يعد إدوارد سعيد أحد أهم المثقفين الفلسطينيين وحتى العرب في القرن العشرين سواءً من حيث عمق تأثيره أو من حيث تنوع نشاطاته، بل إن هناك من يعتبره من أهم عشرة مفكرين تأثيراً في القرن العشرين، واليوم في ذكرى ميلاد المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد نتذكر مقتطفات من مسيرته العلمية والأدبية.
عمل إدوارد سعيد الذى ولد في القدس عام 1935 أستاذاً جامعياً للنقد الأدبي والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك وكان من الشخصيات المؤسسة لدراسات ما بعد الاستعمارية ومدافعاً عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وقد وصفه روبرت فيسك بأنه أكثر صوتٍ فعالٍ في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
نال إدوارد سعيد شهرة واسعة بكتابه "الاستشراق" المنشور سنة 1978، وفيه قدّم أفكاره واسعة التأثير عن دراسات الاستشراق الغربية المختصة بدراسة الشرق والشرقيين.
قامت أفكاره على تبيان وتأكيد ارتباط الدراسات الاستشراقية وثيقاً بالمجتمعات الإمبريالية معتبراً إياها منتجاً لتلك المجتمعات ما جعل للاستشراق أبعاداً وأهدافاً سياسيةً في صميمه وخاضعاً للسلطة ولذلك شكك بأدبياته ونتائجه، وقد أسس أطروحاته تلك من خلال معرفته بالأدب الاستعماري، وفلسفة البنيوية و"ما بعد البنيوية" ولاسيما أعمال روادهما مثل ميشيل فوكو وجاك دريدا.
أثر كتاب "الاستشراق" تأثيرا كبيرا في الأدب والنقد الأدبي فضلاً عن العلوم الإنسانية، وقد أثر في دراسات الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص حيث كان نقطة تحول فيما يتعلق بطرق وصف الشرق الأوسط، وقد جادل إدوارد سعيد حول نظريته في الاستشراق مع متخصصين في التاريخ، واختلف العديد معه ولاسيما المستشرقون التقليديون أمثال برنارد لويس.
حازت مذكراته "خارج المكان" المؤلفة سنة 1999 على العديد من الجوائز مثل جائزة نيويورك لفئة الكتب غير الروائية، كما حاز سنة 2000 جائزة كتب "أنيسفيلد-وولف".
بقي إدوارد سعيد نشطاً في مجالات اهتمامه حتى آخر حياته وتوفي بعد نحو عشرة أعوامٍ من الصراع مع مرض اللوكيميا سنة 2003.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة