تتصارع الدول وتشن الحروب من أجل الخلافات الحدودية، وتتوتر العلاقات حتى تتخطى هذه النزاعات الحدود وتكتسب أهمية دولية، ومثال على ذلك توتر العلاقات بين الدول وتعود خلفيتها إلى قرون سابقة، كصراع ملكية الجزر، فكثير من الجزر التى تقع على حدود دولتين يتم التنازع على ملكيتها، أو التنازع بسبب السيطرة عليها خلال الحروب، على سبيل المثال، جزر الكوريل، جزر دوكدو، سينكاكو، وغيرها .
ونستعرض نبذة عن بعض هذه الجزر..
جزر الكوريل ـ صورة أرشيفية
جزر الكوريل:ـ
ضمتها موسكو بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والواقعة شمال جزيرة هوكايدو اليابانية، محور نزاع إقليمي بين روسيا واليابان، ولا تزال طوكيو تطالب بها.
تقع جزر الكوريل، التى تتألف من أربع جزر بين شبه جزيرة كامشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية، وتمتد هذه الجزر على شكل قوسين تفصل بحر أخوتسك عن المحيط الهادئ. تمتد سلسلة هذه الجزر مسافة تقرب من 1200 كم. وتبلغ مساحتها الكلية 10.5 ألف كيلومتر مربع.
تشكل الجزر سلسلتين متوازيتين هما السلسلة الكبرى والصغرى، تضم السلسلتان 30 جزيرة كبيرة وعددا كبيرا من الجزر الصغيرة. تقسم الجزر إلى جزر الكوريل الشمالية وجزر الكوريل الجنوبية، وتتمتع الجزر بثروات كبيرة من نفط وغاز ومعادن، بالإضافة الي مخزونها الوفير من الثروة البحرية.
جزر الكوريل ـ صورة أرشيفية
وفي عام 2018 ، استؤنفت المحادثات الروسية اليابانية بشأن إعادة توحيد الجزر مع اليابان، خلال اجتماع قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال الأخير إن الطرفين اتفقا على تسريع عملية التفاوض بشأن معاهدة سلام تستند إلى الإعلان السوفيتي الياباني المشترك لعام 1956.
رئيس الوزراء الروسى
زيارة رئيس الوزراء الروسى جزر الكوريل توتر العلاقات مع اليابان
وفى يوليو الماضى، زار رئيس الوزراء الروسى ميخائيل ميشوتين جزر الكوريل المتنازع عليها، وأعلن خلال الزيارة أن السلطات تعتزم إقامة منطقة اقتصادية حرة في الأرخبيل، ما استدعى احتجاج اليابان.
وخلال زيارته إيتوروب التي تعد أكبر جزر الأرخبيل والواقعة في أقصى الشمال، اقترح ميشوتين إعفاء الجزر من الرسوم الجمركية وخفض ضرائب الشركات.
اليابان توجه احتجاجا رسميا لروسيا بسبب زيارة ميشوستين إلى إيتوروب
وفى ضوء ذلك، وجهت اليابان مذكرة احتجاج رسمية لروسيا، وذكرت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" أن وزارة الخارجية اليابانية استدعت السفير الروسي لدى طوكيو، ميخائيل جالوزين، للاحتجاج على زيارة رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، لجزيرة إيتوروب التي تعد واحدة من جزر الكوريل.
من جهتها أيضا استدعت وزارة الخارجية الروسية، السفير اليابانى لدى موسكو، تويوهيسا كوزوكى، يوليو الماضى، للاحتجاج على الخطوات غير الودية لطوكيو فى سياق مطالبات اليابان الإقليمية لروسيا المتعلقة باستعادة جزر الكوريل، داعية إلى تنفيذ ما توصل إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء اليابانى السابق شينزو آبي بشأن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين.
وذكر بيان للخارجية الروسية، أن نائب وزير الخارجية الروسي إيجور مورجولوف أعرب للسفير الياباني لدى موسكو عن احتجاج شديد على الخطوات غير الودية، التي اتخذتها طوكيو في الأيام الأخيرة في سياق مطالبات اليابان الإقليمية لروسيا.
يذكر أنه في عام 1956، وقع الاتحاد السوفيتي واليابان إعلانًا مشتركًا، وافقت فيه موسكو على النظر في إمكانية تسليم جزيرتين إلى اليابان في حالة إبرام معاهدة سلام. وكان الاتحاد السوفياتي يأمل بأن يقتصر الأمر على هذه النقطة، بينما اعتبرت اليابان الصفقة جزءًا فقط من حل هذه القضية، ولم تتخل عن مطالباتها بجميع الجزر(جزر كوريل). ولذلك لم تؤد المفاوضات اللاحقة إلى أي نتيجة. موقف موسكو هو أن الجزر أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفياتي نتيجة للحرب العالمية الثانية وأن سيادة روسيا الاتحادية عليها يعد أمرا لا شك فيه.
جزر دوكدو
صخور ليناكورت، أما التسمية الرسمية للحكومة الكورية الجنوبية هي جزيرة دوكدو، والتسمية اليابانية جزيرة تاكيشيما.
تقع الجزيرة وسط بحر الشرق الكورى أو بحر اليابان، على مسافة شبه متساوية بين الأراضى الكورية الجنوبية التى تقع غرب الجزيرة والأراضي اليابانية التي تقع شرق الجزيرة، وهي القضية التي لم تنته سياسياً بين اليابان و كوريا الجنوبية حتى الآن.
جزر دوكدوـ صورة أرشيفية
سول تستدعي دبلوماسيا يابانيا احتجاجا على ادعاء بلاده بملكية جزر دوكدو
ويوليو الماضى، استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، دبلوماسيا يابانيا رفيع المستوى، للاحتجاج على ادعاء اليابان بملكية جزر دوكدو الواقعة في أقصى شرق كوريا في تقرير سياسة دفاعية سنوي.
وأعربت الوزارة، حسبما ذكرت وكالة "يونهاب" الكورية، عن أسفها إلى نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة اليابانية في سول "هيروهيسا سوما" بعد أن أبلغ وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي عن التقرير الدفاعي لهذا العام.
وظهرت التوترات الإقليمية مجددا بالفعل بسبب إدراج جزر دوكدو في خريطة مسار تتبع شعلة أولمبياد طوكيو، الأمر الذي أثار دعوات في كوريا الجنوبية إلى مقاطعة أولمبياد طوكيو.
البرلمان الكورى الجنوبى ـ صورة أرشيفية
البرلمان الكوى الجنوبى يدين إدعاء اليابان بملكية جزر دوكدو على خريطة أولمبياد طوكيو
وأصدر البرلمان الكورى الجنوبى، قرارا يدين ادعاء اليابان بملكية جزر دوكدو، على خريطة منشورة على موقع اللجنة اليابانية المنظمة لأولمبياد طوكيو.
وورد فى القرار "يدين برلمان جمهورية كوريا بشدة وصف اللجنة اليابانية المنظمة لأولمبياد طوكيو جزر دوكدو بأنها أرض يابانية، على خريطة مسار تتابع شعلة أولمبياد طوكيو التى نشرتها على موقعها الرسمى، ويدعو البرلمان بشدة اللجنة إلى حذف جزر دوكدو من الخريطة على الفور".
كما دعا القرار - حسبما أوردت وكالة الأنباء الكورية - اللجنة الأولمبية الدولية إلى منع اليابان من إدراج جزر دوكدو في خريطة أولمبياد طوكيو استنادا إلى الروح الأولمبية المتمثلة فى المساهمة فى السلام العالمى من خلال الرياضة والفصل بين السياسة والرياضة.
وتسيطر كوريا الجنوبية حاليا على جزر دوكدو، حيث ترابط فيها قوة صغيرة من الشرطة، منذ تحريرها من الياباني .
جزر سينكاكو
جزر سينكاكو ، هو الاسم الياباني المتعارف عليه للجزر المتنازع عليها بين الصين و اليابان والاسم الصينى (دياويو) . و هذه الجزر غير مأهولة بالسكان، وتمتد مجموعة الجزر هذه على الجرف القارّي لبحر الصين الشرقي بحيث تبعد حوالي 170 كم شمالي تايوان و حوالي 400 كم غربي أوكيناوا كما تبعد عن جزيرة إشيجاكي اليابانية حوالي 170 كم، وتبعد أقرب نقطة من البر الصيني عن الجزر حوالي 300 كم . و تمت إعادة السيطرة عليها من قبل اليابان عام 1972. و قد طالبت الصين باستقلال هذه الجزر منذ عام 1970-1971 ، ويتبع الأرخبيل إدارياً محافظة أوكيناوا .
يشار إلى أن اليابان تسيطر على جزر "سينكاكو" فيما تطالب الصين وتايوان بها .. وتؤكد الحكومة اليابانية أن الجزر جزء لا يتجزأ من أراضي اليابان من حيث التاريخ والقانون الدولي وتقول إنه لا توجد قضية سيادة يتعين حلها.
وأول أكتوبر قال رئيس الوزراء الياباني الجديد فوميو كيشيدا، إنه تلقى رسالة "قوية" من الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن جزر "سينكاكو" المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
وأضاف كيشيدا - في تصريح للصحفيين بعد محادثاتهما التي استمرت 20 دقيقة تقريبا، وفق ما نقلته وكالة أنباء (كيودو) اليابانية - إن بايدن ملتزم بشدة "بالدفاع عن اليابان، بما في ذلك تطبيق المادة 5 من المعاهدة الأمنية اليابانية الأمريكية على سينكاكو".
رئيس وزراء اليابان
وأشار كيشيدا إلى أن البلدين الحليفين أكدا - أيضا - التعاون من أجل ضمان حرية الحركة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعمل معا من أجل تعزيز التحالف الثنائي والتعاون بشأن القضايا المتعلقة بالصين وكوريا الشمالية.
ومن الحين والأخر تعلن خفر السواحل اليابانى عن دخول سفن صينية للمياه الإقليمية اليابانية، ففى أواخر أغسطس الماضى، قالت خفر السواحل إن 4 سفن صينية دخلت المياه الإقليمية لليابان، قبالة جزر "سينكاكو" فى بحر الصين الشرقى.
وأضاف خفر السواحل - حسبما ذكرت هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) - أن السفن دخلت مياه اليابان قرب جزيرتي "يوتسوري" و"ميناميكوجيما"، ووصلت السفن الأربعة فى حوالى الساعة الثانية و40 دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي، وبقيت في المنطقة لنحو 10 ساعات تقريبا.
وذكرت تقارير أن السفن اقتربت من قوارب صيد يابانية إلا أن قوات خفر السواحل طالبوها بمغادرة المياه على الفور.
وأشارت الإذاعة اليابانية إلى أن هذه هي المرة الـ28 التي تدخل فيها سفن صينية إلى المياه الإقليمية اليابانية قبالة جزر "سينكاكو" خلال هذا العام.
جزر باراسيل ـ صورة أرشيفية
جزر باراسيل
جزر باراسيل المعروفة أيضا باسم شيشا في الصينية وهوانغ سا في الفيتنامية، هي مجموعة من الجزر والشعاب، تسيطر عليها الصين، ومتنازع على ملكيتها من قبل الصين وتايوان وفيتنام، تتكون من أرخبيل يضم نحو 130 من الجزر والشعاب المرجانية الصغيرة، تقع في بحر الصين الجنوبي.
ويتنازع على ملكيتها الصين وتايوان وفيتنام. وتسيطر الصين على هذه الجزر منذ الحرب القصيرة التي خاضتها ضد فيتنام الجنوبية عام 1974.
ويقع ضمن الأرخبيل ثقب التنين الذي يُعدّ أعمق بالوعة قابعة تحت المياه على سطح الأرض.
باراسيل
فيتنام تنتقد إنشاء الصين سينما على جزيرة متنازع عليها
وفى 2017، نددت فيتنام بإنشاء الصين وتشغيلها لدار عرض سينمائى على جزر باراسيل فى وقت يتصاعد فيه التوتر بين الجارتين فيما يتعلق بحقوق الطاقة فى بحر الصين الجنوبى.
وقالت وكالة أنباء الصين (شينخوا) إن السينما المقامة على جزيرة وودى، وهى جزء من مجموعة جزر باراسيل التى تطالب كل من تايوان وفيتنام بالسيادة عليها، مجهزة بأحدث وسائل العرض.
وقالت لى ثى ثو هانج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفيتنامية "هذا الإجراء من جانب الصين يمثل خرقا لسيادة فيتنام على أرخبيل هوانج سا وانتهاكا للقانون الدولى لكنه لن يغير سيادة فيتنام عليه" فى إشارة إلى الاسم الفيتنامى للجزر.
وأضافت "فيتنام تعارض ذلك وتطالب الصين بعدم تكرار مثل هذه الإجراءات".
بحر الصين الجنوبى ـ صورة ارشيفية
وفى فبراير الماضى، قالت البحرية الأمريكية، إن إحدى سفنها الحربية أبحرت قرب جزر باراسيل التي تسيطر عليها الصين في بحر الصين الجنوبى، في خطوة تؤكد على حرية الملاحة هي الأولى من نوعها في عهد إدارة الرئيس جو بايدن.
وندد الجيش الصيني بهذا التحرك وقال إنه أرسل وحدات بحرية وجوية لتتبع السفينة وتحذيرها.
وتشعر الصين بالغضب إزاء عمليات الإبحار الأمريكية المتكررة بالقرب من الجزر التي تشغلها وتسيطر عليها في بحر الصين الجنوبي، وتقول إن سيادتها على الجزر لا تقبل الطعن وتتهم واشنطن بتعمد إشعال التوتر.
وقالت قيادة مسرح العمليات الجنوبية في جيش التحرير الشعبي الصيني إن السفينة دخلت ما أسمته المياه الإقليمية لجزر باراسيل دون إذن، "مما يشكل انتهاكا خطيرا لسيادة الصين وأمنها".
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة "تتعمد إفساد الأجواء الطيبة ببحر الصين الجنوبي الذي ينعم بالسلام والصداقة والتعاون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة