يفاجئ الزائرون لمحمية نبق بجنوب سيناء، بكتلتين من الحديد على ساحل المحمية الواقع على بعد نحو 35 كيلو متر شمال مدينة شرم الشيخ، هذه الكتل الحديدية هي هياكل حطام السفينة "ماريا شرودر" الغارقة فى أبريل عام 1956، بمنطقة محمية نبق بجنوب سيناء، أثناء رحلة إبحار لها بين الأردن، وألمانيا الغربية فى ذاك الوقت، وبعد فشل محاولة سحبها سُجلت مفقودة ولكن بقيت هياكلها تجمع حولها الشعب المرجانية، وتصبح من حطام سفينة عابرة لمزار سياحي دائم يقبل عليه زوار مدينة شرم الشيخ من المصريين والسائحين العرب والأجانب.
“اليوم السابع"، رصد من محمية نبق مشاهد للسفينة الغارقة، التي تبدو من بعد منقسمة لكتلتين حديديتين بملامح ضخمة مهيبة، بينما على الساحل المقابل لها تنتشر أكوام قطع حديدية صغيرة هي أجزاء متآكلة من السفينة، يحرص الزوار لها الاحتفاظ بأجزاء منها كتذكار، عند زيارتها فى حين يصل لها الغواصين للالتفاف حولها، ومشاهدة الشعب المرجانية التي علقت بها وكونت اشكال بألوان مختلفة.
رحلة من ميناء العقبة الأردني
تشير البيانات المتداولة لهذه السفينة، إنها غرقت وهي فى رحلة من ميناء العقبة الأردني متجهة إلى ألمانيا الغربية، وتعطلت واصطدمت بالحاجز المرجاني بمنطقة محمية نبق حيث تم محاولة سحبها عدة مرات لكن دون فائدة لتسجل باعتبارها مفقودة كليا ومن حينها فإن هيكل السفينة الحديدي يتأكل تدريجيا بفعل العوامل الجوية وبفعل الأمواج القوية بالمواقع إلا أن الحطام والذي يمتد حتى عمق 25 مترا أصبح أحد أشهر مواقع الغوص فى جنوب سيناء.
تاريخ السفينة
وتكشف المعلومات حول السفينة، إنها تم بنائها فى عام 1920 وتم بيعها في أغسطس 1950 إلى ريتشارد شرودر في هامبورغ بألمانيا، وفي أثناء رحلتها من خليج العقبة إلى ألمانيا غرقت في غابات منطقة نبق، وانقسمت إلى نصفين، وتحتفظ بكل ما فيها من الأدوات التي كان يستعملها البحارة، والأن كستها الشعاب المرجانية بأشكالها المتنوعة.
ومن تاريخ هذه السفينة، إنها بدأت العمل تحت اسم "رولف جارل"، حيث كانت مملوكة لشركة نرويجية، وهى سفينة شحن تعمل بمحرك بخاري، وتصل حمولتها نحو 1617 طن، وسرعة إبحارها تقترب من 29 كيلو متر فى الساعة الواحدة، وطولها 81 مترا، واتساعها يقارب 12 مترا، وكانت بدايتها فى العمل بين موانئ البحر المتوسط، ثم انطلقت ضمن قوافل المحيط الأطلسي، ثم انتقلت ملكيتها للمالك الألماني وبدأت العمل من ميناء العقبة الأردني إلى ألمانيا الغربية، وفى 10 ابريل 1956، تعطلت واصطدمت بالحاجز المرجاني بمنطقة نبق، وبدأت محاولات سحبها عدة مرات لكن دون فائدة لتسجل باعتبارها مفقودة كليا .
والسفينة من أهم معالم محمية نبق، التي أعلنت رسميا محمية طبيعية في عام 1992، وتصل مساحتها 600كم2 (منها 440 ك م2 في اليابس بالإضافة إلى 130 ك م2 في النطاق المائي)، وتقع هذه المحمية على خليج العقبة في المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادي أم عدوي في جنوب سيناء، وتبعد المحمية 35 كيلو متراً شمال شرم الشيخ.
"الكوز وأبونجيلة وروض رحيله والدقل
وحملت ذاكرة الأهالي أبناء المكان، مسميات لكل مكان ومنطقة بالمحمية، وخصت موقع السفينة باسم "الغرقانة"، نسبة إلى السفينة الغارقة، ومسميات لأماكن أخرى بالمحمية، منها "الكوز، وأبونجيلة، وروض رحيله، والدقل، والعرايش، والغرابي، والقبيلة، والغرابي، وعموم المنطقة اسمها بلهجة أهل المكان " الطارف".
ويقول محمد المزيني، أحد السكان المحليين، إنهم يعتبرون السفينة الغارقة جزء من المكان بل وحارس عليه، مؤكدين أن كثير من الحكايات والأساطير تتداول حولها وعن تاريخها، ولكنهم لا يهتمون بهذا الأمر كثيرا، فكل ما فى الحاضر ويهمهم أن السفينة الأن اصبحت واجهة سياحية لضيوفهم من الزوار المصريين والعرب والأجانب يقفون أمامها مبهورين يلتقطون لها صور من بعيد من على الشاطئ ومن يفضل يصل اليها فى مراكب وفى رحلات غوص.
وأضاف، إنه كل عام يزيد نسبة الحديد الذي تقذف به أمواج البحر على الشاطئ المقابل لها وهو من الأجزاء المتآكلة منها حتى ان المكان أصبح يحمل اللون البنى الداكن، ومن الطريف ان هذه الأجزاء الحديدية يقوم الزوار بأخذ أجزاء منها والتقاط صور تذكارية لها.
غابة المنجروف
وتقع السفينة فى الجهة المقابلة لغابة المنجروف في محمية نبق وتعد أشجار المانجروف فى محمية نبق، وفقا للبيانات الرسمية للمحمية، من بين نحو 134 نوعاً من النباتات منها نحو 86 نوعاً اندثرت تماماً في الأماكن الأخرى وتجري دراسات تنمية وإكثار ما تبقى منها في نبق، ومن مسميات نبات المانجروف “الشورى"، ويمكنها استخلاص المياه العذبة والتخلص من الملح من خلال أوراقها التي يظهر على أسفلها طبقة من الملح.
ووفقا لبيانات محافظة جنوب سيناء الرسمية، فإن المنطقة اعتبرت محمية طبيعية فى عام 1992، وتقع هذه المحمية فى المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادي أم عدوي فى جنوب سيناء، وتبعد 35 كيلو متراً شمال شرم الشيخ، وتتميز بتنوع يجمع بين البيئة الجبلية والبيئة الصحراوية بكثبانها الرملية عند وادي كيد وبها تجمع مهم من الحيوانات والطيور، وأشهر حيواناتها الغزلان والتياتل والثعالب والوبر إلى جانب العديد من أنواع القوارض والزواحف، كما توجد بها كثير من الطيور المقيمة والمهاجرة وأشهرها العقاب النسارية والخواضات والبلشون، فضلا عن البيئة البحرية التي تعد من عوامل الجذب لرواد سياحة السنوركلينج والغوص.
المحميات الطبيعية فى جنوب سيناء
وسبق وأعلن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أن المحافظة تضم عدداً من المحميات الطبيعية، وتشمل، محمية رأس محمد (تُعد الحديقة الطبيعية الأولى في مصر)، ومحمية نبق (منطقة طبيعية بالغة الروعة وتحتوي على 134 نوعاً من النباتات من بينها 86 نوعا معمرا)، ومحمية أبوجالوم، (تُعد من أكثر محميات مصر الطبيعية جمالا وروعة بما تضمه من جبال شاهقة، ووديان ضيقة متعرجة، وينابيع مياه عذبة، وكثبان رملية)، ومحمية سانت كاترين (تحتوي على العديد من الأحياء النباتية والحيوانية، وبها حوالي 30 نوعا من الزواحف النادرة، و472 من الفصائل النباتية النادرة منها الطبية ومنها السامة، و19 نوعاً من النباتات المتوطنة التي لا تنمو في أي مكان في الكرة الأرضية سوى جبال المحمية)، محمية طابا (يوجد بها العديد من الحيوانات المُهددة بالانقراض، وتكثر بها الشعاب المرجانية النادرة).
كما سبق اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، المرحلة الثالثة من طريق نبق السياحي بطول 5 كم وميدان بعد أعمال رفع الكفاءة والرصف والتجميل والتخطيط، والطريق هو الطريق الرئيسي بمنطقة نبق ويمر من أمام البوابة الأمنية بمدخل محمية نبق ويخدم جميع الفنادق السياحية بالمنطقة.
اجزاء منها على الشاطئ
السفينة الغارقة
السفينة الغراقة معلم سياحى
السفينة من بعد
القادمين للمكان يحتفظون باجزاء منها تذكار
المكنا الذى غرقت فيه
المنطقة الساحلية المقابله لها
انقسمت لنصفين
حطام السفينة الغارقة
سحر المكان
عل ساحل منطقة السفينة
على الشاطئ تتطاير اجزاء منها
ماتيقى من السفينة
وثائق عغن السفينة الغارقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة