مثلى الأعلى أمال فهمى وقراءتى حوار لها كان سببا في حبى لمهنة المذيعة
سهير الإتربى دعمتنى كثيرا خلال عملى بالتليفزيون المصرى
برنامج طلب حضور اعتبره أفضل ما قدمت في التليفزيون المصرى
ارتبطت الأسرة المصرية بالتليفزيون المصرى ، منذ انطلاقه فى 21 يوليو عام 1960، وكانت المادة التى تعرض عليه بمثابة الحبل السرى الذى ربطت المصريين والعرب بالتليفزيون المصرى، فكانت تلتف الأسر بكافة طباقتها مساءً أما لمشاهدة المسلسلات الدرامية التى تميز بها الفن المصرى، أو الأعمال الكوميدية أو البرامج الحوارية، وكان هو المصدر الوحيد للأسرة للإطلاع على العالم الخارجي.
كان التليفزيون يشكل وجدان المواطن المصرى، ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها، فقد كان له دور مهم فى لمة الأسرة بل والعائلة حوله، لتشاهد برامج هادفة ومنوعات وفقرة مفتوحة، وكذلك نشرات أخبار ومسلسلات وافلام، فلا يوجد شابا لم يترب على برامج التلفزيون المصرى الذى لم يخل بيت من مشاهدته بشكل دورى.
ارتبط المصريين وجدانيا بالتلفزيون المصرى، ولعل أبرز دليل على حب المصريين لبرامج التلفزيون المصرى التى كانت تذاع فى الماضى، هو حجم المتابعات الكبيرة لقناة "ماسبيرو زمان" حاليا، التى تقدم المسلسلات والبرامج التى كانت تذاع على التلفزيون المصرى منذ عشرات السنوات، إلا أنه رغم مرور فترة كبيرة للغاية على إذاعتها لم يمل المشاهد المصرى من متابعتها وهو ما يكشف حجم ارتباط المواطن المصرى بما كان يقدم فى الماضى بالتليفزيون من برامج ومسلسلات ومذيعين ومذيعات كان لهم دور كبير للغاية فى التأثير على اهتمامات وأفكار المشاهد المصرى.
قررنا أن نعود إلى الماضى قليلا لنجرى سلسلة حوارات مع أبرز من قادوا التليفزيون المصرى فى زمن التلفزيون الجميل، لتحمل سلسلة الحوارات عنوان "زمن ماسبيرو الجميل"، حيث نتناقش معهم حول كيف كان عملهم داخل ماسبيرو وكان كانت بداياتهم الإعلامية، ومن أبرز من أثروا فيهم داخل التلفزيون المصرى، وكذلك نتحدث معهم حول مستقبل مهنة الإعلام.
رابع تلك الحلقات مع الإعلامية القديرة فاطمة فؤاد، والتي تعد أحد أبرز مذيعات التليفزيون المصرى خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، وهى أول من قدمت برنامجا جماهيريا "توك شو"، في التليفزيون المصرى، كما أكدت بنفسها في العديد من تصريحاتها السابقة، وتميزت بحلقاتها عن قضايا الإرهاب، بجانب قضاياها عن المرأة والأحوال الشخصية والقضايا الأسرية، لتحصل على الجائزة الذهبية عن حلقة برنامج بوضوح التي تناولت فيها قضية أطفال الشوارع، بجانب حصولها على الجائزة الفضية من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، ودائما ما كانت تلقب نفسها بالمذيعة المقاتلة.
خلال حوارنا معها، رجعنا بالزمن للخلف لتتحدث عن ذكرياتها خلال بداية عملها في التليفزيون المصرى، وأصعب موقف تعرضت له، وكذلك شعورها وهى تقدم حلقات عن العمليات الإرهابية، بجانب أبرز الأشخاص الذين أثروا فيها في التليفزيون المصرى، وأبرز برنامج قدمته، وأصعب خبر قرأته خلال عملها في العمل الإعلامى، بالإضافة إلى رؤيتها حول دور الإعلام في تشكيل وعى المواطن المصرى، وغيرها من القضايا والمحاور فى الحوار التإلى..
فى البداية كيف جاء عملك فى مجال الإعلام والتليفزيون ؟
مفيش مشوار حياة لأى أحد يبدأ فجأة، فقد بدأت رحلتى في المجال الإعلامى منذ الصغر، فاللغة العربية بها جزء كبير موهبة ، فكنت قوية في اللغة العربية، فوالدتى كانت تعلمنى كيف اقرأ قبل أن أدخل المدرسة فكنت مذيعة المدرسة وأنا في رابعة ابتدائى، فهذه الحكاية كبرت معى في المرحلة الإعدادية والثانوية، وكنت في كلية الإعلام جامعة القاهرة أتناقش مع أساتذتى في كل الموضوعات، فقد كان لدى الحس في أن أناقش باحترام وجدية فهذا جعلنى أكمل المشوار في مجال الإعلام.
أنا لم يكن لى أي معرفة أو وساطة في التليفزيون المصرى ، فقد تقدمت بالمسابقة حيث أعلنوا عن مسابقة لاختيار مذيعين جدد، فتقدمت لها، واللجنة كان يترأسها الأستاذ جلال معوض رحمه الله ، فكانت لجنة كبيرة ومليئة بكبار الإعلاميين المصريين، والحمد لله نجحت من ضمن الناجحين وبدأت المشوار.
هل ترين أن من يعمل فى مجال الإعلام لابد أن يكون أكاديمى أم ليس شرطا للمذيع أن يكون دارسا للإعلام ويكفى فقط الموهبة؟
هناك أشياء كثيرة لابد أن يتمتع بها كل من يفكر في العمل بالتليفزيون أولها الكاريزما وهذه ما كانوا يطلقون عليها في الماضى هيبة المذيع، فالشخص يدخل يجعل الجميع يلتفت إليه، فهذه الكاريزما عندما تكون موجودة لدى المذيع يكون شيء جيد للغاية، بجانب النطق الصحيح للكلمات، فحتى الآن عندما أجد أن هناك من يقول حرف "ك" بدلا من الـ "ق" بتألم، لدرجة أنه عندما كان هناك امتحانات في التليفزيون أول ما أدخل أطلب من المتقدم للمسابقة أن يقرأ سورة الفلق والناس، للتركيز على نطقه لحرف "س" و "ق"، لأن هذين الحرفين إذا لم يتم نطقهما بشكل صحيح لا يصح أن يعمل مذيع، لأن هذا يقلل جدا من المذيع، خاصة للمشاهد الذى يكون لديه دراية باللغة العربية وكيفية خروج الألفاظ ، ويدربون على ذلك أيضا.
هل ترين أن المذيع قادر على تقديم عدة قوالب إعلامية؟
ممكن المذيع يقدم كل القوالب الإعلامية ولكن لو سألتنى عن ما هي البرامج التي لم أكن أفضلها، فأنا لم أكن أحب تقديم برامج المنوعات ، ولكن أحب البرامج التي لها قضية وأحب أناقش فيها الناس، وأصور خارجى لمناقشة الناس، وأناقش الموضوعات من واقع المجتمع لكن كان هناك برنامج "سهرة على الهواء" كنت أشارك فيه وكان بالأمر ذلك، وكنت أقدم فقرتين في الأسبوع، ولكن أنا أحب البرامج التي بها حوار واستضيف الناس وأناقشهم وأبحث الموضوعات وأقدم صورة كاملة عن الموضوع من أجل أن يستفيد المشاهد من هذه المناقشة.
ما هو أشهر لقاء قدمتيه في التلفزيون المصرى؟
أشهر لقاء كان مع الشيخ محمد متولى الشعراوى بدون حجاب، وقلت له "يا مولانا أنا لو ارتديت الحجاب لن يطلعونى على الشاشة"، فقال لى لا يا ابنتى خليكى زى ما أنتى نحن نرى الناس من تحت جلودهم، فسألت سكرتيره ماذا يقصد الشيخ الشعراوى، فقال أن "الشيخ الشعراوى ارتاح لى".
ما هي أصعب حلقة قدمتيها في التليفزيون المصرى؟
أصعب حلقة قدمتها كانت عن الشيخ الشعراوى عندما توفى لأنه كان شخصية فريدة، فهذا من لديه الهيبة والكاريزما والقبول والأريحية، وكل شيء موجود عنده.
ما هو أصعب موقف واجهك في العمل الإعلامى؟
في أول بداية حياتى لم يواجهنى مشكلات صعبة لأنى كنت أول مذيعة ربط أنزل على الشاشة وحقيقة الموضوع ماشى سلسل وسهل وجميل للغاية، ولكن مع مشوار الحياة والبرامج والتصوير الخارجي بالطبع حدثت لى مشكلات كثيرة ليست إخفاقات ولكن في الحقيقة كنت اعتبرها انتصارات لأنى استطعت أن أسيطر على المواقف المختلفة التي قابلتنى خاصة في التصوير الخارجي.
ما هي نوعية البرامج التي ترين أنك تميزتى فيها خلال عملك بالتليفزيون المصرى؟
قمت بعمل برامج اجتماعية كثيرة للغاية، فكنت بعمل برامج تتناول الزواج والطلاق وحق الرؤية والنفقة وأشياء كثيرة كان الشعب المصرى لا يعرف عنها شيء، وذهبت لمحكمة زنانيرى، وسجلت مع الناس والحلقات هذه وجدت صدى كبيرا للغاية، ومن ضمن الحلقات التي قدمتها كان عن بطء إجراءات التقاضى في قضايا الأحوال الشخصية، وهذه الحلقة جعلتهم يسرعون والنفقة تأخذ للزوجة والأولاد فور الطلاق، فأنا أصبح فخورة بمثل هذه الحلقات وأنى استطعت أن أساهم في أن مشروع قانون جديد يصدر يهم الأسرة المصرية.
ما هي المدرسة الإعلامية التي كنت تحرصين على تطبيقها خلال تقديمك للبرامج؟
أولا احترام المشاهد، وثانيا أقول الحقيقة، ولا أقوم كلام لم يحدث، وثالثا أقدم الحلول وليس على لسانى، ولكن على لسان المختصين كى تكون حلول صحيحة وواقعية، واحترام المشاهد هو أهم شيء، وهذا الاحترام ليس فقط في الموضوع ولكن أيضا طريقة اللبس فلا يمكن أن أتحدث في حلقة عن الإرهاب وأضحك ، فهناك قواعد درسناها في كلية الإعلام.
من هو مثلك الأعلى فى المجال الإعلامى؟
حبيت مهنة المذيعة، منذ أن كانت والدتى تشترى جريدة "الجيل"، وفكنت أتفرج على الصور، فوجد حوار مع الأستاذة أمال فهمى رحمها الله، فقرأته كله ، فوجد أنها تقول في الحوار إنها دخلت اختبار المذيعة وكان فيه 11 شخص يمتحنها، وهى كان لديها لدغة بعض الشئ في حرف الراء، فأحد أعضاء اللجنة جعلها تنطق عبارة مليئة بحرف الراء فقالتها فهذا ما جعلها تنجح في الاختبار، وكنت مرتبطة بأمال فهمى لفترة طويلة حتى قبل أن تتوفى وكنت أراها وأتحدث معها كثيرا، وظللت حتى أخر يوم لها في المستشفى كنت أذهب وأزورها .
ما هي أكثر شخصية دعمتك خلال عملك في التليفزيون المصرى؟
مدام سهير الإتربى دعمتنى كثيرا.
ما هو البرنامج الذى تعتبريه الأفضل لك وله تأثير كبير في مسيرتك الإعلامية؟
برنامج طلب حضور، لأنه أول ما ظهر البرنامج كان سريع و20 دقيقة فقط في رمضان، وناقشت القضايا التي يعانى منها المواطن، وكنت أشعر أن كل الناس تنتظر هذا البرنامج لأنه ناقش موضوعات وقضايا لم يناقشها أحد من قبل في التليفزيون مثل الزواج والطلاق ونفقة الأطفال وحضانة الطفل والنفقة وبطء إجراءات التقاضى في الأحوال الشخصية وأشياء كثيرة للغاية.
ما هى فكرة أول برنامج جماهيرى شاركت فيها؟
صحيح برنامج دعوة للفكر والأستاذة سهير الإتربى هي من اختارتنى لتقديمه، وقالت لى لأن أنت لديك هيبة وأستطيع مناقشة الضيوف، لأن هناك مذيعات يخافون من الضيوف، فالبرنامج كان أول برنامج توك شو في التليفزيون المصرى، وكان هذا البرنامج متكلف وكنت أقدمه في استوديو مصر، وناقشنا موضوعات كثيرة منها الإدمان، واستضفنا مشاهير المدمنين مثل حاتم ذو الفقار رحمه الله، والولد الصغير الذى أدى دور طه حسين في مسلسل الأيام، وساهمنا في أن يتعرف المشاهد على المشكلة وكيف تحمى أولادها من هذه المشكلة ولا أحد يترك أولاده في الغرفة بمفردهم ولا يعرف من صاحبه ، فالبرنامج كان توعية ومناقشة مشكلة.
خلال فترة عملك في ماسبيرو عاصرتى نجوم كبار مثل إيناس جوهر ومحمد سلطان وغيرهم من كبار الإعلاميين كيف كانت العلاقة بين الإعلاميين في ماسبيرو في ذلك الوقت؟
الإعلاميون الذين سبقونا كانوا جيدين للغاية في التعامل معنا ، وقابلونا بترحاب وكانوا يعطون لنا نصائح ، وما زالنا حتى الآن على علاقات مع بعضنا ، وأجيال سبقونا ما زالت هناك علاقات بيننا وتليفونات مستمرة بين بعضنا البعض.
كيف يمكن للإعلام دعم الدولة المصرية؟
تشكيل الوعى لابد أن تكون الرسالة واحدة، وواضحة وصريحة وتوصل لكل الأعمار، لكن ما نراه مجزأ وكل شخص يقول بطريقته، فلابد أن تكون الرسالة واضحة وحقيقية.
أخيرا.. ما هى نصيحتك الشباب الذى يسعى للعمل فى مجال الإعلام؟
من يعمل العمل الإعلامى لابد أن يحضر نفسه ماذا سيفعل عندما يعمل في المجال الإعلامى، أنا لى هدف وخطة أعمل عليها، كى عندما ابدأ العمل في أي موضوع أكون جاهز، وأدرب نفسى قبل دخولى المجال، حتى عندما تسألنى لجنة الاختبارات الخاصة باختيار المذيعين أي سؤال أكون فاهم ماذا أقول، فالثقافة شيء أساسى، فلابد أن تعرف شيء عن كل شيء.