدثه ثم اضطجع، فقال الرجل: وددت أنك لم تتعن، فقال: إنى كرهت أن أحدثك عن رسول الله ﷺ وأنا مضطجع، وقال برد مولاه: ما نودى للصلاة منذ أربعين إلا وسعيد فى المسجد، وقال ابن إدريس: صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة، وقال سعيد: لا تملؤا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم، لكيلا تحبط أعمالكم الصالحة، وقال: ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل الناس، وقال: ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله، ولا أهانت أنفسها إلا بمعصية الله تعالى. وقال: كفى بالمرء نصرة من الله له أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله. وقال: من استغنى بالله افتقر الناس إليه، وقال: الدنيا نذلة وهى إلى كل نذل أميل، وأنذل منها من أخذها من غير وجهها ووضعها فى غير سبيلها، وقال: إنه ليس من شريف ولا عالم ولا ذى فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغى أن تذكر عيوبه. وقال: من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله.
 
وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته على درهمين لكثير بن أبى وداعة، وكانت من أحسن النساء، وأكثرهم أدبا، وأعلمهم بكتاب الله، وسنة رسول الله (ﷺ)، وأعرفهم بحق الزوج - وكان فقيرا، فأرسل إليه بخمسة آلاف، وقيل: بعشرين ألفا، وقال: استنفق هذه. وقصته فى ذلك مشهورة، وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد فأبى سعيد أن يزوجه بها، فاحتال عليه حتى ضربه بالسياط، لما جاءت بيعة الوليد إلى المدينة فى أيام عبد الملك، ضربه نائبه على المدينة هشام بن إسماعيل وأطافه المدينة، وعرضوه على السيف فمضى ولم يبايع، فلما رجفوا به رأته امرأة فقالت: ما هذا الخزى يا سعيد؟ فقال: من الخزى فررنا إلى ما ترين، أى لو أحببناهم وقعنا فى خزى الدنيا والآخرة، وكان يجعل على ظهره إهاب الشاة، وكان له مال يتجر فيه ويقول: اللهم إنك تعلم أنى لم أمسكه بخلا ولا حرصا عليه، ولا محبة للدنيا ونيل شهواتها، وإنما أريد أن أصون به وجهى عن بنى مروان حتى ألقى الله فيحكم فى وفيهم، وأصل منه رحمي، وأؤدى منه الحقوق التى فيه، وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار. والله سبحانه وتعالى أعلم.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة